أرجع عدد من الخبراء الاقتصاديين، أسباب تراجع أسعار الدولار أمام الجنيه خلال الفترة الحالية إلى تحسن موارد مصر من العملة الأجنبية، وفي مقدمتها قناة السويس وتحويلات العاملين بالخارج، بالإضافة إلى هدوء التوترات التجارية، مما يعزز الإقبال على الاستثمار في أدوات الأسواق الناشئة، ومنها مصر.
مراجعة الشريحة الخامسة
وقال الدكتور وليد عادل، الخبير المصرفي، إن هناك تراجعات واضحة في سعر الدولار مقابل الجنيه، وهو ما جاء نتيجة العديد من العوامل أهمها زيادة الاستثمارات المباشرة للسوق المصري وزيارة وفد من صندوق النقد الدولي لمناقشة المراجعة الخامسة لبرنامج التمويل المبرم مع الحكومة، بقيمة 8 مليارات دولار، وزيادة تحويلات العاملين بالخارج، ما يفيد زيادة الاحتياطي النقدي للدولة من العملة الأجنبية.
وتوقع الدكتور وليد عادل، وفق هذه المؤشرات، أن يفقد الدولار مزيد من قوته أمام الجنيه ليتراجع لمستوى 45 جنيها، خاصة وأنّ المؤشرات والعوامل تؤكد وجود تحسن في الاقتصاد المصري، ما يعني زيادة في تدفق الاستثمارات بشكل أكبر.
وأشار إلى أن الدولار لن يستعيد قوته مرة أخرى امام الجنيه، نتيجة ارتفاع الاحتياطي النقدي والذي يعتبر عامل أساسي لتحسين الوضع الاقتصادي المصري، كما أن الدولة أصبحت تزيد من الاحتياطي الخاص بها من الذهب بشكل كبير وهو ما يشير إلى أن الدولار لم يعد الخيار الأفضل.
خفض سعر الفائدة
قال الدكتور مصطفى بدرة الخبير الاقتصادي، إن لجنة السياسات النقدية تنعقد للمرة الثانية في عام 2025 وتخفض أسعار الفائدة الاسترشادية 1% وهي غير مؤثرة التأثير الكبير لكن شيء ايجابي ويصب في صالح المستثمرين والسوق، لافتا إلى أننا حتى نهاية العام الحالي ونصف العام القادم وفق توجيهات البنك المركزي سيتم تخفيض أسعار الفائدة التقديرية ويتوصل تصل لـ12 أو 13%.
وأكد مصطفى بدرة، أن هناك توجه من الدولة لضبط الأسواق ورقابة شديدة على الاسواق بزيادة المعروض من السلع وكل الخدمات للسيطرة على التضخم وتقليله، موضحا أن ارتفاع المواد البترولية يرفع التضخم لكن ليس بالارتفاع الكبير.
وأوضح مصطفى بدرة، أن انخفاض سعر الدولار مقابل الجنيه بسبب وجود مزيد من المعروض ومواردنا من العملة الاجنبية تزيد فيما عدا قناة السويس ورؤية الدولة أن القناة ستشهد تحسن في مواردها الفترة المقبلة، مشددا على أن تراجع سعر صرف الدولار يعود إلى زيادة موارد الدولة من العملة الاجنبية.
استمرار الانخفاض
فيما ربط الخبير المصرفي هاني أبو الفتوح، تراجع الدولار أمام الجنيه بتلقي البلاد تمويلات خارجية ضخمة من صندوق النقد والبرلمان الأوروبي وكذلك مساعدات خليجية، مما عزز من احتياطي النقد الأجنبي، وحدوث توزان في سوق الصرف.
وتوقع أبو الفتوح، استمرار تحسن سعر صرف الجنيه أمام الدولار خلال الفترة المقبلة، في ظل انخفاض سعر معدل الفائدة، مما ينعكس على زيادة حجم الاستثمار الأجنبي المباشر داخليًا وخارجيًا، مع استمرار ارتفاع العائد على أدوات الدين الحكومية.
