ثقافة وأدب

معارض الكتاب وجهات ثقافية تجمع بين المعرفة والإلهام

تبدأ الهيئة المصرية العامة للكتاب خلال أيام قليلة استعداداتها لإقامة الدورة الجديدة من “معرض فيصل الرمضاني للكتاب” بمحافظة الجيزة، وذلك بعد أن حققت نجاحا كبيرا في تنظيم معرض القاهرة الدولي للكتاب بمشاركة محلية وعربية ودولية غير مسبوقة، ومن بعده معرض زايد للكتاب. وتعتبر معارض الكتاب أحداثًا ثقافيًة بارزة، حيث تجذب الملايين من الزوار ومحبي الكتب سنويًا.

في دورته الـ 56 لعام 2025، تحت شعار “إقرأ.. في البدء كان الكلمة” شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب إقبالًا هائلًا من مختلف الفئات العمرية والثقافية. وتميز المعرض بالتنظيم الجيد والتنوع الكبير في الكتب والفعاليات التي تلبي اهتمامات جميع الزوار.

“صوت البلد” التقت بعضا من محبي القراءة والثقافة الذين يحرصون على المشاركة في معارض الكتب، للتعرف على تجاربهم وانطباعاتهم عن هذا الحدث الثقافي الضخم من خلال شراء الكتب، وحضور الندوات، والمشاركة في الأنشطة المختلفة، حتى أصبحت زياراتهم للمعرض تجربة لا تُنسى مليئة بالإلهام والمعرفة.

مريم أشرف طاهر، باحثة في مرحلة الدكتوراه، تؤكد أن المعرض في دورته الأخيرة كان منظمًا بشكل جيد جدا، ومتسعًا لدور نشر كثيرة، لافتو إلى أنه رغم اتساعه والإقبال الكبير على زيارته من كل الفئات العمرية، فإنها لم تجد أي صعوبة في التنقل داخل أجنحة المعرض.

إثراء الروح الثقافية

وأشارت مريم إلى أن هناك تنوعا كبيرا في الكتب المعروضة، وأن كل محب للقراءة بإمكانه إيجاد ما يريده بسهولة. أما بالنسبة لمشترياتها من معرض الكتاب فقد تنوعت بين دواوين شعرية وكتب في دراسة الأدب وما يمكن تسميته الثقافة النسوية.  ووصفت أسعار الكتب بأنها متباينة، ولكن هذا التباين أدى إلى توفر العديد من الكتب المفيدة لم تتعد أسعارها متناول اليد إلى حد ما.

جانب من الفعاليات الفنية والثقافية

وأكدت أن زيارتها للمعرض لم تقتصر على شراء الكتب فقط، بل اشتملت على حضور عدد كبير من الندوات والفعاليات، واستطردت: التنوع في الفعاليات والندوات التي أُقيمت في المعرض كان هائلًا؛ حيث اشتملت ندوات المعرض على الكثير من الموضوعات في مجالات عدة تثري الروح الثقافية بصورة مشرفة ومشرقة، كما أنها أعطت اهتمامًا كبيرًا للأدب والأدباء من خلال ندوات تناقش بعض الروايات والدواوين الشعرية، وكذلك الأمسيات الشعرية التي اتسعت لشعراء وشاعرات من أنحاء مختلفة في العالم.

وعن أكثر ما لفت أنظارها في المعرض، قالت: العروض المقدمة في الساحة الخارجية للمعرض جاذبة للانتباه وتصنع أجواء مبهجة أثناء الزيارة، كما لاحظت وجود اهتمام كبير بأنشطة الأطفال التي تشجعهم على الإبداع بشكل عام.

تنوع الكتب والفعاليات

أما محمود علي، مبرمج حاسوب، فأكد وجود تنوع كبير في الكتب والفعاليات، وسط أجواء مليئة بالحماس والمعرفة، وأن المعرض كان منظمًا بشكل جيد. وكانت الخريطة واضحة والإرشادات موجودة في كل مكان، وأنه لم يواجه أي صعوبات كبيرة في التنقل داخل المعرض، ولكن بعض الأماكن في المعرض كانت مزدحمة جدًا، مما صعب من التنقل وأخذ الوقت الكافي لمعاينة الكتب.

وقال: كان هناك تنوع كبير في الكتب المعروضة من مختلف المجالات، ومع ذلك شعرت أن هناك نقصًا في الكتب العربية المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي. وفي المجمل، كانت الأسعار معقولة، وإن كان هناك بعض الكتب بأسعار مرتفعة، ولكن كان هناك أيضًا العديد من العروض والتخفيضات، وأكثر جزء لفت انتباهي هو جناح الكتب النادرة والمخطوطات القديمة. كان من الرائع رؤية هذه الكنوز الأدبية والتاريخية، كما أن الفعاليات والندوات كانت رائعة ومفيدة للغاية. تمكنت من حضور بعض الندوات التي تناقش قضايا اقتصادية وثقافية، وكانت التجربة ممتعة ومثرية، وأتمنى تنظيم المزيد من الندوات عن الذكاء الاصطناعي في العام القادم.

أنشطة للأطفال والعائلات

ووصفت هناء السيد، ربة منزل، زيارتها للمعرض بأنها امتداد لتقاليد أسرتها، التي حرصت على حضور المعرض كل عام، وهو ما تريد أن تنقلها لأبنائها، وأن تغرس فيهم حب القراءة والمعرفة. وأشارت إلى وجود تنوع كبير في الكتب المعروضة، وأن بعض الأسعار كانت مرتفعة ولكنها استفادت من العروض والتخفيضات التي قدمتها دور النشر.

وقالت: كانت هناك الكثير من الأنشطة والفعاليات التي تلبي احتياجات جميع أفراد الأسرة، وأكثر جزء لفت انتباهي هو قسم كتب الأطفال والأدوات التعليمية، فقد كان مليئًا بالكتب والأنشطة التي تساعد على تنمية مهارات الأطفال ومعرفتهم، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة المخصصة للأطفال والعائلات. وأطفالي استمتعوا بالورش الإبداعية والقراءة التفاعلية، وكانت تجربة رائعة لهم، وأتمنى زيادة عدد الأماكن المخصصة للجلوس والاستراحة. وسأقوم بزيارة المعرض كل عام رغم طول المسافة، فإن وسائل المواصلات المباشرة جعلت الوصول إليه أمر يسير.

 الاستمتاع بالأجواء الثقافية

أما ليلى محمد، الطالبة في الثانوية العامة، فكانت تتطلع بشغف للقاء كتابها المفضل والاستمتاع بالأجواء الثقافية في المعرض، وصفت زيارتها للمعرض بأنها كانت تجربة مذهلة، وأنه كان هناك الكثير من الكتب الجميلة وورش العمل الممتعة. وعن أكثر الروائيين المؤثرين في حياتها، قالت: كاتبي المفضل هو أحمد خالد توفيق. أحببت أسلوبه السلس وأفكاره العميقة، فكتبه تأخذني في مغامرات رائعة وتجعلني أعيش قصصًا مذهلة.

وعللت زيارتها للمعرض بأنها تأمل أن تتمكن من التحدث مع أحد كتابها المفضلين لفترة قصيرة لكي تعبر له عن مدى تأثير كتبه عليها، وأن سعادتها كبيرة بعد حصولها على توقيعه وإهداء له على غلاف أحدث إصداراته.

ويعد  معرض القاهرة الدولي للكتاب واحدا من أكبر معارض الكتب في العالم العربي. في دورته الـ 56 لعام 2025، تجاوز عدد زوار المعرض 5.5 مليون زائر. وحلت سلطنة عُمان ضيف شرف هذه الدورة، وتم اختيار الدكتور أحمد مستجير شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل. وشارك في المعرض هذا العام 1345 دار نشر من 80 دولة، وضم العديد من الفعاليات الثقافية والندوات التي تستضيف نخبة من الأدباء والمفكرين.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=474

موضوعات ذات صلة

فنانون عرب وأجانب يحصدون جوائز الخط العربي

المحرر

عزيزي ثيو يحتفي بالمدارس الفنية وذكرى فان جوخ

المحرر

يوسا يعيد اكتشاف الاسباني غالدوس شبيه بلزاك وديكنز

المحرر

قضايا الحرية والهوية والاغتراب تشغل 5 مجموعات قصصية

المحرر

الشهاوي: التقديرية أرض جديدة وليست نهاية المطاف

المحرر

د. كمال جادالله: الأدب الفرنسي لازال مؤثرًا في أعمالنا

المحرر