شؤون سياسية

سباق تركى قطري لجني ثمار اسقاط الأسد

تتحرك تركيا وقطر بشكل متسارع لجني ثمار إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، حيث تسعى الدولتان لتعزيز نفوذهما السياسي والاقتصادي في المشهد السوري الجديد. وبعد سنوات من دعمهما الفصائل المعارضة، يبرز الآن سباق بينهما على عقود إعادة الإعمار و ترسيم الحدود البحرية، إضافة إلى تأهيل وتشغيل البنية التحتية المتضررة، خاصة المطارات السورية.

تنافسات سوريا الجديدة

تُعد تركيا الأسبق في تأمين موطئ قدم لها في سوريا الجديدة، إذ استغلت قربها الجغرافي وعلاقاتها المباشرة مع الفصائل المعارضة. يشير اللواء أشرف فوزي، الخبير الأمني، إن تركيا نجحت في بناء جسور تواصل مع القيادة السورية الجديدة، ممثلة بأحمد الشرع، ما يمنحها ميزة نسبية في التفاوض على مشروعات إعادة الإعمار. ويشير اللواء فوزي إلى أن تركيا تستهدف تحقيق مكاسب استراتيجية طويلة الأمد، بما في ذلك إعادة تشغيل السكك الحديدية والطرق التجارية بين البلدين

وأشار  فوزي إلى أن التعقيدات الأمنية والسياسية في سوريا ستجعل من الصعب على أي طرف تحقيق نفوذ مطلق، مضيفاً أن المصالح المتشابكة بين القوى الإقليمية والدولية ستؤدي إلى صراعات جديدة على الأرض السورية

على الجانب الآخر، تبرز قطر كداعم مالي وسياسي رئيسي للفصائل التي أطاحت بالأسد، حيث ظلت الدوحة الدولة العربية الوحيدة التي رفضت الانفتاح على نظام الأسد قبل سقوطه. وويرى طارق الهواري، المحلل السياسي، بأن قطر تسعى الآن لترسيخ مكانتها في سوريا الجديدة عبر مبادرات اقتصادية ودبلوماسية، مثل زيارة وفدها رفيع المستوى إلى دمشق وإعادة فتح السفارة القطرية.كذالك جهود تركيا وقطر فى اعادة الإعمار بعدما أعلنت تركيا، الثلاثاء، عن خطة لإعادة تشغيل مطار دمشق بالتعاون مع إدارتها الوطنية للمطارات، حيث أرسل وفد تركي لتقييم مطار حلب. والذى أكد علية  وزير النقل التركي، عبد القادر أورال أوغلو، أن بلاده ترغب في تنشيط الإمكانات التجارية مع سوريا، مشيرًا إلى استعداد تركيا لتقديم الدعم الفني والتقني اللازم لتطوير البنية التحتية للمطارات.

كما أن قطر، بدورها، أبدت اهتمامًا مماثلا، حيث عرضت المساعدة في صيانة مطار دمشق وضمان استمرارية عملياته خلال المرحلة الانتقالية. والذى صرح بة مسؤول قطري أن هذا الدعم يعكس التزام الدوحة بمساندة الشعب السوري وتحقيق الاستقرار.

واوضح الهوارى أن موضوع ترسيم الحدود البحرية هو تحد آخر إلى جانب إعادة الإعمار، فايبرهز ملف ترسيم الحدود البحرية كأحد أبرز التحديات المستقبلية بين تركيا وسوريا. ووفقا لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فإن أنقرة تتطلع للتوصل إلى اتفاق يحدد صلاحيات استكشاف النفط والغاز في البحر المتوسط. وأكد  الهواري أن هذا الملف يحمل أبعادا استراتيجية واقتصادية كبيرة، مشيرًا إلى أن تركيا تسعى لتأمين مصالحها النفطية وضمان حصتها في الموارد البحرية.

التحديات الدولية والمحلية

ورغم هذه التحركات المكثفة، لا تزال هناك عقبات تواجه تركيا وقطر في سوريا الجديدة. فالدول الغربية تترقب كيفية إدارة القيادة السورية الجديدة للحكم قبل رفع العقوبات الدولية. 

وفي ظل المشهد الراهن، يبقى التساؤل حول ما إذا كانت تركيا وقطر ستتمكن من التنسيق فيما بينهما لتحقيق مكاسب مشتركة أم ستنخرطان في سباق تنافسي. يعتقد الهواري أن الدولتين قد تضطران للتعاون في بعض الملفات لتجنب الصدام، لكنه أشار إلى أن التنافس على عقود الإعمار وترسيخ النفوذ السياسي سيظل حاضرا بقوة

إن التحركات التركية والقطرية في سوريا الجديدة تعكس مزيجا من الطموحات السياسية والاقتصادية، لكنها تظهر أيضًا تعقيدات المشهد السوري الذي يشهد صراعا بين أطراف عدة لتحقيق مكاسب استراتيجية. وبينما تتقدم تركيا بخطوات حثيثة لتأمين مصالحها، تسعى قطر لتعويض ما فاتها من فرص خلال السنوات الماضية، ما يجعل سوريا الجديدة ساحة مفتوحة لمزيد من المنافسات الإقليمية والدولية

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=5580

موضوعات ذات صلة

ترامب يغازل الناخبين المسلمين

المحرر

بغداد فى مرمى نيران الكونجرس الأمريكي

المحرر

صواريخ الحوثي تربك العمق الإسرائيلي

المحرر

مشروع قانون لتنظيم عمل الاتحادات الطلابية بالجامعات

المحرر

الاحزاب تثمن العفو عن 54 من اهالي سيناء

المحرر

نعيم القاسم ومسار جديد لإيران أن تريح و تستريح

المحرر