شؤون سياسية

تصعيد ملف الرهائن: ورقة ضغط أم مسار لحل الأزمة

في تصعيد لافت على صعيد الأزمة القائمة في غزة، نشرت حركة المقاومة الإسلامية حماس مقطع فيديو لرهينة يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، عيدان ألكسندر، يناشد فيه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب التدخل لإطلاق سراحه. يظهر عيدان، البالغ من العمر 20 عامًا، في مكان مظلم، شاحب الوجه، موجها رسائل إلى عائلته ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. هذا الفيديو، الذي استمر ثلاث دقائق ونصف، أثار ردود فعل واسعة، وسط تباين في التفسيرات حول أهدافه وتداعياته.

ورقة الضغط النفسي والسياسي

المستشار يونس السبكي، الخبير الأمني والاستراتيجي، يرى أن الفيديو يمثل “حربا نفسية معقدة” تهدف حماس من خلالها إلى توجيه رسالة مزدوجة إلى إسرائيل والولايات المتحدة. ويضيف السبكي: “هذا النوع من الرسائل يهدف إلى إظهار قدرة حماس على التحكم بمصير الرهائن، واستغلال ذلك كورقة ضغط سياسية لإجبار إسرائيل وواشنطن على تقديم تنازلات، سواء في ملف الأسرى أو وقف إطلاق النار.

من جانبه، علق الدكتور أحمد رفيق عوض، مدير مركز القدس للدراسات، بأن الفيديو يعكس توجه حماس نحو استثمار كل الأدوات المتاحة لإبراز قوتها التفاوضية. “هذه خطوة استراتيجية قد تعيد تشكيل طبيعة التفاوض بين الأطراف، خاصة إذا تزايد الضغط الشعبي داخل الولايات المتحدة وإسرائيل للإفراج عن الرهائن.

رد فعل إسرائيل وعائلات الرهائن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف الفيديو بأنه “أداة حرب نفسية قاسية”، مؤكدًا لعائلة عيدان أن إسرائيل تعمل بلا توقف لإعادة الرهائن. في الوقت ذاته، تجنب الجيش الإسرائيلي التعليق على الفيديو بشكل مباشر، لكنه واصل عملياته العسكرية في القطاع، مُعلنًا مقتل أحد المسلحين المشاركين في هجوم السابع من أكتوبر

عائلات الرهائن بدورها، سارعت إلى مطالبة الإدارة الأمريكية بتكثيف جهودها للإفراج عن أبنائها. منتدى عائلات الرهائن دعا إدارات بايدن ترامب المقبلة إلى تكثيف الضغط على حماس من أجل التوصل إلى اتفاق، خاصة مع اقتراب موعد تسلم ترامب للسلطة في يناير المقبل.

تحركات دبلوماسية في القاهرة

 على صعيد مواز، يتوقع وصول وفد من حركة حماس إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مقابل أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل. هذه التحركات تأتي في ظل حديث عن تراجع قدرات حماس العسكرية خسائرها البشرية، مما قد يدفعها للقبول بحلول دبلوماسية.

المحلل السياسي طارق الهواري يؤكد أن مصر تلعب دورا حاسما في التوسط بين الأطراف. “القاهرة تدرك أن أي تصعيد إضافي سيعقد الوضع الإقليمي، لذا تعمل على إحداث توازن يضمن التهدئة دون المساس بمصالح الأطراف المختلفة

وتتواصل الهجمات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف مواقع ومركبات، بما فيها حادثة استهداف مركبة تعود لمؤسسة “ورلد سنترال كيتشن” الخيرية الأمريكية. الجيش الإسرائيلي أشار إلى أن المركبة كانت تضم مسلحا، بينما نفت المؤسسة أي صلة للعاملين بها بالهجوم على إسرائيل. الهجمات الأخيرة أسفرت عن مقتل 9 أشخاص، بينهم موظفون بالمؤسسة مدنيون فلسطينيون، ما يسلط الضوء على الكلفة الإنسانية المرتفعة للصراع

 يبقى التساؤل: هل ستنجح الأطراف في تجاوز التصعيد إلى مسار سياسي يضمن الإفراج عن الرهائن ووقف النزيف البشري؟ المستشار يونس السبكي يختتم قائلاً: الأزمة تتطلب تحركات دبلوماسية جريئة، لأن الاستمرار في التصعيد العسكري لن يؤدي إلا إلى مزيد من التعقيد

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=5611

موضوعات ذات صلة

البرلمان يوافق على قانون الإجراءات الجنائية

المحرر

السودان يحترق والحكومة تغلق باب السلام

المحرر

دعوات صهيونية لذبح قرابين بالمسجد الأقصى تثير غضب البرلمان

المحرر

لا إعمار ولا استثمار قبل نزع سلاح حزب الله

المحرر

مد العمل بقانون المنارعات الضريبية

المحرر

إيران : مصداقية الاندماج و التعايش السلمي بين الواقع والخيال

المحرر