قال البلوجر ضياء طلعت، إن زيارته لمعرض “استلهام” – الذي تم افتتاحه في 11 ديسمبر 2024 وينتهي في 11 يناير 2025 – ستدفعه للقراءة عن الفن التشكيلي بشكل أعمق، مؤكدًا أن هذه هي المرة الثانية فقط التي يزور فيها معرض للفن التشكيلي، وأن هناك تفاصيل فنية في اللوحات يجب التركيز على فهمها بشكل أكبر.
وأكد لـ “صوت البلد” – أن الفضول هو ما دفعه لزيارة المعرض، واكتشاف أشياء جديدة في وقت الفراغ، كاشفًا عن إعجابه بفكرة المعرض الشبابي، والتي قد تكون مفيدة لشخص يبدأ في التعرف على هذا الفن، مشيرًا إلى أنه شارك فيديو في معرض بسينما راديو من قبل، وحصل ذلك الفيديو على 20 ألف حفظ من الجمهور، مما يعني أن هناك 20 ألف شاب قد يزوروا ذلك المعرض.
وعن الذوق العام لدى الشباب حاليًا، قال طلعت إن هناك فجوة بين الشباب والفن الراقي بسبب الإنترنت، كما أنه لا يوجد اهتمام بحصص الرسم والفنون في المدارس، مما نتج عن ذلك أن الشباب لا يعرفون القواعد الأساسية للفنون، فأصبحت مجرد هواية دون خلفية تأسيسية.
تدريس الفنون
ويرى طلعت أنه من المفترض أن تهتم الدولة بتدريس الفنون في المدارس بشكل أكبر للارتقاء بذوق الشباب، لنبدأ بتشكيل الوعي بطريقة سليمة من البداية، كي يختار ذوقه بنفسه، بدلًا من إجباره على ذوق معين، مثل أن ينشأ في منطقة شعبية فيستمع إلى أغاني المهرجانات بطريقة غير واعية. وأوضح أن هناك جزء من المهمة يقع على عاتق الشباب أنفسهم، حيث أنهم يبحثون الآن عن الاهتمامات السهلة، مثل زيارة بلد، أو خوض تجربة جديدة، وغيرها من أشياء شكلية. كما أن الإنترنت قد يمنعهم من ممارسة الأنشطة في الواقع، لافتًا إلى أن الشباب ينظر إلى النتيجة النهائية التي يصل إليها البلوجرز الناجحين الموجودين على الانترنت، دون أن ينظر إلى رحلة النجاح وتطوير أنفسهم في الحياة الواقعية، مما يمنع الشاب من العمل على تطوير نفسه. وأكد أن بعض الشباب ممكن يزوروا الأماكن التي يُروج لها يفعلوا ذلك من أجل التسلية والتصوير فقط دون الاستمتاع باللحظة الآنية بشكل حقيقي.
الهوية وتطوير التراث
وعن ارتباط الشباب بالهوية، قال طلت إنه يجب أن يتم تطوير التراث من خلال إعادة إنتاجه بشكل يواكب متغيرات العصر، حتى يرتبط الشباب بالتراث بعد تطويره في شكل جديد، وأن نهدف لإنتاج تراث مطور أفضل من التراث القديم، حتى لا يتجه الشباب للتغريب، ويرتبطوا بتراثهم وهويتهم المصرية.
وفيما يخص خطته خلال الفترة المقبلة، كشف طلعت عن أنه ينتوي أن يصنع فلوجات خارج مصر في بلاد مثل لبنان وبالي والبلدان ذات الطبيعة الخلابة، بعد أن اعتاد أن يُنشئ محتويات عن مناطق عامة وأماكن أثرية داخل مصر، مثل دهب، ونويبع، وشرم الشيخ، والفنادق السياحية، من خلال خوض تجارب جديدة لاكتشاف مصر عبر الترويج للسياحة الداخلية.
إحدى لوحات المعرض
يُذكر أن فعاليات الدورة الـ35 لصالون الشباب – الحدث السنوي الأبرز الذي ينظمه قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش – انطلقت في قصر الفنون بساحة دار الأوبرا المصرية، حيث جاء الصالون هذا العام تحت شعار “استلهام”. وافتُتح بحضور وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وكوكبة من الفنانين والمثقفين، من بينهم الدكتور أشرف العزازي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والفنان عمر طوسون القوميسير العام للمعرض، والفنان التشكيلي الدكتور صلاح المليجي، والدكتور أشرف رضا، أستاذ الفنون.
ويُعد صالون الشباب أحد أهم الفعاليات الفنية التي تسلط الضوء على إبداعات الشباب المصري، ويشارك في الدورة الحالية 238 فنانًا شابًا في مجالات متعددة تشمل التصوير، النحت، الرسم، الحفر، الخزف، الفنون الرقمية، التجهيز في الفراغ.
الفائزين بالجوائز
وأعلن قانوش عن أسماء الفائزين بهذه الدورة، والتي شملت مجموعة متنوعة من الفنون. الجائزة الكبرى (50 ألف جنيه): مُنحت مناصفة لـ منة الله مسعد وأحمد محمد عبد العال، في مجال التصوير. أما جائزة النحت فقد قسمت بين أحمد مجدي وأميرة أيوب. ووزعت بقية الجوائز الأخرى على مجالات الحفر والرسم والفنون الرقمية وفنون الأداء.
هذا بالإضافة إلى الجوائز الرسمية، قدمت ثمانية غاليريات خاصة جوائز اقتناء لعدد من الأعمال، إلى جانب جائزة اقتناء أخرى مُقدمة من متحف هندية للفنون في الأردن. وقد ضمت الدورة مجالات فنية متعددة، من بينها النحت والتصوير والرسم والفوتوغرافيا والحفر والفنون الرقمية والتجهيز في الفراغ والأداء. هذا التنوع الكبير للأعمال جعل من الصالون منصة شاملة تُعبر عن مختلف الاتجاهات الفنية المعاصرة، مما يخلق حالة من الحوار بين الأفكار والأساليب المختلفة.
