سليدر

عوامل وراثية في اضطراب الشخصية الحدي

يُعَدّ اضطراب الشخصية الحدّي (BPD) من الاضطرابات النفسية المعقدة التي تُؤثّر بشكل كبير على حياة الأفراد المصابين؛ إذ يُميّز هذا الاضطراب بعدم وجود استقرار عاطفي واضح، بالإضافة إلى اضطرابات في العلاقات الشخصية وأنماط سلوكية مُتطرفة.. (صوت البلد) تستعرض في السطور التالية الجوانب الحيوية لهذا المرض؛ بما في ذلك الأساس العصبي، والعوامل الوراثية، والتشخيص التفريقي، مع التركيز على طرق العلاج، وذلك ضمن فعاليات الفقرة الطبية التي نقدمها للقراء تحت عنوان: “أنت تسأل والطبيب يُجيب”. 

يقول د. جمال فرويز استشاري الطب النفسي، يُمثّل اضطراب الشخصية الحدّي تحديًا كبيرًا للباحثين والمتخصصين في الصحة النفسية، حيث يُعاني الأفراد المصابون من أعراض مُتعددة ومتداخلة، تشمل عدم استقرار عاطفي حاد، ومخاوف شديدة من الهجر، واضطرابات في الهوية، وسلوكيات مُتهورة؛ فعلى الرغم من التقدم المُحرز في فهم هذا الاضطراب، إلا أنه لا تزال آلياته العصبية غير مفهومة تمامًا. 

يُضيف استشاري الطب النفسي: من المهم التمييز بين اضطراب الشخصية الحدّي وغيره من الاضطرابات النفسية التي قد تشترك معه في بعض الأعراض، مثل اضطراب الاكتئاب الكبير، واضطراب القلق العام، واضطراب ما بعد الصدمة، حيث يُمكننا البحث عن المعايير التشخيصية للاضطراب، وكيفية التفريق بينه وبين الاضطرابات الأخرى.

وتابع “فرويز”: يُعاني العديد من الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الحدّي من صعوبات كبيرة في العلاج بسبب تعقيد الأعراض وتداخلها، وعلى الرغم من وجود علاجات فعالة، إلا أنه لا يزال هناك حاجة إلى فهم أفضل للأساس البيولوجي لهذا الاضطراب لتحسين استراتيجيات العلاج. 

الأساس البيولوجي

وأشار استشاري الطب النفسي، إلى أن هناك أدلة على وجود اختلافات في بنية ووظيفة الدماغ لدى الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الحدّي، خاصةً في مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم العواطف والتحكم في النبضات، حيث إنه عادةً ما تُستخدم تقنيات التصوير العصبي، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لفهم تلك الاختلافات،  كما يتم البحث أيضًا للتقصي عن دور الناقلات العصبية في هذا الاضطراب مثل السيروتونين والدوبامين.

الآليات العصبية

كما يمكن استكشاف الآليات العصبية التي تساهم في الأعراض الرئيسية للاضطراب، مثل عدم الاستقرار العاطفي، الخوف من الهجر، والسلوكيات الانتحارية، إذ يتم مراجعة دور الجهاز الحوفي بالجسم (limbic system) واللوزة (amygdala) في معالجة الخوف والقلق.

عوامل وراثية

وأكد استشاري الطب النفسي، أن هناك أدلة على وجود مكون وراثي في اضطراب الشخصية الحدّي، لكنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم الجينات المحددة التي قد تلعب دورًا، وهنا يمكننا البحث عن الدراسات التوأمية والدراسات العائلية التي تبحث في هذا الجانب.

الاستجابة للعلاج  

ولفت استشاري الطب النفسي، إلى أنه على الرغم من عدم وجود دواء محدد لعلاج اضطراب الشخصية الحدّي، إلا أن بعض الأدوية قد تُستخدم لعلاج الأعراض المصاحبة، مثل الأدوية المضادة للاكتئاب ومضادات القلق والمهدئات، حيث يمكن البحث من خلال فعالية هذه الأدوية في علاج أعراض محددة للمرض.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=904

موضوعات ذات صلة

د. عمرو عبد العزيز لـ(صوت البلد): الاكتشاف المبكر للأورام السرطانية يرفع نسبة الشفاء

المحرر

إستعدادات وزارة الصحة لمضاعفات إرتفاع درجات الحرارة

المحرر

احذر: ترك القمامة مكشوفة داخل المنزل

المحرر

البابا تواضروس: تجديد حيوية للأساقفة المخلصين

حازم رفعت

افتتاح الدورة الكشفية والإرشادية بجامعة أسيوط 2025

أحمد الفاروقى

أستاذ علم اللغة: الروبوت له حدود .. وحياد الترجمة خرافة

المحرر