تشهد أغلب محافظات مصر في فصل الصيف طقسًا حارًا، حيث الشعور المتزايد بدرجات الحرارة المرتفعة، بجانب ارنفاع نسب الرطوبة، مما أثار العديد من التساؤلات حول أسباب ذلك، وهل للأحوال الجوية التي نشهدها حاليًا علاقة بالتغيرات المناخية التي قد أدخلت منطقتنا الجغرافية إلى دائرة الطقس الحار.. (صوت البلد) التقت خبير الأرصاد الجوية، وحيد سعودي، ليُحدثنا عن أسباب ارتفاع درجات حرارة الغلاف الجوي، وتأثير ذلك على قيم درجات الحرارة بمحافظات مصر.
وقال خبير الأرصاد الجوية: تواجه مصر في السنوات الأخيرة ظاهرة تغير المناخ التي أثرت بشكل كبير على أنماط الطقس، مما أدى إلى دخول البلاد في دائرة الطقس شديد الحرارة؛ فهذه التغيرات المناخية قد أدت إلى زيادة ملحوظة في درجات الحرارة، مما أصبح يشكل تحديًا للعديد من المواطنين، حيث إن الحرارة المفرطة تُسبب خطر الإصابة بضربات الشمس ومشكلات صحية أخرى، خاصةً بين الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن.
أمر طبيعي
وأضاف “سعودي”: أن هناك تغيير بسيط في درجات الحرارة قد طرأ على الكرة الأرضية منذ ما يقرب من 100 سنة، إذ ارتفعت درجة حرارة الغلاف الجوي عن معدلها الطبيعي بما يقرب من 0.6 درجة مئوية، موضحًا أنه من واقع الأبحاث والاحصائيات العالمية؛ فإن الموجة الحارة التي نمر بها حاليًا، قد مرت على منطقتنا الجغرافية عدة مرات سابقة، إذ إن السبب الرئيسي لحدوثها هي التوزيعات الضغطية سواء على سطح الأرض، أو في طبقات الجو العليا، ومصادر الكتل الهوائية المصاحبة لهذه التوزيعات.
وتابع خبير الأرصاد الجوية: لدينا في فصل الصيف توزيعات ضغطية شبه ثابتة، بسبب اعتياد هبوب منخفض الهند الموسمي؛ ذلك المنخفض الذي يجلب معه كتل هوائية قادمة من الهند مرورًا بشبه الجزيرة العربية، ونظرًا لمروره فوق المسطحات المائية بالبحرين الأحمر والمتوسط؛ فيتشبع بنسبة عالية من بخار الماء، ما يؤدي لارتفاع نسبة الرطوبة، والتي بدورها تزيد من الشعور بارتفاع درجات الحرارة.
التكيف المناخي
وأردف: يُمثل دخول مصر في دائرة الطقس الحار تحديًا يتطلب استجابة شاملة من الدولة والمجتمع المدني، من خلال تطوير استراتيجيات فعالة للتكيف المناخي، إذ إن العمل الجماعي والوعي البيئي يلعبان دورًا حاسمًا في التغلب على تلك التحديات، مؤكدًا ضرورة تبني إجراءات استراتيچية للتكيف مع التغيرات المناخية.