شؤون سياسية

غموض مجهول حول مصير حيدر بعد الضربة الأخيرة

 وسط تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل، يبدو أن لبنان دخل مرحلة جديدة من الصراع العسكري والسياسي المعقد. الغارة الإسرائيلية التي استهدفت حي البسطة في بيروت، والتي يعتقد أنها كانت تهدف إلى تصفية محمد حيدر، المستشار العسكري السابق لحسن نصر الله، فتحت الباب لأسئلة كبيرة حول مسار الحرب وأهداف الأطراف المتنازعة. فبينما تؤكد إسرائيل قدرتها الاستخباراتية على تنفيذ ضربات دقيقة، يظل مصير حيدر مجهولاً، مما يضيف غموضا إلى المشهد.

محمد حيدر، المعروف باسم “أبو علي”، ليس مجرد قائد عسكري في حزب الله. إنه شخصية محورية قادت عمليات ميدانية كبرى، وشغلت مناصب حساسة داخل الحزب. وفقًا للمستشار يونس السبكي، الخبير الأمني والاستراتيجي، فإن الغارة على حيدر ليست مجرد استهداف فردي، بل محاولة لضرب قيادة الحزب وإضعاف قدرته على التنسيق. السبكي يشير إلى أن شخصية مثل حيدر كانت دائمًا تحت المجهر الإسرائيلي، ولكن استهدافه في قلب بيروت يعكس تصعيدا خطيرا في استراتيجية إسرائيل العسكرية.

الغارة وآثارها الاستراتيجية

الغارة التي دمرت مبنى فخمًا في شارع المأمون، أثارت تساؤلات حول كيفية معرفة إسرائيل بوجود حيدر في هذا الموقع. الدكتور أحمد رفيق عوض، مدير مركز القدس للدراسات، يرى أن مثل هذه الضربات تؤكد على تطور القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية، لكنه يشير أيضًا إلى أن نجاح أو فشل هذه العملية يعتمد على مصير حيدر، الذي لا يزال مجهولا

عوض يضيف أن حزب الله يعتمد على شبكة معقدة من القيادات الميدانية، وأن غياب حيدر، إذا تأكد مقتله، قد يكون له أثر تكتيكي محدود، لكنه لن يضعف الحزب استراتيجيا. “حزب الله لا يعتمد على فرد واحد، بل على مؤسسة كاملة قادرة على التكيف مع الضربات المفاجئة”، يقول عوض.

الغارة جاءت في سياق تصعيد عسكري متبادل بين إسرائيل وحزب الله، حيث أطلق الحزب عشرات الصواريخ على مناطق في وسط إسرائيل ردا على القصف الإسرائيلي. التصعيد العسكري يزيد من معاناة المدنيين في كل من لبنان وإسرائيل. في بيروت، يعيش السكان في حالة من الخوف المستمر، خاصة بعد استهداف مناطق مأهولة مثل حي البسطة. أما في إسرائيل، فقد أظهرت الصور أضراراً في مناطق سكنية، مما يعكس أن هذا الصراع أصبح أكثر شراسة.

دور المجتمع في هذا السياق، دعا جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إلى وقف فوري لإطلاق النار. تصريحاته من بيروت جاءت في ظل تحذيرات من انهيار لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية المستمرة. بوريل شدد على أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم دعم مالي للجيش اللبناني، لكنه أكد أن الحل يكمن في الضغط على جميع الأطراف للقبول بمبادرات وقف إطلاق النار.

ومع ذلك، يرى السبكي أن دعوات المجتمع الدولي وحدها قد لا تكون كافية. “إسرائيل تستغل الدعم الغربي لتوسيع عملياتها، بينما يحاول حزب الله تعزيز موقفه داخليا وخارجيا، يقول السبكي. ويضيف أن التصعيد الحالي قد يكون مقدمة لتغيير قواعد الاشتباك في المنطقة

يبقى الغموض حول مصير محمد حيدر، ولكن الواضح أن المواجهة بين حزب الله وإسرائيل دخلت مرحلة أكثر تعقيدا. وفقًا لعوض، فإن هذه الضربة تمثل محاولة إسرائيلية لتفكيك منظومة القيادة في حزب الله، لكنها قد تدفع الحزب إلى تصعيد إضافي. “التصعيد المتبادل يعيد لبنان إلى واجهة الصراع الإقليمي، وهو ما قد يكون مكلفا لجميع الأطراف”، يقول عوض.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=5626

موضوعات ذات صلة

اعلان عباس بحق إسرائيل سيؤدى للمزيد من الاستيطان

المحرر

إيران تناور والوقت يوشك أن ينفد

المحرر

هل تواجه سوريا خطر الفخ الليبي ؟

المحرر

هل تنجح واشنطن في كثر جمود الحرب السودان

المحرر

ليبيا : ميليشيات طرابلس بين الفوضى والسيطرة

المحرر

لماذا تحرق قوات الدعم السريع جثث الموتى؟

محمود كرم