أدي تتويج مصر بثلاث ميداليات ملونة ما بين ذهبية، وفضية، وبرونزية في دورة الألعاب الأوليمبية، باريس – 2024 إلى حجم الفشل الذريع الذي يلاحق الرياضة المصرية في مختلف الألعاب .
بعثة تاريخية
مصر شاركت في الحدث الكبير بـ 164 رياضي ورياضية، تعد هي الأكبر في تاريخ مشاركات مصر في الأولمبياد، منذ أولمبياد عام 1928 من القرن الماضي، وعلى الرغم من ذلك جاءت النتائج هزيلة والميداليات “شحيحة” لا تتناسب مع حجم الانفاق الذي انفق على البعثة، بعدما تم ارساله للاتحادات من وزارة الشباب والرياضة عن طريق اللجنة الأوليمبية المصرية قبل ثلاث سنوات من أجل الاعداد لهذه الدورة الكبرى .
مصر شاركت في مسابقات، كرة القدم، كرة اليد، الكرة الطائرة، الكرة الشاطئية “رجال-سيدات”، رفع الأثقال، الخماسي الحديث، التايكوندو، الفروسية، الجودو، ألعاب الماء” السباحة- الغطس- السباحة التوقيعية”، ألعاب القوى، الشراع، التجديف، الملاكمة، المصارعة، التنس، تنس الطاولة، السلاح، الجمباز، الرماية “القوس والسهم”، الدراجات، الفروسية، الكانوي والكياك .
مصر نجحت في التتويج بميدالية ذهبية في الخماسي الحديث، للعالمي أحمد الجندي، صاحب فضية أولمبياد طوكيو 2020، وميدالية أخرى في رفع الأثقال في وزن 81 كجم عن طريق الرباعة سارة سمير صاحبة برونزية أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 2016، وأخيرا الميدالية البرونزية الثالثة والأخيرة والتي جاءت عن طريق محمد السيد وحققها في سلاح سيف المبارزة.
تفوق العرب
وفي المقابل وضح تفوق العرب في الأولمبياد، بعدما حلت مملكة البحرين في المرتبة الأولى عربيا برصيد أربع ميداليات، 2 ذهب، وواحدة فضية والأخرى برونزية، ثم الجزائر والتي حلت وصيفا بحصدها ثلاث ميداليات، منهم ميداليتين ذهبيتين، وأخرى برونزية، ثم جاءت مصر في الترتيب الثالث بواحدة ذهبية ومثلها فضية وأخرى برونزية، وحلت تونس في المركز الرابع بعد أن تساوت مع مصر في نفس الترتيب، الثالث بنفس عدد الميداليات، ما بين الذهب والفضة والبرونز، بواقع ميدالية واحدة من كل نوع، ثم حلت المملكة المغربية في الترتيب الخامس بميداليتين، إحداهما ذهبية، والأخرى برونزية، أما المملكة الأردنية الهاشمية فقد جاءت في المرتبة السادسة بعد حصولها على ميدالية فضية، بينما حلت قطر في الترتيب الأخير بين الدول العربية ببرونزية وحيدة .
النتائج المصرية الهزيلة تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول حجم الانفاق المالي على البعثة من اجل الإعداد لهذا الحدث المهم والذي استمر ثلاث سنوات كاملة منذ عام 2022، ثم 2023، وأخيرا 2024 وحتى قبل وقت قصير من انطلاق الأولمبياد والذي فاق المليار جنيه تقريبا .
فتح تحقيق
سارع د. أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة وأعلن عن فتح تحقيق في نتائج البعثة المصرية في الأولمبياد لمعرفة أسباب تراجع النتائج هذه المرة، وخاصة أن أولمبياد طوكيو 2020 كانت قد شهدت تتويج مصر بـ 6 ميداليات ملونة، بينما الأولمبياد الأخيرة في باريس 2024 شهدت تتويج مصر بنصف العدد، وهو أمر يؤكد على طريقة الاعداد الفاشلة والتي ترتب عليها سوء النتائج، مع ضرورة محاسبة كل من حصل على المبالغ المالية المخصصة للإعداد وفشل في كافة المهام التي كلف بها .
وفي نفس السياق يجب أن يبادر وزير الشباب والرياضة نفسه بتقديم استقالته، على اعتبار أن ما حدث يعد هو المسئول الأول عنه، ومن بعده رئيس اللجنة الأوليمبية ياسر ادريس ثم رؤساء الاتحادات الـ 22 الذين شارك لاعبيهم في المسابقات المختلفة بأولمبياد باريس ولم يحققوا المطلوب منهم رغم عدم تقصير الدولة معهم، بل أن نتائج الثلاثي، أحمد الجندي، وسارة سمير، ومحمد السيد كشفت وأحرجت وزير الرياضة نفسه أمام الرأي العام في ظل الاخفاق العام في 19 لعبة أخرى وبينت أن هناك شيء ما خاطئ أدي إلى ما آلت إليه النتائج في نهاية الأمر بباريس يستدعي معرفة أسبابه على وجه السرعة ومعالجته، ومن ثم الاستعداد جيدا لأولمبياد لوس انجلوس 2028 .