عربي ودولي

ناقوس الخطر يدق بالسودان.. مجاعة وخسائر بشرية مروعة

ذكر المرصد العالمي للجوع، أن نطاق المجاعة في السودان اتسع إلى 5 مناطق ومن المرجح أن يمتد إلى خمس مناطق أخرى بحلول شهر مايو.

يأتي ذلك فيما علقت الحكومة السودانية مشاركتها في النظام العالمي لرصد ومراقبة الجوع احتجاجا على تقرير يظهر انتشار المجاعة في جميع أنحاء البلاد بسبب الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023.

وقال مسؤولون في نظام المراقبة الذي يضم أكثر من 19 منظمة عالمية إن الخطوة التي اتخذتها الحكومة السودانية ستقوض الجهود الرامية إلى معالجة واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، في ظل مواجهة أكثر من 26 مليون شخص خطر الجوع وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

حرب طاحنة

وذكرت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن ظروف المجاعة تأكدت في مخيمي أبو شوك والسلام للنازحين داخليا في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بالإضافة إلى مناطق سكنية وأخرى  للنازحين في جبال النوبة. وخلصت اللجنة أيضا إلى أن  المجاعة ، التي كُشف عنها لأول مرة في أغسطس الماضي، لا تزال مستمرة في مخيم زمزم بشمال دارفور . وكانت اللجنة أعلنت في أغسطس تفشي المجاعة في مخيم زمزم بشمال دارفور.

وتتوقع اللجنة، التي تتألف من خمسة أعضاء وتدقق وتتحقق من وجود المجاعة، امتداد المجاعة إلى خمس مناطق أخرى في شمال دارفور بحلول مايو المقبل، وهي أم كدادة ومليط والفاشر والطويشة واللعيت. وحددت اللجنة 17 منطقة أخرى في أنحاء السودان معرضة لخطر  المجاعة .

وجاء في التقرير أن “هذا الأمر يمثل تعميقا غير مسبوق لأزمة الغذاء والتغذية، مدفوعا بالنزاع المدمر (بين الجيش وقوات الدعم السريع)، وضعف وصول المساعدات الإنسانية”.

وضع اللاجئين

عبرت منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها إزاء الوضع عند حدود جنوب السودان لاسيما مع فرار آلاف الأشخاص من السودان المجاور إثر اشتداد القتال. وأدى النزاع المسلح في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 11 مليون شخص.

قالت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية إنه في كل يوم من شهر ديسمبر، عبر أكثر من خمسة آلاف شخص الحدود من السودان إلى جنوب السودان إثر استمرار أعمال عنف مختلفة ومنتظمة، بالإضافة إلى كوارث مناخية.

وأشارت المنظمة إلى أن “تدفق الأشخاص على مدينة الرنك المتواجدة قرب الحدود والمناطق المحيطة بها تسبب في استهلاك شديد للموارد الشحيحة أصلا، ما ترك النازحين في مواجهة أزمة”.

 وقال إيمانويل مونتوبيو، منسق الطوارئ لمنظمة أطباء بلا حدود في الرنك، في بيان: “الوضع صعب للغاية والموارد غير كافية بتاتا”.

 وما زال أكثر من 100 جريح، عدد كبير منهم يعاني إصابات خطرة، ينتظرون الخضوع لعمليات جراحية هناك. وفي الوقت الراهن، يؤوي مركزا العبور في الرنك المصممان لاستيعاب ثمانية آلاف شخص كحد أقصى، أكثر من 17 ألف شخص، وفق المنظمة.

 وقالت روزلين موراليس، نائبة المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في جنوب السودان، إن آلاف الأشخاص الذين يعبرون الحدود يواجهون “نقصا حادا في الغذاء والمأوى والمياه الصالحة للشرب والرعاية الصحية”.

خطر العنف

دقت الأمم المتحدة بمنظماتها المختلفة ناقوس الخطر، حول الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان، وتفاقم معاناة المدنيين في ولايات السودان المختلفة، إذ حذرت من تزايد خطر العنف على أساس النوع الاجتماعي، مشيرة إلى تضاعفه 3 مرات.

ومن جهتها كشفت المسئولة الأممية، كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في السودان، عن ارتفاع عدد الأشخاص المعرضين لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي إلى 12 مليونًا.

وقالت سلامي، في بيان، إن عدد الأشخاص المعرضين لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي تضاعف ثلاث مرات، ليبلغ الإجمالي الآن أكثر من 12 مليون امرأة وفتاة ورجل وفتى، وشددت على أن الصراع وانعدام الأمن الغذائي الشديد أثّرا بشكل غير متناسب على النساء والفتيات في السودان.

وأضافت: “إننا نشهد زيادة مثيرة للقلق في العنف الجنسي، والعنف بين الشريكين، وزواج الأطفال، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، فيما يظل خطر الاستغلال الجنسي والاعتداء الجنسي مرتفعًا”، وفقا لصحيفة سودان تربيون.

وأفادت سلامي بأن المنظمات الشريكة في برنامج مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي وصلت إلى 147 ألف امرأة وفتاة ورجل وفتى، في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2024.

وأشارت إلى أن هذا الرقم يمثل أقل من 10% من العدد المستهدف، حيث أدى انعدام الأمن وصعوبة الوصول ونقص التمويل إلى تقييد وكالات الإغاثة بشدة، وشددت على أن برامج مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي تلقت 24% فقط من التمويل المطلوب.

ودعت سلامي إلى إعطاء الأولوية للاستثمار في الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتحدي الأعراف الاجتماعية الضارة، وضمان حصول الناجين على الدعم الشامل، وشددت على أن شعار حملة “16 يومًا لمكافحة العنف ضد المرأة في السودان”، والمتمثل في “لست وحدك”، يؤكد التضامن مع الناجيات وعدم ترك أي امرأة تواجه العنف دون دعم.

النزوح هو الحل

من جهتها كشفت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، عن تجاوز أعداد الفارين من النزاع في السودان حاجز 14.5 مليون نازح ولاجئ.

وقالت المنظمة في تقرير لها، إلى أن إجمالي عدد النازحين داخليًا بلغ 11,359,005 أفراد، فيما عبر 3,234,903 أشخاص الحدود إلى البلدان المجاورة.

وأشارت إلى أن النازحين داخليًا يقيمون في 9,470 موقعًا موزعين على 184 محلية في جميع ولايات السودان الـ 18.

وأوضحت أن النازحين بسبب اندلاع النزاع القائم بلغ عددهم 8,619,054 شخصًا، فيما يوجد 1,080,821 نزحوا قبل الحرب الحالية وعانوا من نزوح ثاني منذ 15 أبريل 2023.

وكان السودان قبل اندلاع الصراع الحالي يضم حوالي 3.8 مليون نازح، فر معظمهم من الحرب التي شهدها إقليم دارفور غربي البلاد منذ عام 2003.

وقالت منظمة الهجرة إن 33% من إجمالي النازحين فروا من العاصمة الخرطوم، و18% من جنوب دارفور، و14% من شمال دارفور، وشددت على أن 53% من النازحين داخليًا هم أطفال تقل أعمارهم عن 18 عامًا.

ومصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية، تعتبر النازح داخليًا بأنه أي شخص أُجبر على الفرار من مكان إقامته المعتاد بسبب حدث وقع منذ عام 2003 فصاعدًا.

وذكرت منظمة الهجرة أن مصر استقبلت 1.2 مليون لاجئ سوداني، تليها تشاد التي فر إليها 716 ألف شخص بحثًا عن الأمان، فيما توزع البقية على جنوب السودان، وإثيوبيا، وأفريقيا الوسطى، وليبيا، وأوغندا.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=4640

موضوعات ذات صلة

سوريا الجديدة.. تحديات وشروط صعبة لاسترداد الدولة

المحرر

تمويل أمريكي مباشر لقتل الأبرياء بغزة

المحرر

ورقه الغاز تشعل التوتر بين مصر وإسرائيل

المحرر

لماذا أقال نتنياهو وزير الدفاع من منصبه؟

المحرر

خسائر تاريخية في أمريكا.. هذه محصلة حرائق كاليفورنيا

المحرر

بعد إيقاف العمل بالموازنة.. هذه خسائر سوريا بحكم الأسد

المحرر