سليدر

قصة لقاح أسترازينيكا.. حقيقة الأثار الجانبية وتقديم تعويضات

اعترفت شركة الأدوية البريطانية العملاقة أسترازينيكا بأن لقاحها المضاد لكورونا يمكن أن يسبب آثاراً جانبية نادرة، حسبما ذكرت صحيفة التلجراف البريطانية، حيث قالت الشركة المصنعة للقاح في وثائق المحكمة إن لقاح Covishield يمكن أن يسبب، في حالات نادرة، حالة تؤدي إلى جلطات الدم وانخفاض عدد الصفائح الدموية.

وتواجه شركة أسترازينيكا دعوى قضائية جماعية في المملكة المتحدة، بسبب مزاعم بأن لقاحها تسبب في وفيات وإصابات خطيرة في عدة حالات. يسعى الضحايا في ما يصل إلى 51 قضية في المحكمة العليا في المملكة المتحدة للحصول على تعويضات تصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني.ولم تتدخل حكومة المملكة المتحدة، التي قامت بتأمين أسترازينيكا من الإجراءات القانونية، في الأمر بعد.

تفاصيل العقار

تم إنتاج عقار كوفيشيلد، الذي طورته شركة أسترازينيكا وجامعة أكسفورد أثناء الوباء، من قبل معهد الأمصال الهندي ويتم إدارته على نطاق واسع في الهند.

وحدد العلماء لأول مرة وجود صلة بين اللقاح ومرض جديد يسمى نقص الصفيحات المناعية والتخثر الناجم عن اللقاح (VITT) في وقت مبكر من مارس 2021، بعد وقت قصير من بدء طرح لقاح كوفيد-19.

وفضلاً عن ذلك، لم يلعب اللقاح أيضاً دوراً مهماً في حملة الجرعات المعززة، إذ ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في عام 2021، أنه تم استخدام 48000 جرعة فقط من بين أكثر من 37 مليون جرعة معززة تم تقديمها في المملكة المتحدة حينها.

شكاوى

وكان جيمي سكوت، المشتكي الأول في القضية، قد زعم أنه تلقى اللقاح في أبريل 2021 مما سبب له إصابة دائمة في الدماغ بعد جلطة دموية. وقد منعه ذلك من العمل، حتى أن المستشفى أخبر زوجته 3 مرات أنه سيموت، على حد زعمه.

تطعن شركة AstraZeneca في هذه الادعاءات، لكنها قبلت، في وثيقة قانونية قدمتها إلى المحكمة العليا في فبراير، أن لقاحها المضاد لفيروس كورونا “يمكن، في حالات نادرة جدًا، أن يسبب TTS”.

وتعد TTS، الذي يرمز إلى تجلط الدم مع متلازمة نقص الصفيحات، يتسبب في إصابة الأشخاص بجلطات دموية وانخفاض عدد الصفائح الدموية.

ورفعت 51 دعوى أمام المحكمة العليا، من عائلات تطالب فيها بتعويضات تقدر قيمتها بما يصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني.

وفي رسالة رد أُرسلت في مايو 2023، قالت شركة AstraZeneca لمحامي سكوت: “نحن لا نقبل أن يكون سبب TTS هو اللقاح”، فيما يجادل المحامون بأن لقاح أسترازينيكا أكسفورد “معيب” وأن فاعليته “مبالغ فيها إلى حد كبير” وهو ما تنفيه أسترازينيكا بشدة.

وقد كشفت دراسة أن اللقاح يرتبط بعدد من حالات الجلطات النادرة في التجارب ما قبل السريرية، وأدت المخاوف من وجود صلة بجلطات الدم إلى توقف دول مثل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا وجمهورية أيرلندا والدنمارك والنرويج وبلغاريا وأيسلندا وتايلاند عن استخدام اللقاح في عمليات التطعيم، كما أرجأت هيئة الغذاء والدواء الأميركية اعتماد الموافقة الطارئة للقاح عدة مرات.

اعترافات الشركة

فيما نفت شركة AstraZeneca هذه الادعاءات، لكنها اعترفت في مذكرة قانونية قدمتها للمحكمة العليا في فبراير الماضي، بأن لقاحها المضاد لكورونا يمكن أن يسبب تجلط الدم مع متلازمة نقص الصفيحات في حالات نادرة جدًا

وقالت الشركة في بيان: “نتعاطف مع أي شخص فقد عزيز لديه أو أبلغ عن مشاكل صحية، لكننا نؤكد أنه من خلال مجموعة الأدلة في التجارب السريرية، ثبت أن لقاح أسترازينيكا آمن، وصرح المنظمون في كل أنحاء العالم أن فوائد التطعيم تفوق آثاره الجانبية المحتملة وهي نادرة للغاية”.

وذكرت منظمة الصحة العالمية إن لقاح أسترازينيكا «آمن وفعال لكل الفئات العمرية من 18 عامًا فما فوق»، والتأثير السلبي كان «نادرًا جدًا»، فيما أكد المحامون الذين يمثلون عائلات الضحايا، أن اللقاح لم يكن آمنًا وأنهم يقاضون الشركة، بموجب قانون حماية المستهلك لعام 1987.

خطورة اللقاح

تظهر احصائيات وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية MHRA، أنه يشتبه في وفاة 81 حالة في بريطانيا بسبب التأثير السلبي الذي أدى إلى حدوث تجلط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في الصفائح الدموية، وتدير الحكومة البريطانية خطة التعويضات لكن الضحايا يدعون أن 120 ألف جنيه إسترليني لكل منهم غير مجدية.

وتعتبر شركة أسترازينيكا، ثاني أكبر شركة مدرجة في بريطانيا، إذ تبلغ قيمتها السوقية أكثر من 170 مليار جنيه إسترليني، وتبلغ أرباح رئيسها التنفيذي ما يقرب من 19 مليون جنيه إسترليني.

رأى الخبراء

أكد مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية، الدكتور ضرار حسن بلعاوي، في تصريحات صحفية، أن اللقاحات فعالة وآمنة وقد أنقذت حياة المليارات، مشيرا إلى أن هناك عرض جانبي نادر جدا وهو تخثر الدم المصاحب لانخفاض الصفيحات الدموية، وهو عرض تم الحديث عنه سابقا واكتشافه ليس بالجديد.

وأضاف “بلعاوي”، أن هذا العرض أصاب 2 من كل مليون شخص أخذ اللقاح، ولكم أن تتخيلوا لو لم يأخذ مليون شخص اللقاح كم شخص كان سيموت منهم، تقريبا كان سيموت من 20 إلى 30 ألف شخص، مؤكدا أن “أسترازينيكا” لم تقل أن لقاحها يسبب هذا العرض الجانبي بل قالت يمكن أن يسببه، وهناك فرق بين التعبيرين، لافتا إلى أن كل اللقاحات يمكن أن تسبب أعراض جانبية.

كما أكد اختصاصي علم الوبائيات الدكتور عبد الكريم قسي، أن التجارب السريرية لـ”أسترازينيكا” لم تتجاوز معايير السلامة، لافتا أن نسبة الوفيات بسبب كورونا كانت هائلة، وبالتالي الفائدة من اللقاح كانت أكثر بكثير من الضرر، وأنه لا داعي للقلق، وهذا العرض يظهر، إن ظهر، بعد أسبوعين من أخذ اللقاح وليس بعد سنوات.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=5738

موضوعات ذات صلة

مدير معهد البساتين: زراعة النباتات الطبية والعطرية تواجه التغيرات المناخية

المحرر

رقمنة الخدمات والهوية الرقمية.. اتجاه الدولة للتحول الرقمي

مروة رزق

د. محمد عيسوي: هكذا أصبحت العربية لغة خالدة

المحرر

لو خلص الفول أنا مش مسؤول.. نداء صحي لأهمية البقوليات

المحرر

مفكرون: لهذه الأسباب وُلد مشروع تكوين ميتًا

المحرر

هل يكون “الذكاء الفائق” آخر ما يخترعه البشر؟

المحرر