اقتصاد وأعمال

مدينة الذهـب .. لتحويل مصر لمركز إقليمي لإنتاج الذهب

بينما أطلقت الحكومة استراتيجية تحوّل مصر إلى مركز إقليمي ودولي لإنتاج الذهب، تحت عنوان «رؤية مصر 2030»، شرعت في تبنى خطوات إجرائية على أرض الواقع بتدشين إنشاء مدينة للذهب، تجمع المصانع والتجار والحرفيين، وتطبق منظومة لتكويد المشغولات الذهبية بالليزر، وتبنى تشريعات توسع المشاركة في استخراج الذهب، في الوقت الذى سجل فيه المصريون رقما مفاجئا في شراء الذهب والطلب عليه للاستثمار في المعدن الأصفر، وللهروب من قيود السياسات المصرفية المحلية.

وأعلنت الحكومة مؤخراً عن إعداد مشروع قانون لتنظيم تداول واستثمار صناديق الذهب، خلافًا للإعلان عن تنفيذ مصفاة للذهب وهو ما وصفه خبراء القطاع بـ«النقلة النوعية» التي ستدعم جاذبية الذهب كأداة استثمارية آمنة.

التنقية وإعادة التصدير

أكد إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، أن مصر بدأت مؤخرًا مرحلة جديدة في صناعة الذهب، تتمثل في استيراد الذهب الخام بمختلف الأعيرة، وتنقيته محليًا وتحويله إلى ذهب صافي، ثم إعادة تصديره للأسواق العالمية، وهو ما يُعد خطوة متقدمة لم تكن تتم داخل البلاد منذ سنوات قليلة.

وأشار رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، إلى أن هذه الخطوة تعزز من قيمة الصناعة الوطنية، وتفتح آفاقًا أوسع لمضاعفة الصادرات وتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتجارة وصناعة الذهب، خاصة في ظل القفزة الكبيرة التي سجلتها واردات الذهب الخام غير النقدي.

ولفت “واصف” إلى بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، التي أوضحت أن قيمة الواردات من أشكال خام من ذهب غير نقدي ارتفعت خلال مايو الماضي بنسبة 199.1%، لتصل إلى نحو 71.04 مليون دولار، مقابل 23.75 مليون دولار في الشهر نفسه من العام الماضي، بزيادة قدرها 47.29 مليون دولار، مؤكدا أن العمل على إعادة التصدير أحد أهم محركات عمليات التصدير وتحقيق القيمة المضافة المحلية.

إنشاء مصافٍ جديدة

أكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن مساعي الدولة لتوطين الاستثمار في صناديق الذهب ستوفر أداة مالية منظمة وشفافة للمستثمرين الأفراد والمؤسسات، تتيح لهم الاستفادة من تحركات أسعار الذهب دون الحاجة للاحتفاظ الفعلي بالمعدن، بما يعزز الثقة ويجذب رؤوس أموال محلية وأجنبية.

وأضاف مدير منصة «آي صاغة»، أن إنشاء مصافٍ لتكرير الذهب يمثل نقلة نوعية للبنية التحتية للصناعة، إذ يتيح لمصر التحكم في جودة الإنتاج وتقليل الاعتماد على الخارج، فضلًا عن تقديم خدمات التكرير لدول المنطقة، ما يدعم تحول البلاد إلى مركز إقليمي لصناعة وتجارة الذهب، ويخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مجالات التعدين والتسويق والخدمات اللوجستية.

قانون صناديق الذهب

قال الدكتور محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، أن المشروع الجديد يتكامل مع خطة الدولة لتحويل مصر إلى محور رئيسي في تجارة الذهب بالمشرق العربي وأفريقيا، مشيراً إلى أن إنشاء كيان تنظيمي لمتابعة السوق، إلى جانب مصفاة ذهب معتمدة دولياً، سيسهم في رفع جودة المنتج المحلي وفق المعايير العالمية.

وأوضح الدكتور محمد أنيس، أن وجود مصفاة محلية سيوفر الوقت والتكاليف المرتفعة الناتجة عن إرسال الذهب إلى الخارج للمعايرة، كما سيعزز ثقة الأسواق العالمية في المنتج المصري، خاصة بعد تحقيق الصادرات المصرية من الذهب نمواً بنسبة 194% خلال النصف الأول من العام الجاري.

أضاف “أنيس”، أن تنظيم صناديق الذهب سيوفر أدوات استثمارية متنوعة، ويجذب شريحة أكبر من المدخرين الصغار إلى السوق بشكل آمن ومنظم، مؤكداً استعداد الشعبة لتقديم الدعم الفني والتشريعي للحكومة في صياغة القانون.

وتوقع الخبير الاقتصادي، أن يسهم القانون الجديد، بالتعاون مع المصفاة المعتمدة، في دعم تنافسية الذهب المصري عالمياً، تمهيداً لتحقيق هدف الوصول إلى قائمة أكبر 10 دول مصدرة للمشغولات الذهبية بحلول 2030.

مدينة الذهب

ويرى الدكتور محمد كيلاني، الخبير الاقتصادي، أن صناعة الذهب عائدها كبير جداً، والعائد ليس اقتصاديا فقط وإنما اجتماعي وخدمي أيضا، موكداً أن إنشاء مدن متخصصة في صناعة الذهب هو أسلوب تتبعه الدول المتقدمة، فالتوجه العالمي صار نحو تركيز الصناعات الصغيرة والكبيرة في مناطق محددة، تتوفر فيها جميع احتياجاتها ومستلزماتها.

ويؤكد الدكتور محمد كيلاني، أن المدينة ستجعل مصر مركزا لصناعة الذهب واستخراجه، فجمع رأس المال مع العامل البشرى والمستهلك والمصدر والمسوق مع المعارض في مدينة واحدة لابد أن يعكس تطورًا صناعيًا كبيرًا، ويرى أن إنشاء مصر لهذه المدينة يعطى السوق المحلى ميزة تنافسية.

وأضاف الخبير الاقتصادي، أن الشركات الصغيرة والمتوسطة ستلعب دورًا مهمًا في نجاح مدينة الذهب، مشيراً إلى أن مسألة التمويل تتطلب تعاون البنك المركزي لدعم الصناعة، من خلال تقديم قروض بفائدة بسيطة، مع إمكانية إلغاء الفائدة في حالة تصدير المنتجات خارج مصر.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=97

موضوعات ذات صلة

خبير: زيارة ترامب لدول الخليج تهدف للتعاون الاقتصادي

المحرر

السندات الخضراء.. تمويل مستدام لتنمية بيئية

المحرر

50 مليار دولار .. ارتفاع الاحتياطي الأجنبي

المحرر

حالة من الغضب تجتاح الشارع المصري بعض، اقتراح الحكومة رفع الدعم عن رغيف الخبز، وتحويله إلى دعم نقدى، وكما فسره البعض أنها كارثة، وكيف يتعامل 70 مليون مواطن، بعد تحويل قوت يومهم إلى أموال، وتمكينهم من اختيار السلع التي تناسب احتياجاتهم الفردية، فلا تغنى هذه السلع ولا تثمن من جوع، ولا تحل مكان رغيف الخبز، فسرت الحكومة ذلك المقترح أنه يهدف إلى الحد من إهدار الموارد وضمان وصول الدعم للمستفيدين الفعليين، وقدرت قيمة الدعم لكل فرد 175 جنيه شهرياً للسلع والخبز، حيث أكدت الحكومة أن تكلفة إنتاج رغيف الخبز تبلغ نحو 25. 1، ويحصل المواطن عليه بسعر 20 قرش وتتحمل الدولة الفارق، وذلك يرفع ميزانية الدولة إلى 45 مليار جنيه سنوياً، ويحصل كل فرد على 5 أرغفة في اليوم، و 150 رغيف فى الشهر، وبعد تنفيذ اقتراح رفع الدعم سوف يتحمل المواطن سعر الرغيف ويصبح 55. 1، وتدفع الأسرة التى تتكون من 4 أفراد نحو 930 جنيه شهرياً. أكد وزير التموين شريف فاروق لـ (صوت البلد) أن رفع سعر الخبز ليس ضمن مطالب أو شروط صندوق النقد الدولي كما يتصور البعض، و أن تحويل رغيف الخبز من عيني إلي نقدي، جاء بسبب الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة والتحديات الذي يشهدها العالم، للحفاظ على استقرار البلاد وتأمين السلع التموينية والخبز، وتقليل الهدر في هذه السلع، ومنح المستحقين بناء على معايير محددة، لذلك اتجهت الحكومة إلى تغيير جذري في نظام دعم الخبز دون التأثير سلباً على الفئات المستحقة، وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، ومواكبة المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها البلاد، والوصول إلى توفير دعم مرن لنجاح التجربة، وتجنب أخطاء مخالفات في توزيع الدعم. أفاد وزير التموين، أن تنفيذ رفع الدعم عن الخبز، بمثابة كارثة للمواطن المصري، لأن الأسعار في إرتفاع دائم، وذلك يتسبب في ضعف ميزانية المواطن وقد يتخلي عن اللحوم وبعض السلع ولكن لا يستطيع التخلي عن رغيف الخبز، لأنه أصبح ثقلاً بعد إرتفاع أسعار الخبز السياحي، وقد استمر دعم رغيف الخبز على مدار 36 عاماً ب 5 قروش، والدعم الذي توجهه الدولة للمواطن يتعدى 636 مليار جنيه، والدعم السلعي والخبز يتخطى 135 مليار جنيه، ورغم الأزمات الاقتصادية المتكررة، مؤكداً أن تنفيذ هذا القرار سوف يساهم في تقليل الهدر والسيطرة على الفساد في الدعم النقدي والعيني، وعدم التلاعب بالدقيق وبيعه في السوق السوداء، واستغلال بطاقات التموين، ومواجهة أشكال الفساد، واستيراد القمح عن طريق الوزارة والقطاع الخاص فقط.

المحرر

تنويع أدوات وأسواق التمويل لتوسيع قاعدة المستثمرين

المحرر

تراجع في أسعار الأسمنت بفعل زيادة المعروض

المحرر