يتعرض مسلسل “وتر حساس” لشبح إيقاف العرض، حيث أثار جدلا واسعا بعد ما دفع البرلمانية مي أسامة رشدي الى المطالبة بإيقافه بسبب تناوله قضايا اجتماعية اعتبرها البعض شائكة ومشبوهة، فيما نفى صناع العمل الاتهامات الموجهة للعمل وطالبوا بعدم استعجال الحكم عليه.
وكان مسلسل “وتر حساس “قد عرض على قنوات المنصة الرقمية “اون” ويتكون من 45 حلقة، ولاقى اتهامات بمعارضة مفاهيم العلاقات الشرقية، حيث تقدمت النائبة بالبرلمان ببيان عاجل إلى رئيس مجلس النواب تدعو فيه الى “التدخل العاجل بمنع عرض باقي حلقات هذا المسلسل لما يتضمنه من أحداث تسئ للمجتمع بأسره، فهو حافل بالعلاقات غير المشروعة والأفكار غير السوية، ويخالف عاداتنا وتقاليدنا كمجتمع شرقي له قيمه الدينية”.
وقالت النائبة إن الدراما تعد أحد أدوات القوة الناعمة في العصر الحديث لما لها من دور كبير ومؤثر في رسم الصورة الذهنية للمجتمعات والشعوب سلبا أو إيجابا لسرعة انتشارها وقدرتها البالغة في توصيل رسالتها، وهي انعكاس ومرآة للمجتمع”.
وأضاف الناقد أحمد عاصم بأن “المسلسل تقليداً أعمى للمسلسلات التركية والمكسيكية، حيث التطويل والسرد المستند إلى الخيانات والعلاقات ذات البعد المنحرف” و “أداء البطلات كان سيئا للغاية حيث أثرت عمليات التجميل التي أجرتها الفنانات سلبياً على أدائهن، فالوجوه تتفاعل بصعوبة، والكلام يخرج منهن بشكل غير صحيح”.
ورد المؤلف محمد فاضل على الانتقادات التي طالت المسلسل إنه “تم تصوير جميع الحلقات وهي جاهزة للعرض” مضيفا أنه تفاجأ بالاتهامات الموجهة الى العمل والممثلين.
وتابع “أعتقد أنه اختلط الأمر على النائبة مع عمل آخر غير مصري، لأن المسلسل لا يتضمن ما أشارت إليه في هذا البيان”، مطالبا عدم الاستعجال في الحكم علي العمل، قائلا “أتمنى الانتظار لمشاهدة العمل كاملا وبعدها الحكم”.
وتدور أحداث العمل في إطار درامي اجتماعي حول ثلاث صديقات تبدأ علاقتهن في الانهيار عندما تعلم كاميليا أن زوجها في علاقة لسنوات مع صديقتها المقربة سلمى، وعلى الجانب الآخر تتعرض للابتزاز من صديقتهما الثالثة، لتبدأ العلاقة التي كانت تبدو مثالية في الانهيار عندما تشابكت العلاقات بين كل الأطراف.
ويجسد بطولة العمل كل من صبا مبارك ومحمد علاء وإنجى المقدم وهيدي كرم ولطيفة فهمى وهاجر عفيفى وتقى حسام ولبنى ونس وصالح عبدالنبى وتميم عبده وعزوز عادل كريم العمرى وشريف الشعشاعي ونورا مهدى ومينا نبيل وميرنا نديم ومؤثر رفعت، وتأليف أمين جمال وإخراج وائل فرج.
وتواجه صبا مبارك تحديات كبيرة خلال شخصيتها سلمى وهي طبيبة تجميل، حيث يتوفى زوجها في حادث، كما تحاول التغلب على سر قديم من ماضيها ثم تتورط في علاقة عاطفية تواجه بسببها العديد من الأزمات، فيما تظهر إنجي المقدم خلال المسلسل بشخصية كاميليا وهي ابنة خالة صبا مبارك ومحامية طموحة تسعى للحفاظ على زوجها ومكانتها الاجتماعية، لكنها تواجه صراعات عديدة، في حين تقوم هيدي كرم بدور رغدة، وهي مديرة التسويق في أحد مراكز التجميل وتمتلك جزءًا من المركز كجزء من ميراثها، كما ترغب في السيطرة عليه لتحقيق أهدافها الشخصية.
من جانب آخر، دافع بعض الفنانين والمخرجين عن العمل، مؤكدين أن المسلسل هو مجرد عمل درامي يعكس قضايا اجتماعية بشكل فني بعيد عن الإساءة للواقع أو محاولة تشويه الحقائق. كما أكدوا أن حرية الفن والإبداع يجب أن تُحترم، وأن النقاش حول الأعمال الفنية يجب أن يكون بناءً، بل ربما المعارضين لم يشاهدوه، أو يفهموه بالمعنى المرجو.
الخطوات المستقبلية: حتى الآن، لم تُتخذ خطوات رسمية لحظر المسلسل، لكن الضغوط السياسية قد تستمر في التأثير على قرار عرضه في المستقبل. يتوقع البعض أن يتم تقليص عدد الحلقات أو إجراء تعديلات على بعض المشاهد المثيرة للجدل.
الخلاصة: الجدل المثار حول مسلسل “وتر حساس” يسلط الضوء على التوتر المستمر بين حرية الإبداع والمطالبات الاجتماعية بالالتزام بالقيم العامة. وقد تكون هذه القضية بداية لحوار أوسع حول دور الدراما في التأثير على الرأي العام وكيفية التوازن بين الفن وحقوق المجتمع.