يُعتبر علي عبد الخالق واحدًا من أبرز المخرجين في تاريخ السينما المصرية، حيث استطاع أن يترك بصمة واضحة في عالم الفن.. “صوت البلد” تستعرض في التقرير التالي مسيرته الفنية، وأهم أعماله، وتأثيره على السينما المصرية، بالإضافة إلى بعض الجوانب الشخصية في حياته.
تخرج علي عبد الخالق من المعهد العالي للسينما، حيث صقل موهبته الفنية وتعلم أصول الإخراج، وقد بدأ حياته المهنية كمساعد مخرج، ثم انتقل إلى الإخراج، حيث قدم مجموعة من الأفلام التي نالت إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء
علي عبد الخالق من مواليد القاهرة في الخامس عشر من شهر مارس عام 1946، بدأت مسيرته الفنية في فترة كانت فيها السينما المصرية تشهد تحولات كبيرة، وقد تميز “عبد الخالق” برؤيته الفنية الفريدة وقدرته على تقديم أعمال تجمع بين الترفيه والرسائل الاجتماعية العميقة.
تاريخ كبير
عمل علي عبد الخالق مع العديد من الفنانين البارزين في عصره، مما ساهم في تطوير مسيرته الفنية، حيث تعاون مع عدد كبير من نجوم التمثيل؛ على رأسهم عادل إمام ونور الشريف ويسرا، حيث قدم أعمالًا ناجحة حققت شهرة واسعة من خلال رؤيته الفنية وقدرته على استغلال مواهب الفنانين بشكل مثالي.
علي عبد الخالق
ومن أشهر أفلامه؛ “إعدام ميت”، “مدافن مفروشة للإيجار”، “بنات إبليس”، “البيضة والحجر”، “يوم الكرامة”، “درب الرهبة”، “السادة المرتشون”، “أربعة في مهمة رسمية”، “الجنتل”، “الوحل”، “عليه العوض”، “الحب وحده لا يكفي”، “بئر الخيانة”، و”جري الوحوش”.
بدأ علي عبد الخالق مسيرته الفنية في أوائل السبعينيات، حيث كان لديه شغف كبير بالسينما بعد تخرجه من المعهد العالي للسينما، عمل كمساعد مخرج في العديد من الأفلام، مما أتاح له الفرصة لاكتساب الخبرة وتطوير مهاراته. وتُعتبر أفلامه من أهم الأعمال في تاريخ السينما المصرية، ومن أشهرها “العار” و”الكيف” و”سوق المتعة”، حيث قدم من خلالها مزيجًا من الدراما والكوميديا، مما جعل الجمهور يتفاعل معها بشكل كبير، وعكست أعماله قضايا اجتماعية مهمة، مثل الفساد والبطالة والمشاكل الأسرية، مما جعلها قريبة من قلوب الناس.
أسلوب فريد
تميز علي عبد الخالق بأسلوبه الفريد في الإخراج، حيث كان يجمع بين العناصر البصرية القوية والسرد القصصي المتقن، من خلال استخدم تقنيات تصوير مبتكرة، مما أضفى على أفلامه طابعًا خاصًا، كما كان لديه القدرة على تجسيد المشاعر المختلفة، مما جعل أعماله تتسم بالعمق والواقعية.
يقول الناقد الفني محمد شوقي: علي عبد الخالق قد خاطب البسطاء و العلماء في آن واحد، فحياته الفنية زاخرة بالأمجاد السينمائية منذ فيلمه الأول” أغنية علي الممر” عام 1972 فهو صاحب أعلي إيرادات في تلك الفترة الزمنية؛ إذ حققت أفلامه المعادلة الصعبة مابين النجاح الفني والنجاح الجماهيري
محمد شوقي
وأضاف “شوقي”: جمع في أفلامه حشد كبير من أهم نجوم القمة والجماهيرية الكبيرة فحقق معهم نجاح جماهيري عظيم إلى جانب نجاح فني مميز، فهو صاحب مجد سينمائي حافل و تاريخ ساطع في سماء السينما المصرية
وتابع الناقد الفني محمد شوقي: هو المخرج الفنان صاحب أهم ثلاثية سينمائية بعد ثلاثية نجيب محفوظ وحسن الإمام ــ ثلاثية عابرة للزمن والأجيال ــ ثلاثية الأخلاقيات والقيم والمبادئ (العار ــ الكيف ــ جري الوحوش)؛ تلك الثلاثية؛ التي لا تزال يشاهدها كل الأجيال بكل حب ويعلقون علي كل ما فيها عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
وفي ختام حديثه؛ قال الناقد الفني محمد شوقي: لا يسعنا سوى أن نقول؛ أن علي عبد الخالق؛ قد شارك بأعماله السينمائية في تقديم أروع وأعظم أفلام الثمانينات، حتى رحل عن عالمنا في الثاني من سبتمبر عام 2022 تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا؛ ستخلده ذاكرة السينما العربية.