يُعتبر الماء أحد العناصر الأساسية للحياة؛ فهو يشكل حوالي 60% من وزن الجسم ويؤدي دورًا حيويًا في العديد من العمليات الحيوية، حيث يُعد شرب الماء بانتظام ضرورة لصحة الجسم والعقل فالماء عنصرًا حيويًا في كل جانب من جوانب الحياة الصحية بدايةً من الترطيب حتى دعم الوظائف الحيوية؛ لذا يجب على الأفراد التأكد من شرب كميات كافية من الماء يوميًا لتلبية احتياجات الجسم وضمان صحة جيدة على المدى الطويل.. (صوت البلد) التقت د. مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة؛ ليُحدثنا عن أهمية شرب الماء وفوائده العديدة، من خلال فعاليات الفقرة الطبية التي نُقدمها تحت عنوان: “أنت تسأل والطبيب يُجيب”.
ويقول أستاذ المناعة: يلعب الماء دورًا أساسيًا في الحفاظ على ترطيب الجسم وتنظيم درجة حرارته خلال النشاط البدني أو في الظروف الحارة، إذ يفقد الجسم كمية من السوائل من خلال العرق، حيث يساعد شرب الماء في تعويض هذه السوائل المفقودة، مما يساهم في الحفاظ على درجة حرارة الجسم المناسبة؛ فالماء ضروري لعمل جميع أجهزة الجسم لأنه يساهم في نقل nutrients (المغذيات) في الدم، كما يساعد في التخلص من السموم والفضلات من الجسم عن طريق الكلى، بالإضافة إلى المساعدة في الهضم وامتصاص العناصر الغذائية، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في عملية الهضم.
وأضاف: تشير الدراسات إلى أن شرب الماء يؤثر بشكل إيجابي على وظائف الدماغ، حيث يمكن أن يؤدي الجفاف ولو حتى بنسب بسيطة إلى تدهور التركيز والذاكرة، لذا فإن الحفاظ على مستويات كافية من الماء داخل أجسادنا؛ يعزز الأداء الذهني ويساعد في تقليل الشعور بالتعب والإرهاق. كما يلعب الماء دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة البشرة ومظهرها، حيث يُساعد الترطيب الجيد في الحفاظ على مرونة البشرة ويقلل من ظهور التجاعيد، فالبشرة الرطبة تبدو أكثر حيوية وصحة.
وتابع أستاذ المناعة: شرب الماء يُعد وسيلة فعالة للتحكم في الوزن؛ حيث يساهم استهلاك الماء قبل الوجبات في تقليل كمية الطعام المتناولة، مما يعزز من الشعور بالشبع، كما أن استبدال المشروبات السكرية بالماء يساعد في تقليل السعرات الحرارية الإجمالية التي يتناولها الفرد. فضلاً عن أن الماء يُعد ضروريًا للأداء البدني؛ إذ يساعد شرب الماء الرياضيين على تحسين أدائهم وتقليل مخاطر الإصابة بالجفاف، وبالإضافة إلى ذلك، يُسهم في عملية الاستشفاء بعد التدريب، مما يساعد على تعزيز الانتعاش البدني.
وأشار “بدران” إلى أن الماء يلعب دورًا مهمًا في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، حيث يساعد تناول قدر كاف من الماء على منع الإمساك وتعزيز حركة الأمعاء. كما يُساعد في تليين العناصر الغذائية ويساعد على عملية الهضم السلس. كما يُعتبر الماء ضروريًا للحفاظ على صحة المفاصل، حيث يعمل كوسيلة تشحيم للمفاصل، إذ يساهم في تخفيف الاحتكاك بين العظام، مما يقلل من خطر الإصابة بالألم والتهابات المفاصل.
وأوضح عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أنه من المهم معرفة كمية المياه التى يحتاجها الجسم يوميًا، مشيرًا إلى أن احتياجات كل شخص من السوائل تختلف، من يوم لآخر، لافتًا إلى أن الحمى وممارسة الرياضة والتعرض لدرجات حرارة شديدة وفقدان سوائل الجسم بشكل مفرط ( مثل القيء أو الإسهال) تزيد من احتياجات السوائل، حيث يشكل الماء حوالي 60% من وزن جسم الشخص البالغ.
كما لفت إلى أن 20% من إجمالي استهلاكنا للمياه يمكن أن يكون من بطاريات الماء وهى الأطعمة الغنية بالمياه مثل الخس والخضروات الورقية والخيار والكوسة والكرفس والشمام والبطيخ، وذلك للذين لا يطيقون شرب الماء، موضحًا أنه من الممكن تناول المشروبات الطبيعية كعصائر الفواكه، وشاي الأعشاب بدلاً من شرب المشروبات المصنعة ومشروبات الكافيين.
نصائح
وقدم “بدران” عدة نصائح بخصوص أهمية شرب قدر كاف من الماء يوميًا، جاءت كالتالي:
ــ لا تشرب الماء فقط عند العطش فقط؛ فالعطش يعني فقدان لتر من الماء من جسم الشخص البالغ.
ــ ضرورة شرب 8 أكواب من الماء يوميًا؛ فتلك هي الكمية المناسبة في فصل الشتاء، ولكن قد تكون غير مناسبة في الصيف حيث قد يحتاج الجسم لكمية أكبر، بسبب زيادة العرق والتعرض لجو حار إذ يمكن شرب 13 كوبًا فى اليوم للذكر البالغ السليم، و9 أكواب للأنثى البالغة السليمة.
ــ قد تزداد كمية الماء إلى 20 كوباً للأشخاص الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا زائدًا أو الذين يتعرضون لدرجات حرارة مرتفعة جدًا، وبالنسبة للأعمار السنية؛ فمن عمر سنة إلى 3 سنوات (4 أكواب/يومًا)، ومن 4 إلى 8 سنوات (5 أكواب/يوميًا)، ومن عمر 9 إلى 13 سنة (7-8 أكواب/يوميًا)، ومن عمر 14 إلى 18 سنة ما يُقدر بحوالي (8-11 كوب/يوميًا).