ثقافة وأدب

الذكاء الاصطناعي ليس بديلا عن المترجم والأديب

واصلت لجان اتحاد كُتّاب مصر أنشطتها العلمية وندواتها الثقافية والأدبية بمشاركة فعّالة وحضور مكثف من الكُتاب والأدباء والمثقفين من مختلف المجالات الفكرية.

استحوذ “الذكاء الاصطناعي” على اهتمام عدد من اللجان في وقت متزامن تقريبا. وأجمع المشاركون من مختلف التخصصات العلمية والثقافية والأدبية على أن “الذكاء الاصطناعي” لا يصلح بديلا عن المترجم البشري والأديب، ولا يُغني عنهما بأي حال.

شعبة الترجمة برئاسة الدكتور أحمد الحسيسي اختارت لندوتها موضوع “الذكاء الاصطناعي في مجال الترجمة”. تناولت الندوة قدرة “الذكاء الاصطناعي” على التأثير في كثير من المجالات، خاصة الفكرية والثقافية والأدبية.

أكد حسن ثابت هويدي، وكيل وزارة الإعلام الأسبق ومؤسس إدارة الترجمة الفورية في التليفزيون المصري، أن “الذكاء الاصطناعي” لا يُلغي دور المترجم البشري بأي حال، مشددا على أن هناك بعض اللغات تستعصي على احتوائها بواسطة “الذكاء الاصطناعي” منها اللغتان العربية والفارسية؛ نظرًا لثرائهما وكثرة  مفرداتهما.

لفت هويدي إلى أن هناك إنفاقا ماديا كبيرا جدا من بعض الدول في مجال الترجمة باستخدام “الذكاء الاصطناعي” لكن ذلك لن يلغي العنصر البشري، ولا يُلغي الحاجة الشديدة إلى إعمال العقل.

وشدد على أن الترجمة الإبداعية هي الأكثر احتياجا للعنصر البشري؛ لأنها تحتاج لإبداع المترجم وابتكاره، وعرضَ بعض المواقف في الترجمة الفورية يصعب معها تدخل الذكاء الاصطناعي؛ لذلك يتم تدريب المترجم الفوري على التعامل مع مثل هذه المواقف، وتحدث عن بعض الأمور  الواجب مراعاتها في أثناء الترجمة، كذلك عن بعض صعوبات الترجمة الفورية، كما تحدث عن المكانة المرموقة للمترجم المصري والتي تضعه في التصنيف الأول عربيا، يليه المترجم اللبناني.

تناول هويدي، في كلمته، تعريف  معنى الترجمة، وقسّمها إلى ترجمة شفاهية، وأخرى تحريرية، وتحدث عن مواصفات المترجم الفوري المعتمد لدى الأمم المتحدة، وعن نسب الاعتماد المصرية العالية، وأشاد ببعض الأسماء المصرية المعتمدة لدى الأمم المتحدة في الترجمة الفورية.

في عالم الأدب والفنون

من جانب آخر، عقدت لجنة الأدب الرقمي برئاسة الناقد الدكتور جميل عبد المجيد، ندوة بعنوان: “الذكاء الاصطناعي في عالم الأدب والفنون”. حرصت الندوة على الإجابة عن عدد مهم من الأسئلة الكاشفة لأهمية “الذكاء الاصطناعي” منها:  كيف سيكون شكل الأدب والفنون في ظل الذكاء الاصطناعي؟ وهل سيكون الذكاء الاصطناعي مبدعًا بمفرده؟.

التساؤلات امتدت لتشمل: مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على الأدب، وكذلك أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والآلية التي سيتعامل بها اتحاد الكتاب مع تأثيرات الذكاء الاصطناعي؛ نظرًا إلى استخدام بعض الكتاب المصريين والعرب له بصورة كبيرة.

الكاتب والشاعر أحمد فضل شبلول استفاض في شرح أهمية الذكاء الاصطناعي واستخدامه الكبير في مجالات متعددة، وتحدث عن استعانة بعض الكتاب بالذكاء الاصطناعي في إبداعهم ، وعرض مجموعة من القصص التي استعانت بالذكاء الاصطناعي في إحدى المسابقات الأدبية.كما تحدث عن استخدام تقنيات الذكاءوتطبيقاته المتعددة في مجال الأدب، وكذلك  استخدامه الواسع في مجال الفن التشكيلي؛ فمن خلاله  رأينا  لوحات قديمة تبعث من جديد إلى الوجود، وقد يشاهد المتفرج نفسه جالسًا وسط اللوحة، ولفت إلى براعة استخدامه في المجال السينمائي.

وشدد على المسئولية الكبيرة التي تحملها اللجنة على عاتقها في قضية الوعي  والتعريف بما للذكاء الاصطناعي من إيجابيات  وما يجلبه من مخاوف. وأكد أن الخيال والشعور الإنساني سيظل له الغلبة، لكن  يمكن الاستفادة منه بطرق شتى من الناحية المعلوماتية.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=4739

موضوعات ذات صلة

عزيزي ثيو يحتفي بالمدارس الفنية وذكرى فان جوخ

المحرر

د. كرمة سامي: نهضة إفريقيا الزراعية نقلة في تاريخ المركز

المحرر

وداعا دمشق … مرثية

المحرر

دينا شحاتة: مزجت الفانتازيا والتراث والواقع في نداهة أصيل

المحرر

حقوق الإنسان تهيمن على لجان الأعلى للثقافة في 7 ندوات

المحرر

الكتب رفيقة العزلة بمحتوياتها وملمسها ورائحة ورقها

المحرر