ثقافة وأدب

بطولات أكتوبر الميدانية تضئ معرض الكتاب

شكلت سلسلة العبور – التي تصدر عن “الهيئة العامة لقصور الثقافة” – في “معرض القاهرة الدولي للكتاب” المنعقد حاليًا – عدة كتب أنارت المعرض ببطولات حقيقية من داخل ميدان المعركة، خلال حربي الاستنزاف وأكتوبر 1973. وتمثلت تلك البطولات في كتب “أنور السادات وحرب أكتوبر 1973″ لمحمد عبد الحميد، و”ذكريات مواطن عن حرب أكتوبر” للواء مهندس على علاء الدين، و”حكايات من حرب الاستنزاف” و”الأولة في القتال، الله أكبر” لمحمد علي السيد، و”رجال من الفولاذ”، و”وحوش البحر” لمدحت حسن عبد العزيز”.
قال محمد سلطان، مدير تحرير سلسلة العبور: كل ما يتم طرحه من هذه السلسلة ينفذ يوميًا منذ انطلاق فعاليات “معرض القاهرة الدولي للكتاب”، مؤكدًا أنه من المقرر أن يتم عقد ندوة وحفل توقيع للكتب، ولكن لم يحدد موعدها حتى الآن.

محمد سلطانوقال الكاتب الصحفي محمد علي السيد، مؤلف كتاب “حكايات من حرب الاستنزاف”، و”الأولة في القتال، الله أكبر”: إن الدافع الأساسي  للكتابة عن حربي الاستنزاف وأكتوبر  هو تسليط الضوء على روح الإصرار على النصر أداء المقاتلين في سيناء.وأوضح أن الإلهام بالكتابة بدأ بلقائه بالبطل محمد المصري، أحد اساطير الصواريخ  المضادة للدبابات الذي حقق الرقم القياسي (27صاروخ -27 دبابة)، ورواياته عن قائده ومثله الأعلى المقدم صلاح حواش أسطورة سلاح المظلات، الذي استشهد يوم 8 أكتوبر 1973 وارتباطه الوجداني به وبأسرته رغم مرور السنوات، الأمر الذي دفعه للسعي وراء الأبطال المتميزين قدر استطاعته وامكانياته. 

وأفاد بأن تنفيذ الكتابين استغرق سنوات طويلة، كي ينتقي الحكايات، مشددًا على أنه أراد أن يشم القارئ روائح البارود وعفار الرمال، فتطلب الأمر رحلة طويلة وصعبة لكنها ممتعة، مؤكدًا أنه سعى وراءهم في أماكنهم بمختلف المحافظات، ليحصل على معلوماته بسلاسة من بعضهم، وبمجهود استفزاز البعض الآخر من المتحفظين على معلومات حساسة، فضلًا عن التعامل مع طبيعة البعض في التكتم وهدوء الأعصاب. وتابع: “أبطالي من ملازم أول إلى نقيب وجنود وضباط صف اشتبكوا مباشرةً مع العدو وانتصروا عليه، وكتابي نقطة في بحر بطولات أكتوبر 1973، أكمل بعض منها كثير من الزملاء، في محاولة لتسجيل جزء من الملحمة العظيمة”. 

محمد علي السيدوأوضح المؤرخ العسكري مدحت حسن عبد العزيز، مؤلف كتابي “رجال من فولاذ”، و”وحوش في البحر”، أن كتاب “رجال من فولاذ” هو الكتاب الثالث له عن حرب أكتوبر بعد كتابي “الجنرال صاحب الأذرع الطويلة” عن وزير الحربية الفريق محمد أحمد صادق، ثم كتاب “التماسيح” عن المجموعة 39 قتال بقيادة الفريق الشهيد إبراهيم الرفاعي. فكتب كتابه الثالث في نفس السياق عن بطولات حرب الاستنزاف.وأوضح أنه تعرف خلال الكتابين على عدد من رجال الصاعقة، وأن أحدهم عرض عليه مقابلة ضابط صاعقة كبير وهو اللواء أحمد أسامة إبراهيم، قائد معركة الدفاع عن الإسماعيلية في حرب أكتوبر، لكتابة كتابه الثالث. وتابع: “وكان اللواء أحمد أسامة إبراهيم آنذاك يكتب مذكراته، فقابلته في منزله، ووجدته شخصية تتميز بالقوة والشجاعة والإقدام بدرجة مبالغ فيها، وكان يُطلق عليه “البلدوزر” من قبل أحد أصدقائه، ولأنه كان في وقت الحرب في مواجهة آريل شارون الذي كان يطلق عليه أيضًا لقب “البلدوزر” في دولة الكيان الصهيوني، فقد أردت أن أتحدث عن “البلدوزر المصري” ليكون موضوع الكتاب.

أما الكتاب الرابع “وحوش في البحر”، فقال عبد العزيز إنه كتبه في الفترة ذاتها، لافتًا إلى أن عميد المخابرات الحربية فؤاد حسين المتقاعد، جاءت شهرته من دخوله المجال الأدبي، فقد نشر قصص وكتب عن بعض العمليات التي قام بها، وأنا كنت أحد قرائه. وقرأت أول رواية له “الخيانة الهادئة” وأنا طالب في الجامعة. وله كتب هامة عن سيناء، فقد كان مرتبطًا بها كثيرًا.وتابع: “كان من الضباط القلائل أصحاب النشاط الأدبي في مصر. وكان عقله متفتح وخدوم، ولديه استعداد للحديث. وعندما تمكنت من التواصل معه أخبرته بمشروعي عن الكتاب وطلبت منه التواصل مع شخصيات معينة أي ضباط في المخابرات الحربية من القائمين بعمليات الضفادع البشرية، وتواصلت معهم بالفعل”. وأوضح أنه قابل أشخاص كشفوا عن موضوعات للمرة الأولى، فقد التقى وشخصيات هامة منحته الوثائق والمعلومات، ليسطر أول كتاب يكشف تفاصيل لم تُنشر من قبل في أي وسيلة إعلام. فقد تناول تفاصيل عن عمليات الضفادع البشرية وكيف وصلت إلى ذات الأماكن دون أن يتم اكتشافهم، بعد ان التقى بالقائمين بالعمليات ذاتهم. وأكد الكاتب أن كتاب “وحوش البحر” استغرق وقتًا طويلًا رغم صغير حجمه، فقد تعرض لرحلة طويلة بلغت نحو 3 سنوات حتى يخرج للنور، بعد التصديق والموافقة عليه.أما كتاب “رجال من فولاذ”، فقد أفاد الكاتب أنه كبير من حيث الحجم بسبب لقائه بالعديد من اللواءات، مما سمح له بالحصول على الكثير من المعلومات والمذكرات والوثائق، وتم بذل جهدًا كبيرًا في كتابته ومراجعته وصياغته، ولكنه استغرق حوالي عامين تقريبًا.


مدحت حسن عبد العزيزويأتي معرض القاهرة للكتاب في دورته الـ56، تحت شعار: “اقرأ… في البدء كان الكلمة” وتُقام فعالياته الثقافية في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المُقبل، ببرنامج ثقافي ثري ومتنوع يضم أكثر من 600 فعالية، بمشاركة 1345 دار نشر،  و6150 عارضًا للإصدارات الأدبية والفكرية، وتشارك بالمعرض 80 دولة عربية وأجنبية، منها 10 دول تشارك للمرة الأولى. هذا فضلًا عن إطلاق منصة الكتب الإلكترونية لإصدارات الوزارة ومجموعة من التجارب الرقمية التكنولوجية الرائدة في المجال الثقافي.

وتحل عليها “سلطنة عمان” ضيف شرف هذه الدورة، وتم اختيار اسم الدكتور أحمد مستجير العالم والأديب المصري؛ شخصية المعرض، واسم الكاتبة فاطمة المعمول؛ شخصية معرض كتاب الطفل.ويتم إدخال اتحاد الناشرين العرب كشريكٍ في الإعداد والتنظيم من خلال تمثيله برئيسه في اللجنة الإدارية العليا لتنظيم المعرض، فهو دون سواه من المعارض العربية يحرص على وجود الاتحاد كشريك، ممثلا للناشرين العرب، كما يقدم المعرض  للمرة الأولى خمسة مؤتمرات في ثوب أيام ثقافية.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=521

موضوعات ذات صلة

أسرار عالم الدعاية والحرب النفسية في “عقول خفية”

المحرر

عالية ممدوح في أحد طوابق الستينات

المحرر

لغة الكواكب البعيدة في كتاب “نجمك العاشق

المحرر

مفكرون وباحثون: لا استقرار للمنطقة بدون الدولة الفلسطينية

المحرر

وزارة الثقافة تستعد لملتقى الاقصر الدولي للتصوير

المحرر

قصص الحكاء الأخير في هذا الزمان تواجه أسئلة الوجود

المحرر