لا يمر يوم في مصر إلا وتظهر شائعة لتطفو على سطح تطبيقات التواصل الاجتماعي؛ مُحدثةً بذلك توجيهًا، أو فكرًا، أو رأيًا، وربما تجد طريقها لتتحول إلى “تريند”، ولعل الشائعة التي تم تداولها خلال الساعات القليلة الماضية بخصوص انتشار فيروس وبائي بين الدواجن، لهي خير دليل على خطورة السوشيال ميديا في نشر الأخبار المضللة، خاصةً بعد نفي الدولة لما تداولته بعض صفحات التواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت من شائعات حول مرض وبائي أصاب الإنتاج الداجني.. بوابة “صوت البلد” تستعرض في السطور التالية الحقيقة الكاملة لتلك الأكذوبة.
انطلقت الشائعة مع تداول فيديوهات عبر صفحات التواصل الاجتماعي؛ تزعم انتشار فيروس وبائي بين الدواجن، وهو الأمر الذي دعا الحكومة لإصدار بيانًا رسميًا عقب تسبب ما نشر في حالة من القلق بين المواطنين، حيث نفت وزارتا الصحة والسكان والزراعة واستصلاح الأراضي ــ عبر بيان مشترك ــ ما تم تداوله من شائعات حول إصابة الدواجن بفيروس وبائي يمنع تناولها أو الاقتراب منها والتعامل معها، إذ أكدت الوزارتان أن الوضع الوبائي لمزارع الدواجن مستقر طبقا لتقارير المسح، وأن جميع الإجراءات الوقائية والترصد الوبائي تعمل بكفاءة لمنع أي مخاطر صحية، وذلك في إطار التنسيق المستمر بين الوزراتين لرصد ومتابعة أية أمراض مشتركة بين الإنسان والحيوان.
هذا وقد أشار البيان المشترك الصادر عن الوزارتين؛ إلى أن الإجراءات التي تتخذها وزارة الصحة لترصد الأمراض المشتركة؛ تتضمن التشديد على الترصد الروتيني في المستشفيات بجميع محافظات الجمهورية، وذلك في إطار البرنامج القومي لترصد الأمراض المعدية، وكذلك برنامج الترصد المبنى على الحدث عن طريق ترصد وسرعة اكتشاف الأحداث الصحية التي قد تؤثر على صحة المجتمع، والتي يتم التحقق منها والإستجابة لها واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة بالتنسيق مع الوزارات والهيئات المعنية بالدولة.
وأوضح البيان، أن وزارة الصحة و السكان استقبلت من خلال برنامج الترصد المبني على الحدث منذ بداية عام 2025 أكثر من مائة ألف إشارة؛ حيث قد تم التحقق منها واتخاذ الاجراءات اللازمة حيالها، من خلال الجهات المختصة بوزارة الصحة أو الوزارات والهيئات الشريكة بالدولة، إذ إن من بينهم ما يقرب من 3500 حدث؛ تم إبلاغهم للهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة للتحقق، وقد وتم اتخاذ اللازم، ولم يتم تسجيل أية أحداث حقيقية بشأن ما أثير مؤخرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول إصابة الدواجن بفيروس وبائي.
ولفت البيان إلى أن الفرق الوقائية بجميع المحافظات تقوم بإجراءات التقصي التي تتم بتنسيق مشترك بين قطاع الطب الوقائي والهيئة العامة للخدمات البيطرية لأي حالة اشتباه، خاصةً بالقرب من مزارع الدواجن والأسواق، للاكتشاف المبكر لأي حالات، حيث تعمل وزارة الصحة والسكان على تعزيز الفرق الطبية بالمستشفيات والوحدات الصحية للتعامل الفوري مع أي حالات تظهر أعراض تنفسية أو ارتفاع في درجة الحرارة مع تاريخ اختلاط طيور، وذلك مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالإبلاغ الفوري عن أية حالات غير معتادة، وتحليل العينات المشتبه فيها؛ من خلال المعامل المركزية للصحة العامة وفروعها بالمحافظات، وتوفير الأدوية واللقاحات اللازمة في المنشآت الصحية للتعامل مع أية طوارئ، كما تقوم وزارة الصحة والسكان بالعمل على التوعية عبر القنوات الرسمية بالإجراءات الوقائية، مثل غسل الأيدي جيدًا عقب التعامل مع الطيور، وطهي اللحوم والبيض جيدًا، وتجنب التعامل المباشر مع طيور تظهر عليها أعراض مرضية.
فحص عينة
وأضاف البيان أن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي كلف قيادات الوزارة والهيئة العامة للخدمات البيطرية بفحص عينة ممثلة للانتاج الداجني للتأكد من سلامة الانتاج الداجني في مصر، وذلك في ضوء ما تم تداوله من شائعات عن إصابة الدواجن بفيروس وبائي يمنع تناولها أو الاقتراب منها والتعامل معها، حيث تم تشكيل لجان للمرور، وقد تم المرور على 3492 مزرعة بجميع المحافظات تحتوي على 22.503.009 طائر من الدجاج، البط، الرومي، الأوز، السمان، ولازالت نسبة الإصابة بالمزارع التي تم المرور عليها لم تتجاوز 3 % وهي نسبة طبيعية.
وأكد البيان، أنه تم إرسال عينات المزارع المشتبه في وجود إصابات بها للمعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني، حيث خلصت النتائج إلى أن الوضع الوبائي لمزارع الدواجن مستقر طبقا لتقارير المسح، لافتًا إلى أن الانتاج الداجني يعتبر أحد أهم بدائل مصادر البروتين ذات الأصل الحيواني، حيث قد حققت الدولة المصرية منه ما يقرب من الإكتفاء الذاتي، إذ يبلغ إنتاج مصر من الدواجن حوالي ١.٥ مليار طائر و١٥ مليار بيضة مائدة سنويًا، بما يحقق الاكتفاء الذاتي تقريبًا في مجال الانتاج الداجني، كما أنه منذ بداية العام الجاري وحتى الآن تم تحصين مايزيد على ٤.٥ مليون طائر في التربية المنزلية والحضانات، وكذا تنفيذ أعمال التقصي النشط والرقابة الميدانية على الإنتاج لرصد أي متحور جديد أو إصابات قد تؤثر على الإنتاج الداجني في مصر.
ونوه البيان عن الخط الساخن لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي والهيئة العامة للخدمات البيطرية لتلقي أية بلاغات أو استفسارات من المربين على مدار الساعة من خلال الرقم 19561، وذلك ضمن خطة الاستجابة الفورية والدعم الميداني المستمر.