الأنيميا، أو ما يُعرف بفقر الدم، هي حالة طبية شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، حيث تحدث عندما يفتقر الجسم إلى الكمية الكافية من خلايا الدم الحمراء السليمة أو الهيموجلوبين، وهو البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم، إذ يؤدي هذا النقص لظهور مجموعة من الأعراض، أبرزها الإرهاق وشحوب البشرة وتسارع ضربات القلب وصعوبة التنفس.
وتتنوع أسباب الأنيميا ما بين نقص التغذية والأمراض المزمنة والعوامل الوراثية، حيث تختلف أنواعها وحدتها تبعًا للمسبب، وبالرغم من خطورة بعض أشكال الأنيميا، إلا أن التشخيص المبكر واتباع خطط علاجية فعالة؛ يسهمان في تحسين جودة حياة المرضى والحد من تأثير المرض على صحتهم وطريقة حياتهم اليومية.
يقول د. مجدي بدرران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، الأنيميا، أو فقر الدم، ليس مرضًا واحدًا، بل مجموعة متنوعة من الحالات التي تؤثر على قدرة الدم على نقل الأكسجين إلى خلايا الجسم، ومن أبرز أنواع الأنيميا؛ “أنيميا نقص الحديد” التي تُعد أكثر أنواع الأنيميا شيوعًا، وتحدث نتيجة نقص عنصر الحديد الضروري لتكوين الهيموجلوبين، وهو البروتين الذي يحمل الأكسجين في الدم، وغالبًا ما ترتبط هذه الحالة بسوء التغذية، أو فقدان الدم بسبب الحيض الغزير، أو النزيف المزمن، وذلك بجانب “أنيميا نقص الفيتامينات” التي تحدث نتيجة نقص فيتامينات أساسية مثل فيتامين (ب12) أو حمض الفوليك، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج خلايا الدم الحمراء؛ إذ يمكن أن يكون سبب هذا النوع من الأنيميا سوء الامتصاص أو نقص هذه العناصر في النظام الغذائي. كما توجد أيضًا “أنيميا الأمراض المزمنة”، والتي ترتبط بوجود أمراض مزمنة مثل السرطان، أو الفشل الكلوي، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، حيث تؤثر هذه الأمراض على قدرة الجسم على إنتاج خلايا دم سليمة، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة الهيموجلوبين.
دكتور مجدي بدران
وأضاف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة: كما توجد أنيميا الخلايا المنجلية، إذ يُعد هذا النوع الأمراض الوراثية التي تتميز بتشوه شكل خلايا الدم الحمراء إلى شكل منجلي، حيث يؤثر هذا التشوه على قدرتها على التحرك بسلاسة في الأوعية الدموية، مما يسبب انسدادات وألمًا شديدًا. كما يوجد نوع آخر معروف بالثلاسيميا، حيث تعرف تلك الحالة بأنها اضطراب وراثي يعيق إنتاج الهيموجلوبين بشكل سليم، وتختلف شدة الحالة من شخص لآخر حسب عدد الجينات المتأثرة، وقد تؤدي إلى أعراض تتراوح بين خفيفة وشديدة.
وهناك أيضًا أنيميا اللاتنسجية، وهي حالة نادرة لكنها خطيرة تحدث عندما يعجز نخاع العظم عن إنتاج كميات كافية من خلايا الدم الحمراء، إذ يمكن أن تكون هذه الحالة نتيجة التعرض لمواد كيميائية سامة، أو عدوى فيروسية، أو عوامل وراثية،
وتابع أستاذ الحساسية والمناعة: تختلف أسباب كل نوع وأعراضه، مما يجعل التشخيص الدقيق والعلاج المناسب ضروريين لتحسين الحالة الصحية، لافتًا إلى أنه من أبرز أسباب الأنيميا هو نقص الحديد، فيتامين ب١٢ وحمض الفوليك، مؤكدًا على أهمية تناول الأغذية التالية لمرضى الأنيميا:
مصادر الحديد
وأشار “بدران” عنصر الحديد يمتصه الجسم بسهولة ويوجد في الكبدة، اللحوم الحمراء، الأسماك (السلمون ــ السردين ــ التونة)، العدس، الفول، الحمص، الفاصوليا، اللوبيا،السبانخ، الكرنب، الملوخية، الحبوب الكاملة مثل الشوفان، الفواكه كالبرتقال، الجريب فروت، الليمون، الفراولة، الكيوي، المانجو، بجانب الفلفل الأحمر والأخضر والبروكلي.
وأوضح عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن هناك بعض الأطعمة تحتوي على مركبات تقلل من امتصاص الحديد مثل: حمض الفيتيك الموجود في بعض الحبوب والبقوليات، والتانينات موجودة في الشاي والقهوة، والكالسيوم الموجود في منتجات الألبان. وفي الوقت ذاته؛ فإن فيتامين سي يقلل من تأثير هذه المركبات المثبطة، مما يعزز امتصاص الحديد، كما أن فيتامين سي يساهم في تحسين تخزين الحديد داخل الجسم عبر تعزيز وظيفة ناقلات الحديد.
كما لفت “بدران” إلى أهمية فيتامين (ب12) لتكوين خلايا الدم الحمراء، موضحًا أنه يتوافر في الكبدة واللحوم والدواجن والبيض والحليب ومشتقاته. أما حمض الفوليك الذي يلعب دورًا أساسيًا في إنتاج خلايا الدم الحمراء؛ فيوجد فى الخضروات الورقية كالسبانخ والجرجير، والفواكة كالبرتقال والأفوكادو، والبقول كالعدس والفاصوليا.