ثقافة وأدب

عالية ممدوح في أحد طوابق الستينات

 بين الذاكرة الفردية والتاريخ الجمعي، تختار الكاتبة العراقية عالية ممدوح المضي بعيدا مع كتابها “في أحد طوابق الستينات”، الصادر عن مطابع الأديب في عمان، والذي يُعتبر الجزء الثاني من كتاب “مصاحبات: قراءة في الهامش الإبداعي”، الذي صدر عام 1993 في الرباط. يجمع هذا الجزء بين صفحاته مجموعة من المقالات الصحفية، الحوارات، والنصوص النقدية التي نشرت ممدوح معظمها على مدى عقود طويلة، في صحيفة “الرياض” السعودية.

 إنه عمل أدبي نقدي يعكس رؤية ممتدة وعميقة للأدب؛ وفي الوقت عينه يبدو من الصعب الإحاطة بكل أبعاده، لما فيه من تداخل فكري يعود إلى زمن يفيض عن ثلاثين عاما؛ جمعت فيه الكاتبة رؤيتها الشخصية والإبداعية، لمجموعة من الأعمال الأدبية لكتاب وكاتبات عرب وأجانب، تكشف من وجهة نظرها، عن دورهم المؤثر في تشكيل الوعي الثقافي والاجتماعي والسياسي.

ذاكرة وذكرى

 في مقدمة الكتاب، تُشير ممدوح إلى تأثير الكاتب الصحفي تركي السديري في مسيرتها الصحفية، تهدي إليه الكتاب قائلة بمودة  بينة: “أكتب اسمه بدون تعسر، وأهدي له هذا الكتاب، إذ لولاه لما كتبت وما نشرت، ولما اشتغلت أكثر من ثلاثين عاما، بمعيته، وصحيفته وعائلته الكريمة. أغلب الظن، جميع ما أود تدوينه هنا لا يفي بالمطلوب، ولا يُعلن عن المعنى الضامن لسلوك وكرم وأريحية ونبل هذا السعودي العربي الأصيل. الأستاذ تركي متصالح مع نفسه، ولا يخشى في الحق لومة لائم، فلم يراجع أحد إلا وجدانه النظيف. كان وبقي وظل أخا ووالدا وصديقا، منذ بدء التعارف في باريس، في عام السقطة، واحتلال أول عاصمة عربية من قبل الدولة العبرية في حزيران 1982”.

يقدم الكتاب حمولة معرفية ثقيلة، مع اختيار غياب الترتيب الزمني أو الموضوعي في فصول، إذ اختارت صاحبة “الأجنبية”، أن تبني كتابها على فكرة كسر الحدود بين الفنون الإبداعية، تتداخل كتابتها عن الشعر مع الرواية، وفنون العمارة، والحوار ومقالة الاعتراف، إلى جانب المزاوجة بين الأدب العربي والغربي، تحضر هيلين سيكسو، في المقالة الأولى، تصفها بأنها “حارسة اللغة”؛ تؤكد أن الهمّ النسوي في الكتابة ليس هوية معزولة، بل بحثًا عن صلات مشتركة، هذه المقارنة تكشف عن رؤية للأدب باعتباره مغامرة وجودية تتجاوز الحدود اللغوية والجغرافية. تُبرز ممدوح الطابع الشعري والفلسفي في كتابات سيكسو، وتربطها بتجربتها الشخصية، خاصة في روايتها “المحبوبات” المُهداة إلى سيكسو. هنا تظهر تقاطعات الصداقة والكتابة.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=422

موضوعات ذات صلة

المطبخ يغزو روايات عالمية وعربية بوصفاته ووقائعه

محرر الموقع

الذكاء الاصطناعي ليس بديلا عن المترجم والأديب

المحرر

أصل الأنواع .. تجريفٌ يلتهم روح المدينة والبشر

المحرر

صرخات العالم قبل أن تلتهم حرب التجويع أطفال غزّة

المحرر

نوبل السلام وترامب.. هل يسخر القدر مجددًا؟

المحرر

إطلاق المختبر الثقافي العماني في معرض القاهرة الدولي للكتاب

المحرر