ثقافة وأدب

مفكرون وباحثون: لا استقرار للمنطقة بدون الدولة الفلسطينية

أشاد مفكرون وباحثون سياسيون واستراتيجيون بموقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية منذ عام 1948 حتى الآن باعتبارها قضية أمن قومي لمصر. وأكدوا أهمية دور مصر في دعم القضية الفلسطينية، وأن كل من ينتقص من هذا الدور كأنما ينكر وجود الشمس. وشددوا على أنّ مصر رفضت تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين. وأجمعوا على أنه لا استقرار في المنطقة بدون إقامة الدولة الفلسطينية.

جاء ذلك خلال مشاركتهم في ندوة مهمة، استضافها معرض القاهرة الدولي للكتاب ضمن برنامجه الثقافي بعنوان “شرق أوسط متغير.. نحو بناء استراتيجية مصرية جديدة”.

في البداية، أوضح الدكتور صبحي عسيلة، رئيس وحدة الرأي العام بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الندوة تهدف إلى بحث مواجهة التحديات التي يشهدها الشرق الأوسط، وتتمثل في تغيرات خطيرة ومتسارعة، مشيرا إلى أن الأحداث في المنطقة لا تكاد تستقر على حال حتى تدخل في أزمة جديدة، الأمر الذي جعل الإقليم في دائرة من الأزمات المستمرة، ويمثل تحديًا كبيرًا أمام صناع القرار في الشرق الأوسط، في مواجهة العديد من الأزمات التي تمثل خطرًا أكبر من غيرها، مثل: القضية الفلسطينية التي تظل حاضرة، والقضية السورية، بالإضافة إلى تهديد أمن البحر الأحمر بسبب الحوثيين في اليمن.

 

دعم دائم للقضية الفلسطينية

وشدد اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب المدير العام بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، على أهمية دور مصر في دعم القضية الفلسطينية، وأن كل من ينتقص من هذا الدور كأنما ينكر وجود الشمس؛ لأن مصر كانت حاضرة في القضية الفلسطينية منذ عام 1948، وهي قضية أمن قومي لمصر. وقال: إن مصر تتميز بعدة أمور مهمة في علاقتها بالقضية الفلسطينية، أولها: أن علاقات مصر قوية جدًا مع السلطة الفلسطينية، وثانيها: أن مصر لها علاقات قوية مع جميع الفصائل الفلسطينية، وثالثها: أنه لم يكن منطلق تعامل مصر مع القضية الفلسطينية يومًا بدافع المصلحة.

وأبرز الدويري جوانب مهمة من دور مصر في عدة محطات تاريخية بالقضية الفلسطينية، مثل دورها في صفقة جلعاد شاليط، حيث بدأ التفاوض بعد اختطافه من قبل المقاومة، واستمرت المفاوضات لمدة خمس سنوات ونصف، وفي النهاية تم الإفراج عن 1100 أسير فلسطيني مقابل جندي إسرائيلي واحد في نوفمبر 2011. وكذلك دور مصر في وقف الحروب خلال الأزمات التي شهدتها غزة، مشيرًا إلى أنّ مصر تدخلت في أحداث 7 أكتوبر 2023 لوقف الحرب ورفضت تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين إلى مصر. وأكد ضرورة تأمين سيناء بشكل كبير وتنفيذ اتفاقات الهدنة وعدم السماح بالتهجير، مع دعم مصر لإقامة الدولة الفلسطينية، لأن “بدون إقامة الدولة الفلسطينية لا استقرار في المنطقة”.

جانب من المتابعين لأعمال الندوة من مختلف الفئات والأعمار

وتناول اللواء محمد مجاهد الزيات، المستشار بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية الأوضاع في سوريا، موضحًا أن ما يحدث في سوريا لا يمكن النظر إليه بمعزل عن ما يحدث في فلسطين ولبنان، حيث تم قطع أذرع إيران في غزة، ممثلة في حماس وحزب الله في لبنان، بالإضافة إلى سقوط النظام السوري.   وأوضح أن أحمد الشرع، الذي أصبح رئيسًا لسوريا بلا مؤسسات، يواجه تحديات كبيرة، مثل دمج الفصائل التي دعمته للوصول إلى الحكم، كما أكد أن النظام السوري يسعى لفرض سيطرته على الأوضاع وتحسين صورته. ولفت اللواء الزيات إلى أن إسرائيل تمددت في سوريا حتى وصلت قرب ريف دمشق، كما امتدت إلى شريط حدودي في درعا. وأكد أن مصر تعاملت مع هذه المتغيرات وفقًا لمصلحة الأمن القومي المصري.

 

تعزيز التعاون الإقليمي

ووصف الدكتور حسن أبو طالب، عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، مصر بأنها قطب أساسي في منطقة الشرق الأوسط، وأن أي تغيير في هذه المنطقة يمس مصالح مصر بشكل مباشر. وأكد أن أمن البحر الأحمر يمثل تحديًا كبيرًا، ويعتبر جزءًا من الأمن القومي المصري، لكون البحر الأحمر يعد منطقة عبور دولية بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى مرور السفن عبر قناة السويس.

وأضاف أن الحرب الإسرائيلية على غزة دفعت جماعة الحوثيين إلى المشاركة في مواجهة الاحتلال، من خلال إطلاق عدة صواريخ تجاه إسرائيل والسفن الإسرائيلية والبريطانية والأمريكية المتجهة إلى إسرائيل. وأشار إلى أن هذه الأحداث أثّرت على مصر، حيث تراجعت حركة السفن في البحر الأحمر، مما أدى إلى انخفاض الإيرادات التي تحصل عليها مصر من قناة السويس.

وأكد الدكتور أبو طالب أن مصر تسعى إلى تطوير ممر قناة السويس، وتعزيز التعاون الإقليمي مع الدول المشاطئة للحفاظ على أمن البحر الأحمر، ومواجهة التحديات مثل القرصنة أو الحروب، مشددًا على أن البحر الأحمر يمثل قضية أمن قومي عليا للمصالح المصرية.

وحذر الدكتور جمال عبد الجواد، عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، من العنف والصراعات المسلحة المتزايدة في إقليم الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن المنطقة تشهد أكبر استثمارات في التسليح على مستوى العالم. وأوضح أن هناك اتجاها لكسر المحرمات في المنطقة، مثل تهديد حرية الملاحة في البحر الأحمر، مما يعيد المنطقة إلى ما يشبه عصور القرصنة. وأكد أن التغيرات في المنطقة مدفوعة بالصراع العربي الإسرائيلي، وأنه لن تهدأ المنطقة دون حل القضية الفلسطينية.

    التنمية في مواجهة الأزمات

أما الدكتورأشرف صبحي وزير الشباب والرياضة فتناول تاريخ الصراعات في الشرق الأوسط، وكيف انتقلت من أوروبا إلى الشرق، مما أدى إلى تشكيل دول واقتصاديات جديدة. واستعرض أهم الجهود التي تبذلها مصر لتعزيز الاستقرار والتنمية في مواجهة الأزمات التي تمر بها المنطقة، مؤكدا أهمية دور الشباب في دعم عملية التنمية الشاملة، ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

 وشدد الوزير على ضرورة الاستثمار في طاقات الشباب كعنصر أساسي لتعزيز الأمن القومي المصري ومواجهة الأزمات التي تمر بها المنطقة، موضحا أن وزارة الشباب والرياضة تعمل على إطلاق العديد من المبادرات والبرامج الوطنية التي تستهدف تمكين الشباب، وتأهيلهم لقيادة المستقبل في ظل بيئة إقليمية ودولية مليئة بالتحديات. وأشار إلى اهتمام الوزارة بالتفاعل مع القضايا الوطنية والإقليمية، وتسليط الضوء على أهمية التعاون بين الجهات المختلفة لرسم استراتيجيات مستقبلية تدعم مكانة مصر في المنطقة.

ولفت إلى أن التغيرات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط تتطلب نهجا استراتيجيا متكاملا، يعكس رؤية مصر الواضحة لتحقيق الاستقرار الإقليمي، موضحا أن مصر تلعب دورا محوريا في دعم قضايا المنطقة، من خلال تعزيز التعاون مع الدول الشقيقة، وتبني سياسات تدعم السلام والتنمية المستدامة. وأكد الوزير أن مصر تواصل جهودها لدعم الحلول السلمية للنزاعات في المنطقة، مشيرا إلى أن تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين ضرورة حتمية لتوفير بيئة مواتية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=511

موضوعات ذات صلة

حدث في شارعي المفضل.. هل من مُغيث لكوكب الأرض؟

المحرر

يوم الثقافة يحتفي بهؤلاء المبدعين في نسخته الأولى

المحرر

خبراء ودبلوماسيون: مصر ستظل الحصن المنيع للأمة العربية

المحرر

قطع أثرية مصرية تعود من ايرلندا

المحرر

مجاناً دخول قصر الأمير محمد علي بالمنيل

المحرر

تخفيضات الأسعار تُزين العرس الثقافي بمعرض الكتاب

المحرر