شؤون سياسية

حزب الله يستقبل فوز ترامب بمائة صاروخ على اسرائيل

خطوة تصعيدية خطيرة على الساحة اللبنانية، أطلق حزب الله مساء الخميس عشرات الصواريخ على مناطق في شمال إسرائيل، شملت الجليل وحيفا، بعد ساعات من إعلان فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتعتبر هذه الضربة الكبرى رسالة واضحة تعبر عن موقف الحزب الرافض للسياسات الأميركية التي يرى أنها تحابي إسرائيل على حساب الشعب اللبناني، وهو ما أكده نائب حزب الله في مجلس النواب اللبناني، إبراهيم الموسوي، مشيرًا إلى أن واشنطن “شريكة كاملة فيما يحدث” وأنها تمتلك القدرة على التأثير لإيقاف الحرب

خلال هذا الهجوم، استهدفت الصواريخ المناطق السكنية الإسرائيلية، حيث أصيب رجل مسن بجروح طفيفة في نهاريا، كما قتلت شابة جراء سقوط صاروخ على كيبوتس كفار ماساريك. ووفقا للجيش الإسرائيلي، فقد تم اعتراض عدد من الصواريخ، فيما أصابت أخرى منشآت مختلفة، مثل منزل في كريات يام، مما تسبب في أضرار مادية وتسرب غازي. وقد اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل خمسة من جنوده خلال اشتباكات مع مقاتلي حزب الله.

على الجانب اللبناني، ارتفعت حصيلة القتلى والجرحى جراء القصف الإسرائيلي المتواصل، إذ أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن عدد الضحايا بلغ أكثر من ثلاثة آلاف شهيد وأكثر من ثلاثة عشر ألف جريح منذ بدء العمليات في أكتوبر الماضي، مما يعكس حجم الدمار الذي ألحقته الغارات الإسرائيلية بالبنية التحتية اللبنانية

ويشير المستشار يونس السبكي، الخبير الاستراتيجي: تصاعد الأعمال القتالية بين حزب الله وإسرائيل يعكس تدهور العلاقات بين الجانبين وعدم وجود بوادر حل قريب، مؤكدًا أن استمرار القتال في هذه الوتيرة سيفضي إلى مزيد من التعقيد في الساحة اللبنانية وربما يشعل المنطقة بأكملها.

أما الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، فيرى أن دعم ترامب لإسرائيل قد يدفع حزب الله إلى تعزيز مواقفه وتصعيد هجماته كرسالة إلى الإدارة الأميركية الجديدة مفادها أن دعمها لإسرائيل لن يمر دون عواقب. ووفقا لعوض، فإن عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستؤدي إلى دعم غير مشروط لإسرائيل، مما سيزيد من تعقيد الأوضاع، ويجعل الحزب أكثر تصميم على التصدي لتلك السياسات.

وفي هذا السياق، يشير بولس مسعد، رجل الأعمال اللبناني الأميركي ووالد زوج ابنة ترامب، تيفاني، إلى أنه سيعمل على التفاوض بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق، مضيفاً أن الرئيس المنتخب ترامب يهدف لإنهاء الحرب قبل توليه السلطة رسميًا في يناير المقبل. تعتبر هذه المبادرة خطوة هامة تعكس سعي الإدارة الأميركية المقبلة لتهدئة الأوضاع في المنطقة.

المأزق

وعلى الجانب الإسرائيلي، رحبت الحكومة بعودة ترامب إلى الرئاسة، معتبرة أنه سيكون حليفا قويا لها، ما عزز موقفها العسكري في الساعات الأخيرة، إذ نفذت قواتها ضربات جديدة في الضاحية الجنوبية لبيروت واستهدفت مناطق عدة قرب مطار بيروت. وفي هذا السياق، ترى إسرائيل أن موقف ترامب قد يمنحها غطاء دوليا يسمح لها بمواصلة عملياتها العسكرية دون مخاوف من ضغوط أو تساؤلات دولية.

كما يشير العديد من الخبراء إلى أن التصعيد المتواصل بين حزب الله وإسرائيل قد يفضي إلى نتائج خطيرة، منها إمكانية اندلاع حرب شاملة. ووفقا للمستشار يونس السبكي، فإن المأزق يكمن في عدم وجود قوة دولية قادرة على فرض وقف إطلاق نار دائم، في ظل التوترات المتزايدة والدعم الأميركي المتواصل لإسرائيل، مما يجعل الحل الدبلوماسي بعيد المنال.

يرى الدكتور أحمد رفيق عوض أن حزب الله سيواصل تحركاته طالما استمرت إسرائيل في استهداف المدنيين والبنية التحتية اللبنانية، مضيفاً أن الحزب يعتبر أي تهدئة أو هدنة مرهونة بوقف الدعم الأميركي لإسرائيل، وإيقاف العمليات العسكرية التي تستهدف لبنان.

ويبدو أن الوضع بين حزب الله وإسرائيل يتجه نحو تصعيد أكبر، خاصة في ظل عودة ترامب لرئاسة الولايات المتحدة. ويبقى الأمل في أن تثمر الجهود الدولية، ولو بحدها الأدنى، في التوصل إلى اتفاق يوقف إراقة الدماء ويحافظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=5656

موضوعات ذات صلة

اهتمام أمريكي غير مسبوق بملف الرهائن

المحرر

مد العمل بقانون المنارعات الضريبية

المحرر

اعلان عباس بحق إسرائيل سيؤدى للمزيد من الاستيطان

المحرر

حاضر ومستقبل حماس في ظل تصاعد التحديات

المحرر

برلمانيون: حكم الدستورية بشأن الإيجار القديم رفع الحرج عن الجميع

المحرر

نائب ليبي يطالب بتدخل روسيا لمنع التدخل الأوروبي

المحرر