قال الدكتور أحمد عفيفي أستاذ ورئيس قسم النحو والصرف والعروض بكلية دار العلوم، وعضو اللجنة العلمية لمركز تحقيق التراث، إن أهم التحديات التي تواجه اللغة العربية حاليًا تتمثل في تحديات الذكاء الاصطناعي والرقمنة، نظرًا لأنه لابد من تفعيل هذا التطور لخدمة اللغة العربية، موضحًا أن اللغة المستخدمة فيه من الممكن أن تكون مختلفة بعض الشيء عن اللغة العربية الفصحى، وأنها بحاجة إلى نوع من التطوير والأداء الفعال والحداثي.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان: “اللغة العربية وتحديات العصر”، بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، والتي أدارها الدكتور أحمد الشيمي المدرس بقسم النحو والصرف بالكلية.
اللغة الهجين
وأضاف عفيفي لـ “صوت البلد” – أن لغة الشباب المستخدمة على الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي، مثل الفرانكو آراب والمصطلحات الدارجة هي تحدي يواجه اللغة العربية، مبينًا أن كتابة اللغة العربية الفصحى والعامية بلغة لاتينية، مما يُطلق عليه فكرة “اللغة الهجين”، ما هو في الواقع إلا تشويه لغوي يهدف إلى تخفيف المصطلح، فينتج عنه لغة مشوهة تتداخل فيها الحروف مع الأرقام لينتج مسخ لغوي، مشيرًا أيضًا إلى الاختصارات التي يكتبها الشباب في اللغة الإنجليزية ذاتها رغم أنها غير موجودة في البلاد الناطقة لها.
ولفت إلى انتشار مصطلحات مثل: “سيف”، و”كانسل” بسبب التعامل مع أجهزة الكمبيوتر والرقمنة، بالإضافة إلى تحديات الكتابة بالعامية الدارجة واهمال الهمزات، مما ينتج عن كل ذلك آثار تهديدية على المجتمع، مثل عدم القدرة على تواصل الشباب مع الأجيال السابقة.
دور المجتمع
وأوضح عفيفي أن الحلول تتمثل في تفعيل دور المجتمع للحد من انتشار “الفرانكو آراب”، مؤكدًا أن المدارس والجامعات والآباء يجب أن يكون لهم دور فعال في ذلك الأمر، فضلًا عن ضرورة العودة إلى الفصحى ومحاولة تحبيب الشباب فيها وتسهيلها، عن طريق تسهيل المصطلحات، وأن نأتي للشباب بالبديل العربي. لو بحثنا في مجمع اللغة العربية سنجد كتب مفيدة في هذا الأمر، ولكنها نحتاج أن تشيع وتظهر إلى النور”.
وشارك في الندوة كلِ من: الدكتور أحمد بلبولة عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، والدكتور مصطفى الفقي الكاتب والمفكر السياسي، و الدكتورة غادة عبد الباري نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور عبد الكريم محمد حسن جبل أستاذ اللغويات بكلية الآداب جامعة طنطا وعضو اللجنة العلمية لمركز تحقيق التراث، و كذلك الدكتور صفوت علي صالح الأستاذ بقسم علم اللغة ومدير مركز دار العلوم للإبداع، والشاعر الدكتور أحمد نبوي.
وشملت الاحتفالية تنظيم معرض لإصدارات الدار بكلية دار العلوم، ومن المقرر أن يمتد حتى الخميس 26 ديسمبر، كما تقيم الدار على هامش انعقاد الندوة معرضًا للخط العربي.
