في ندوة حوارية مميزة ضمن محور “كاتب وكتاب” بالبرنامج الثقافي للدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أجمع عدد من علماء الأزهر الشريف على ضرورة تعزيز الوعي الديني، ونشر الفكر الوسطي المعتدل لتحصين الشباب الأجيال الجديدة والمجتمع من الغلو والانحراف الفكري. جاءت الندوة بعنوان “مشروع رؤية” وتركزت على استعراض أعمال وأهداف السلسلة الثقافية “رؤية”، التي تصدر بالتعاون بين وزارتي الأوقاف والثقافة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، وشهد الندوة جمع غفير من رواد المعرض من مختلف الأعمار والفئات.
استهل الإعلامي أحمد عصام أعمال الندوة بالإشادة بإصدارات مشروع “رؤية” الذي أُطلق بالتعاون وزارة الأوقاف وهيئة الكتاب. وقال: يعد هذا المشروع من المبادرات الثقافية المهمة التي تهدف إلى نشر الفكر الديني الوسطي، وقد شهدت إصداراته إقبالا كبيرا من القراء في كافة الفئات العمرية والاجتماعية. وكان آخرها كتاب “النبي القدوة وشهادات غير المسلمين له”، الذي لقي استحسانا واسعا لدى المهتمين بالأدب الديني والإسلامي.
نشر الفكر المعتدل
وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، أن المشروع يسعى لتوثيق الفكر الديني الوسطي في العالم الإسلامي. وقال: إن هذا الإقبال الكبير على مشروع “رؤية” يبرهن على أهمية القراءة في حياة المجتمع المصري والعربي بشكل عام. والمشروع يسعى إلى نشر الفكر الديني المتوازن، الذي يتسم بالوسطية والاعتدال، وهو ما يعكس التوجهات التي يجب أن تسود في العالم الإسلامي.
والإصدارات متنوعة تغطي مواضيع مختلفة في الفقه والأخلاق الإسلامية، وكناك أكثر من 200 إصدار عربي تم نشره حتى الآن. وقد لاقت إقبالا غير مسبوق على المستويين المحلي والعالمي، حيث تضم إصدارات جديدة استهدفت نشر ثقافة الإسلام السمحة، وتبرز مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قلوب المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء.
وأضاف وزير الأوقاف السابق قائلا: إن إصدارات مشروع “رؤية” تضم مجموعة من الكتب المهمة التي تتناول “قيم الإسلام وأخلاقياته” و”سنة النبي” بالإضافة إلى “ترسيخ الهوية الدينية” في مواجهة التحديات المعاصرة. ويعد كتاب “النبي القدوة وشهادات غير المسلمين له” من الكتب المميزة في السلسلة، حيث يتناول أخلاقيات الإسلام ونبوة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، مع تسليط الضوء على شهادات غير المسلمين الذين أعجبوا بسيرته وتعاليمه. وجميع إصدارات السلسلة متاحة بأسعار مدعمة، فهي لا تهدف إلى الربح، بل نشر الوعي الديني والفكري الصحيح بين أوساط الشباب والمجتمع بشكل عام. وبعض الكتب حقق مبيعات تتجاوز 70 ألف نسخة، الأمر الذي يعكس نجاح المشروع في جذب اهتمام واسع.
دعوة للعلم والتعلم
وتناول الدكتور عبد الستار الجبالي، الأستاذ بجامعة الأزهر، أهمية القراءة في الإسلام، وقال: إن القرآن الكريم كان أول من حث المسلمين على طلب العلم، حيث نزلت أول آية في القرآن الكريم “اقْرَأْ” كدعوة صريحة للعلم والتعلم. والقلم والعلم هما أساس بناء الأمة، وقد امتدح القرآن الكريم العلماء ورفعهم، واعتبر العلم سلاحا يمكن به أن يتقدم المسلمون في كافة مجالات الحياة.
وأشاد الدكتور الجبالي بسلسلة “رؤية”، ووصفها بأنها خطوة مهمة في نشر العلم والثقافة الدينية التي تعزز الفهم الصحيح للشريعة الإسلامية. وقال: يشكل كتاب “القواعد الفقهية” الذي صدر ضمن السلسلة أساسا مهما في علم الفقه، ويسهم في تبسيط فقه الشريعة الإسلامية، خاصة في التعامل مع الوقائع المستجدة.
الأدب مع الرسول
وأوضح الدكتور محمود عثمان الأستاذ بجامعة الأزهر أن إصدارات المشروع تناولت مواضيع متنوعة، مثل: الأحكام العقائدية والعملية في القرآن الكريم، والمعاملات في الإسلام، وأحكام الفقه، وأخلاقيات التعامل مع الآخرين، مشيرا إلى أن الكتب تُعرض بأسلوب بسيط وميسر يمكن للجميع فهمه والاطلاع عليه. وشدد على أهمية الوعي الصحيح بأحكام الدين، والتزام الفكر الديني الوسطي البعيد عن الغلو والتطرف والانحراف، ميرا إن أ، إصدارات المشروع لا تقتصر على الجانب الفقهي فقط، بل تشمل أيضا كتبا تتعلق بالأخلاق والسلوك الصحيح، مثل كتاب “الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم”، الذي يعتبر من أكثر الكتب جذبا للقراء