سليدر

في حديقة عقلك أولا.. أسرار النجاح كما يخبرك شارما

مع نهاية كل عام يتجه الناس للتفكير في شعورهم بالسعادة، وهل يملكون نفسا مشرقة ورضا وظيفي ودفئا أسريا؟. في الواقع يعاني كثيرون من الخلل في التوازن بين تلك الغايات.. فكيف نصل إليها بخطوات عملية؟

كان أحد رواد الأعمال يقول: العمل يشبه كرة المطاط، حين تضربها سوف ترتد إليك سريعًا؛ بينما هناك كرات إذا ضربتها فسوف تتهشم لأنها مثل الزجاج! ونعني بها قيم العائلة، الصحة، الصداقة والاهتمام بصحتك ونفسك.. هل كنت على وشك تحطيم تلك الكرات لأجل كرة المطاط؟

معجزة الصباح

استطاع روبن شارما رائد الأعمال الكندي من أصل هندي أن يسجل بفاعلية أسرار الناجحين بشكل يحمل الحوافز الروحية، وعادة ما تحمل قصصه أبطالا ينقصهم الدافع ويشعرون بالإحباط ثم يأتيهم شخص ملهم يخبرهم بالطريق. 

يقول شارما في كتابه “نادي الخامسة صباحا”: لا يمكنك أن تنجح في العمل بغير نوم متزن وكافٍ؛ واستيقاظ مبكر تشاهد فيه معجزة الصبح، وبينما تمارس نعمة التأمل والتنفس الهاديء يمكنك أن تقرأ وتصلي وتمارس الرياضة وتنضم لثلة قليلة ابتعدت عن الحلبة التقليدية.

إن الخامسة هي ساعة ذهبية عند المؤمنين أيضا ترتبط بالصلوات والدعاء للخالق وبما يفعم نفسك بالسكينة والحافز، ولدينا في التراث الإسلامي ميراث هائل لهذا التقدير للوقت، فقد كان يقول النبي “بارك الله لأمتي في بكورها” كما كان يؤكد أن الإنسان يُسأل عن عمره فيم أفناه.

عاداتك تحدد نجاحك.. يقول “شارما” اسأل نفسك دائما: هل تنام جيدا؟ هل تعاني الكسل؟ هل تتفاءل بالغد وتعمل لأجله؟ هل تأكل طعاما صحيا؟ هل تقول كلمات جميلة لأسرتك وتدعمهم؟ هل تبدع في عملك؟ هل تشعر برسالتك على الأرض؟ 

إن الوقت الذي تختره لتأمل خطة أسبوعك، والوقت الذي تعتزل فيه نفسك يجب ألا تتغاضى عنه لأنه الأساس الذي تنطلق منه لفهم أولوياتك ومهامك، فامنح نفسك وقتا للراحة وآخر للتخطيط وآخر للتسلية والمرح بين الأعمال. ولأن الوقت هو عملة حياتك، فعليك أن تعرف كيف تنفقه؛ وأحيانا قد يلهيك النجاح “العادي” عن نجاح آخر عظيم وأهم يرتبط بك ولا يتقنه غيرك.

قوة التركيز 

نأتي لجانب آخر من النجاح، وهو أن تسأل نفسك: هل أقوم بأمر مميز يحتاجه الآخرون؟ فالنجاح عادة مرتبط بإتقان أمر لا يتقنه كثيرون. ثم عليك أن تحدد أهدافك بوضوح (خمسة على الأكثر يوميا) وحين تخفق يجب أن تراجع إدارتك لـ”تركيزك” قبل إدارتك لـ”وقتك”؛ فالانضباط الذاتي عضلة يمكن تقويتها بالتمرين وأبسط التمارين هي أن تعتاد على التركيز التام لمدة نصف ساعة ثم تزيد شيئا فشيئا، لأن التشتت هو أكثر ما يدمر قدرتك الإبداعية، فما يستهلك 20% من وقتك يهدم 80% من نجاحك!

في كتابه “دليل العظماء” يقول شارما: عليك أن تكافيء نفسك عن كل إنجاز مهما بدا بسيطا، وألا تتشبث بعقدة الكمال “كل شيء أو لا شيء”، وأن تتذكر القاعدة الذهبية لأيزنهاور حيث هناك دوما الأمور الأكثر أهمية وإلحاحا يليها الأقل فالأقل والتي يمكن أن نرجئها أو نطلب فيها العون بلا حرج. هناك خيار يظل مطلوبا بأن ترفض ما تراه غير ممكن التحقق أو مطلوب!

وكي تحقق التوازن بين نجاحك في الحياة الأسرية والعمل عليك أن تحدد أولوياتك، وأن تتحرك بينها بمرونة وحزم في آن.لا تنسى أن تقسم المهام الكبيرة في العمل لأخرى أصغر وأوضح ومرتبطة بالوقت؛ لأن النفس تميل لما يسهل إنجازه. 

لا تحطم الكرات الزجاجية

يقول روبن شارما على لسان بطل “الراهب الذي باع سيارته الفيراري”: كيف يمكنك الاهتمام لأمر الآخرين إذا لم يكن باستطاعتك حتى أن تهتم لأمرك؟ وكيف لك أن تفعل الخير لو لم تشعر بالرضا عن نفسك؟ لا لا يمكنني أن أحبك، لو لم أستطع أن أحب نفسي.

من الهام ألا تفكر بشكل سلبي أو تقع في دور “الضحية” مهما كانت إخفاقاتك في العمل، فكل صباح جديد يحمل لك فرصة لن تتكرر للانطلاق. 

حين تغمض عينيك فإنك تتجول في حديقة عقلك والتي تحمل بحيرة نرى فيها انعكاسا لما نريد أن نكون عليه في غدنا، وأمامها منارة ترشدنا بضوئها، ولا يمكن لأحد أن يحقق نجاحه بغير التزام بالطريق الصحيح والأهداف في وقتها لا بعد انتهاء صلاحيتها. إنها القوة لتخطي الصعاب مهما كانت. إنها اختيار الأصدقاء الجيدين.. إنها رحلة تحمل القفزات والعثرات. هذه الفكرة متناغمة مع تراثنا الإسلامي فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. إنها نفسك وعائلتك، أو الدوائر التي لا يمكن تعويضها. إنها أيضا نجاحك في تحقيق رسالة ما عظيمة وليس مجرد عمل. إنها كل شيء يجعلك إنسانا فريدا.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=385

موضوعات ذات صلة

جدل في الزمالك حول مستقبل لاعبه الشاب

محمود المهدي

مشروبات تُضعف جهاز المناعة.. ابتعد عنها

المحرر

إعادة برمجة خلايا الجلد: أمل جديد لضحايا الحروق

المحرر

إسرائيل تقتل الصحفيين لتخفي جرائمها

المحرر

الجنون.. بين الحقيقة والخيال

المحرر

فوق رأسي سحابة.. هروب للقاع مع القاتل الأول!

المحرر