توشكى الخير أحد أهم المشروعات القومية الزراعية التي أطلقتها الدولة خلال السنوات الماضية من أجل زيادة المساحات المستصلحة، وتوفير السلع والمنتجات الزراعية بكميات أكبر أمام المواطنين، مع تصدير الفائض عن الاحتياجات المحلية. ويعتبر المشروع من أهم المشروعات القومية للتغلب على الفجوة الغذائية، وذلك بزيادة الرقعة الزراعية بحوالي 500 ألف فدان تصل في المستقبل لمليون فدان مع تعظيم عائد الموارد المتاحة وزيادة الصادرات الزراعية، مما يساعد في تقليل العجز في الميزان التجاري، وتوفير فرص عمل للشباب خاصةً من شباب صعيد مصر.
تنفيذ محطات المياه
ومؤخرًا تم الانتهاء من تنفيذ محطات رفع المياه الرئيسية لدعم مشروعات التنمية الزراعية في المنطقة، حيث تم تنفيذ محطتين عملاقتين لرفع المياه بهدف التغلب على فرق المنسوب المائي الذي يبلغ 40 مترًا، من خلال 33 مجموعة رفع مياه ذات قدرة إجمالية تصل إلى 11.3 مليون متر مكعب يوميًا.
ويتم تشغيل هذه المحطات بنظام المراقبة والتحكم عن بعد ما يتيح متابعة وتشغيل المحطات من مراكز التحكم المركزية، بما يسهم في تحسين كفاءة التشغيل، ويقلل من الأخطاء البشرية، مع ضمان الاستجابة السريعة في حالة حدوث أي خلل.
وتتكون المحطة الأولى من 13 مجموعة رفع مياه، ويصل إجمالي طاقتها إلى 6.3 مليون متر مكعب يوميًا، في حين أن المحطة الثانية تتكون من 10 مجموعات رفع مياه بطاقة إجمالية تبلغ 5 ملايين متر مكعب يوميًا ، وبذلك يتم تأمين المياه اللازمة لزراعة ما يقرب من 100 ألف فدان في المرحلة الثانية من المشروع، بالإضافة إلى توفير مياه تكفي لزراعة ما بين 40 و 60 ألف فدان في المراحل المستقبلية.
أكبر مزرعة تمور في الشرق الأوسط
من ناحية أخرى أكد تقرير لوزارة الزراعة أن مشروع توشكى من أهم المشروعات التي يجري تنفيذها في الوقت الحالي، كما يوجد به أكبر مزرعة تمور في الشرق الأوسط بهذا الحجم من حيث عدد النخيل ومن أجود أنواع التمور مثل المجدول والبرحي، إلى جانب المساحات المزروعة بالمحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والخضر والموالح والمانجو.
وقال التقرير: أثبتت التجارب أن الإنتاجية في توشكى عالية وتبشر بالخير، وأضاف أن مساحات التمور بدأت في الإنتاج وتستخدم أحدث الطرق التكنولوجية في الزراعة والري الحديث. كما أن مشروع توشكى يؤكد توافر الإرادة والثقة وقدرة الدولة على إدارة المشروعات الكبرى وتحقيق النجاح وعلاج السلبيات وتصحيح مسار المشروعات التي كانت متعثرة، وأشار إلى أن المشروع من المشروعات الزراعية الواعدة وأن الزراعة فيها لابد أن يتبعها مشروعات أخرى كمشروعات الثروة الحيوانية وإنتاج التقاوي ومشروعات التصنيع الزراعي، كما أن هناك مشروعات لتصنيع البلح واستخداماته.