نعت الأوساط الثقافية والأكاديمية في مصر الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق وأستاذ التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية بالقاهرة، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 76 عاماً.
وأعلنت زوجة الفقيد، الكاتبة الصحفية أميرة خواسك، الخبر عبر حسابها على موقع “فيسبوك”، حيث كتبت: “توفي إلى رحمة الله تعالى العالم الجليل والإنسان النبيل زوجي وصديقي وحبيبي الدكتور محمد صابر عرب بعد معاناة طويلة مع المرض”.
يعد الدكتور محمد صابر عرب أحد أبرز المؤرخين المصريين المعاصرين، وقد ترك خلفه مسيرة علمية وثقافية حافلة بالعطاء في ميادين البحث الأكاديمي والعمل الثقافي العام. شغل منصب وزير الثقافة في حكومتي الدكتور كمال الجنزوري والدكتور هشام قنديل، ثم في حكومة الدكتور حازم الببلاوي عام 2013. ومن المقرر أن يتم تشييع الجثمان وصلاة الجنازة غداً الاثنين بمسجد حسن الشربتلي.
قامة أكاديمية بارزة
وإلى جانب دوره الوزاري، كان الدكتور عرب قامة أكاديمية بارزة ومؤرخاً متخصصاً في التاريخ الحديث والحضارة الإسلامية. شغل منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، حيث عمل على تطوير مبنى دار الكتب القديمة في باب الخلق وبناء إضافات لدار الوثائق بعين السيرة. كما أشرف على إنشاء أول مركز لترميم الوثائق والمخطوطات على أعلى مستوى لحماية التراث المصري الفريد، وأرسل الشباب للتدريب على الترميم في الخارج، مؤكداً أن الحفاظ على التراث هو أهم ما نملك.
حظي الفقيد بتقدير كبير في الأوساط الثقافية والعلمية، محلياً وعربياً، حيث توّج مسيرته العلمية والأكاديمية مؤخراً بفوزه بجائزة النيل في العلوم الاجتماعية لعام 2024، وهي أرفع الجوائز التي تقدمها الدولة المصرية للمبدعين.
كما نال جائزة الدولة التقديرية عام 2012، وتم اختياره “شخصية العام الثقافية” من قبل معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته السادسة والثلاثين عام 2017، تقديراً لمكانته وإسهاماته الكبيرة.
ترك الدكتور صابر عرب مؤلفات عديدة وأبحاثاً علمية أثرت المكتبة العربية وشكلت إضافة قيمة للباحثين في مجالات التاريخ والفكر السياسي، وتاريخ الحركة الوطنية المصرية. تميز بأسلوبه الموسوعي وقدرته على تحليل الأحداث التاريخية بعمق، مما جعله مرجعاً للعديد من الأجيال. سيبقى إرثه الفكري والثقافي خالداً، شاهداً على تفانيه في خدمة العلم والثقافة في مصر والوطن العربي.