في سياق يشهد تحولات عميقة تجتاح العالم، يبرز دور الكنيسة كصوت حواري يواجه تحديات الإنسانية المعاصرة، حيث يجتمع قادة لاهوتيون لاستشراف آفاق جديدة تجمع بين الإيمان والواقع الملح.
تحديات التحولات
شارك الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، في حلقة نقاشية حية بعنوان “المسيحية في زمن التحولات … التحديات الراهنة واستشراف آفاق اللاهوت العربي”.
أقيمت الفعالية برعاية دار نشر “رجاء للجميع” برئاسة الدكتور القس راضي عطالله، وبمشاركة نخبة من المفكرين والقادة الكنسيين والمهتمين بالشأن اللاهوتي، في لقاء يعكس حرص الكنيسة على التفاعل مع قضايا العصر.
بدأ اللقاء بكلمة ترحيب من القس ناجح فوزي، شرح فيها أهداف الفعالية، تلاها الدكتور القس راضي عطالله الذي رحب بالحضور، معبرا عن اعتزازه بمشاركة الدكتور أندريه زكي.
أكد عطالله أهمية مثل هذه الفعاليات في فتح آفاق للحوار اللاهوتي، مشيدا بدور زكي في تعزيز النقاش حول التحديات التي تواجه المسيحية في المنطقة العربية، واستشراف خطاب لاهوتي يتفاعل مع قضايا الإنسان والمجتمع.
قدم الدكتور أندريه زكي مداخلة رئيسية بعنوان “الحرية الدينية وحقوق الإنسان: كيف تتفاعل المسيحية المعاصرة مع قضايا المواطنة والتعددية”.
أكد « زكي»، أن المسيحية تمتلك تراثا أصيلا في الدفاع عن كرامة الإنسان، وأن حضورها التاريخي يجعلها شريكا أساسيًا في تعزيز العدالة الاجتماعية واحترام التنوع، مشيرًا إلى ضرورة تطوير خطاب لاهوتي جديد يواجه قضايا الإنسان والبيئة والسلام، مع ترسيخ ثقافة التعددية ومواجهة التطرف.
آفاق اللاهوت
شملت الفعالية جلسات علمية غنية، ناقشت البيئة والتغير المناخي، والإيمان أمام أسئلة العلم والإلحاد، والهوية الثقافية في السياق العربي، وتحديات الكنيسة، واللاهوت السياسي مع قضايا الحرب والسلام. في الجلسة الثانية برئاسة الدكتورة فنيس نقولا، قدم المطران الدكتور منير أنيس محاضرة عن الهوية الثقافية المسيحية، تلتها الدكتورة هناء يشوع حول مسؤولية المسيحية تجاه البيئة، ثم القس سهيل سعود عن اللاهوت السياسي والتهجير. تخللت الجلسات مناقشات حية، مع كلمات من المهندس جورج إسحق، والدكتور القس وجيه يوسف عن مستقبل الكنيسة العربية، والدكتور القس سهيل مدانات حول العلم والدين.
اختتم اللقاء بكلمة للدكتور فنيس نقولا حول إطلاق العمل وجدول المواعيد، ثم ختامية من الدكتور القس راضي عطالله، الذي شدد على أهمية استمرار هذا الحوار لتعزيز دور المسيحية في بناء مجتمعات أكثر عدلًا وانفتاحًا.