شؤون سياسية

عودة طلاس تشعل التكهنات حول مستقبل سوريا

يفتح ظهور العميد المنشق مناف طلاس من باريس بابا واسعا أمام جدل سياسي وأمني جديد في الساحة السورية، بعد إعلانه مشروعا لتشكيل مجلس عسكري وطني يضم عشرة آلاف ضابط سابق بهدف توحيد القوى المسلحة تحت قيادة واحدة. طلاس، الذي كان قائد اللواء 105 بالحرس الجمهوري وصديق طفولة للرئيس السابق بشار الأسد، شدد على أن تحركاته وطنية علنية، معلنا عزمه زيارة سوريا قريبًا، نافياً وجود أي اتصالات سرية مع النظام الجديد.

العقيد هاني الحلبي، الخبير الأمني، يرى أن فكرة مجلس عسكري جامع تعكس إدراك طلاس لحجم الانقسام داخل المؤسسة العسكرية، لكنه يؤكد أن المهمة شاقة، إذ أصبحت القوى المسلحة مرهونة بتدخلات إقليمية ودولية متشابكة. ويشدد الحلبي على أن أي جيش وطني جديد يحتاج أولاً إلى غطاء سياسي حقيقي يضمن عدم عودة الاستبداد.

الحلبي يرى أن نجاح طلاس مرهون بدعم إقليمي ودولي متوازن، فيما تضيف الشريف أن ما سيحسم مصيره هو مدى قدرته على بناء ثقة شعبية بعيدة عن الصفقات الخلفية، أكثر من رصيده العسكري أو إرث والده وزير الدفاع الراحل مصطفى طلاس.

من جانبها، اعتبرت مها الشريف، رئيسة تيار المستقبل ضد العنف والإرهاب، أن توقيت عودة طلاس ليس صدفة، بل يرتبط بمرحلة إعادة رسم التوازنات بعد سقوط النظام. وترى أن حديثه عن دولة بلا سلطة رسالة مباشرة للرئيس الجديد أحمد الشرع، بأن أي محاولة للتفرد ستعيد سوريا إلى المربع الأول.

طلاس نفسه أقر بأن الثورة فشلت منذ بدايتها بفعل التدخلات الخارجية وتدويل الأزمة، موضحا أن سقوط النظام كان نتيجة خلل في الاتفاقات الدولية، أكثر منه انتصارا لقوة الداخل. وأشار إلى أن تركيا لعبت دورا مباشرا في تسريع انهيار الأسد خشية من مشاريع الانفصال شمال شرق البلاد.

خطاب طلاس أثار تفاعلاً واسعا، حيث رأى ناشطون أن نبرته متوازنة وتحمل آمالاً لمرحلة انتقالية، بينما تساءل آخرون عن قدرة شخصية خرجت من رحم النظام على قيادة مشروع وطني جامع في ظل الانقسامات العميقة.

المتابعون للشأن السوري يربطون بين خبرته العسكرية وحاجة البلاد لقيادة منظمة قادرة على ضبط المرحلة الانتقالية. لكنه يواجه تحديا كبيرًا في إقناع مختلف المكونات، من الأكراد إلى فصائل الجنوب والساحل، بأن مشروعه لا يهدف لإعادة الهيمنة العسكرية بل لبناء جيش وطني علماني يحمي العدالة والاستقرار.

وبين الحذر والتفاؤل، يبقى المشهد مفتوحا على كل الاحتمالات. فعودة مناف طلاس بعد أكثر من عقد من انشقاقه قد تكون بداية مرحلة جديدة، أو مجرد محطة إضافية في صراع النفوذ على سوريا ما بعد الأسد. لكن المؤكد أن اسمه بات حاضرا بقوة في المشهد، خاصة مع إصراره على زيارة دمشق وطرح مشروعه عمليًا.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=238

موضوعات ذات صلة

صراع الردع يضع المنطقة على حافة مواجهة جديدة

المحرر

جثة السنوار تشعل غزة من جديد

المحرر

حاضر ومستقبل حماس في ظل تصاعد التحديات

المحرر

ترامب يغازل الناخبين المسلمين

المحرر

إيران تدفع حزب الله لمغازلة الرياض

المحرر

مشروع قانون لتنظيم عمل الاتحادات الطلابية بالجامعات

المحرر