بعد أن حققت مصر إنجازًا عربيًا وعالميًا كبيرًا، حيث جاء تصنيفها ضمن دول الفئة الأولى في المؤشر العالمي للأمن السيبراني (GCI) الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات عن عامي “2023 -2024” من بين 47 دوله لكونها قادرة علي حماية أنظمتها وبياناته من الهجمات الإلكترونية في ظل زيادة معدلات الجريمة الإلكترونية و التحول الشمولي العالمي نحو المنظومة الرقمية.
وقد اعتمد هذا التصنيف علي التشريعات، والسياسات التنظيمية، والتشريعات والإطار المؤسسي، وبناء القدرات البشرية وتوفير القدرات التقنية والفنية اللازمة، والتعاون مع الدول والمنظمات الدولية، سنتعرف في هذا التحقيق علي الأمن السيبراني، وماه طرق الدولة لمواجهة مخاطر الأمن المعلوماتي،وكيف تصدرت مصر مؤشر الأمن السيبراني العالمي؟
الأمن السيبراني
يقول د. أحمد السخاوي خبير تكنولوجيا المعلومات والاتصال:الأمن السيبراني هو كيفية حماية البيانات الحساسة من الوصول غير المصرح به، وكذلك منع أى انقطاع للعمليات التجارية بسبب نشاط الشبكة غير المرغوب فيه اي حماية البيانات والاتصالات وجميع الشبكات المتصلة بالأنترنت من حدوث هجمات إلكترونية تعوق التحول الرقمي والشمول المالي مما يؤثر سلبا علي المناخ الأستثماري ويهددالأمن القومي،خاصة وأن العالم أصبح يعتمد إعتماد كبير علي المنظومة الرقمية ولذا هناك ضرورة لحماية بيانات الكيانات والأشخاص من الاختراقات خاصة الأجهزة الرقمية والشبكات المعلوماتية والاتصالات الداخلية والخارجية وهو ما يسمي بالأمن السيبراني.
وأشارالسخاوي إلى أهمية الأمن السيبرانى،من حيث التصدى للحوادث السيبرانية التى تزايده عددها ومصدرها ، الي جانب الحاجة الي صناعة فرص للسوق المصرية عن طريق بناء كوادر بشرية وتطويرصناعة وطنية للأمن السيبرانى، تستوعب الكثير من الشباب القادرين على تطوير وتشغيل برمجيات الأمن السيبرانى، ونشر الوعى بين أفراد المجتمع عامة، والعاملين فى المؤسسات المشغلة للبنية التحتية الحرجة.
جهود الحماية
يقول وليد حجاج، خبير أمن المعلومات: في إطار التعامل والحماية من الهجمات السيبرانية تم وضع إستراتيجية وطنية للأمن السيبراني في ٢٠١٧ لتأمين البنية التحتية للاتصالات والمعلومات وحماية بيانات ومعلومات داخل الوزارات والجهات المختلفة ،كما يقوم المركز المصري لأستجابة طواريء الحاسب الآلي، وهو مركز تم تأسيسه من قبل الجهاز القومي للاتصالات بتوفير جهاز انذار سريع حال حدوث هجمات إلكترونيةأو محاولة إختراق برامج خبيثة من خلال نخبة متميزة من المهندسين والاستشاريين فى مجال تكنولوجيا المعلومات يعملون عللي تأمين الفضاء الإلكترونى المصرى وكافة الاتصالات التكنولوجية
كما قامت وزارة الاتصالات بتنظم سلسلة فعاليات بصفة دورية لرفع الوعي بأهمية الأمن السيبراني وإعداد كوادر قادرة علي علي التعامل معه، تم تقسيم تلك الفعاليات الي مراحل في برنامج متكامل علي النحو التالي ، المرحلة الأولي استهدفت صغار السن لتوعية بمخاطر الهجمات الإلكترونية علي أمن وسلامة الأفراد والمؤسسات،والمرحلة الثانية سعت الي اكتشاف المواهب والقدرات في مجال الأمن السيبراني من الخريجين وطلاب الجامعات وذلك لتوسيع دائرة الكوادر المتخصصة في هذا المجال
مؤشر الأمن السيبراني
يقول محمد عزام خبير تكنولوجيا المعلومات بذلت الدولة الكثير من الجهد لتحقيق كيي تتصدر مؤشر الأمن السيبراني العالمي لوضع خطط استباقية لرفع كفاءة منظومة الأمن السيبراني وتجنب الهجمات الإلكترونية ،وأعداد وتدريب كوادر متخصصة في هذا المجال عن طريق نقل الخبرات بالتعاون مع الامم المتحدة وغيرها من الدول المتقدمة ،كما تم افتتاح مركز للبيانات والحوسبة السحابية الحكومية وهوأحد أهم أسباب دخول مصر ضمن الفئة الأولي في المؤشر السيبراني. وقد بدأت الدولة صناعة الأمن السيبرانى فى مصر، بإصدار العديد من التشريعات قائمة على محورين أساسين؛ وهما تجريم الجانى عن طريق قانون جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، وفرض الضوابط والمعايير القياسية على المؤسسات لحماية كل من البيانات والمعلومات، وكذلك الأنظمة المعلوماتية عن طريق قانون حماية البيانات الشخصية رقم 151 لسنة 2020.
