شهدت محافظة بورسعيد انطلاق فعاليات الدورة الأولى من مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي، الذي تسعى من خلاله المحافظة إلى تثبيت اسمها على خارطة المهرجانات السينمائية المؤثرة عربيًا ودوليًا. ويستمر المهرجان حتى الثاني والعشرين من سبتمبر، برئاسة الناقد السينمائي أحمد عسر.
واختارت إدارة المهرجان أن تحمل الدورة التأسيسية اسم النجم الراحل محمود ياسين، تكريمًا لمسيرته الفنية الحافلة وإسهاماته في إثراء السينما . وقال رئيس المهرجان في كلمته الافتتاحية إن فكرة المهرجان لاقت دعمًا واسعًا منذ اللحظة الأولى، فيما أكد اللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بورسعيد، أن المهرجان يمثل خطوة مهمة في تنشيط الحركة الثقافية والفنية بالمحافظة، مشددًا على أن الثقافة والفن هما جناحا التنمية إلى جانب الصناعة والتجارة والسياحة.
شهد حفل الافتتاح تكريم اسم الفنان محمود ياسين، وتسلم الدرع التذكاري نجله السيناريست عمرو محمود ياسين. كما تم تكريم خبير المكياج السينمائي العالمي د. محمد عشوب، ومهندس الديكور ومصمم الملابس القدير عباس صابر الذي ارتبط اسمه بتاريخ المخرج الكبير يوسف شاهين.
ولم يقتصر المهرجان على السينما المصرية فقط، بل احتفى بالسينما التونسية من خلال تكريم المخرج مختار العجيمي والفنانة التونسية درة زروق، التي عرض فيلمها الوثائقي الطويل “وين صرنا؟” ضمن فعاليات المهرجان. وقد أهدت درة تكريمها إلى الشعب الفلسطيني وسط حضور رسمي وثقافي لافت. كما أكد السفير التونسي في القاهرة محمد بن يوسف أن هذا التكريم يعكس عمق العلاقات الثقافية بين مصر وتونس.
ضمن مسابقات المهرجان، يشارك الفيلمان التونسيان “خنقة العطش” للمخرجة هزار العباسي في مسابقة أفلام الطلبة، وفيلم “الاختفاء” للمخرج الجزائري كريم موساوي (إنتاج تونسي) في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
كما تشارك الممثلة التونسية سناء يوسف ضمن لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة إلى جانب الأردني بهاء الحسين والمصريين تامر كروان وعماد البهات ورامي عبدالرزاق.
ويضم المهرجان منافسة قوية بين 9 أفلام طويلة، و44 فيلما قصيرًا، و23 فيلما وثائقيًا، إضافة إلى عرض فيلمين في قسم البانوراما التونسية، ما يعكس انفتاح المهرجان على تجارب متنوعة من العالم العربي والغربي.
من خلال هذه الدورة التأسيسية، تؤكد بورسعيد أنها ليست فقط مدينة ذات موقع استراتيجي وتاريخ وطني عريق، بل أيضًا منارة للإبداع الثقافي والفني، وأن مهرجانها السينمائي الدولي سيكون محطة مهمة لاكتشاف المواهب وصناعة حوار حضاري بين الثقافات.