فنون

سامح الصريطي: الفن موقف.. والسياسة تكليف لا تشريف

منذ بداياته في عالم الفن، تميز الفنان سامح الصريطي بتقديم أدوار تحمل عمقًا إنسانيًا ورسائل اجتماعية، وهو ما جعله واحدًا من أبرز وجوه الدراما المصرية. وفي هذا الحوار، يتحدث إلينا عن آخر أعماله الفنية، مسلسل “الحلانجي”، ويكشف عن دوافع انخراطه في الحياة السياسية، ورؤيته لمستقبل الفن في مصر.

– نبدأ من الحدث الأحدث، مسلسل “الحلانجي”. ما الذي جذبك لهذا العمل بالتحديد؟

 مسلسل “الحلانجي” أعادني إلى ما أحب دائمًا في الفن: القصة الإنسانية البسيطة، القريبة من الناس. أنا أجسد في العمل شخصية “سيد الحلانجي”، رجل شعبي بسيط يعيش في أحد الأحياء القديمة، يعمل بيده، يحب الناس ويحب عمله، ولكنه يواجه صراعات عديدة ناتجة عن تغير الزمن والقيم. الشخصية فيها مزيج من الحنان والحكمة والقوة، وهي نموذج للطيبة المصرية الأصيلة.

– وهل ترى أن المسلسل يحمل رسالة اجتماعية أو سياسية معينة؟

 بالتأكيد. “الحلانجي” ليس فقط عمل درامي، بل هو مرآة للمجتمع. العمل يطرح قضايا مثل صراع الأجيال، فقدان القيم، ضغوط الحياة، وحتى علاقة الناس بالسلطة والعدالة. نحن نعيش في وقت تتغير فيه الأخلاق أسرع مما تتغير فيه التكنولوجيا، والفن يجب أن يتدخل ليذكرنا من نحن.

من الفن إلى السياسة.. لماذا؟

– انتقالك للحياة السياسية أثار اهتمام الكثيرين. لماذا قررت أن تتخذ هذا المسار؟

 لم يكن الأمر قرارًا لحظيًا، بل نتيجة شعور طويل بالمسؤولية. نحن كفنانين نعيش بين الناس، نسمع مشاكلهم ونشعر بمعاناتهم. وجدت أن تأثيري كفنان وحده لا يكفي، فقررت أن أكون داخل المنظومة، أساهم في إصلاحها من الداخل، لا أكتفي بالنقد فقط. العمل السياسي بالنسبة لي ليس منصبًا أو سلطة، بل واجب وطني.

– هل ترى أن الفنان يجب أن يكون له دور في السياسة؟

 نعم، بشرط أن يكون هذا الدور نابعًا من وعي وثقافة حقيقية. السياسة لا تعني الأحزاب فقط، بل تعني الانحياز لقضايا الناس، للعدالة، للكرامة. والفنان الحقيقي لا يمكن أن يقف محايدًا في قضايا وطنه. نحن نملك منبرًا وصوتًا، ومن الخطأ أن نستخدمه فقط في الترفيه.

الفن في زمن الأزمات

– كيف ترى حال الفن اليوم في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية الراهنة؟

 الفن في مصر يمر بتحديات كبيرة، بعضها مادي وبعضها ثقافي. للأسف هناك انحدار في الذوق العام بسبب غياب الدور الحقيقي للرقابة الثقافية والإعلام التربوي. لكنني متفائل لأن لدينا طاقات شابة موهوبة، تحتاج فقط إلى فرص ودعم. علينا أن نعود للإنتاج الهادف، الذي يترك بصمة، لا مجرد تريند على السوشيال ميديا.

– وما رأيك في دور الدراما في تشكيل وعي المجتمع؟

الدراما أقوى من كثير من الخطب السياسية. مشهد صادق يمكن أن يغير قناعات، ويزرع قيمة في جيل كامل. لذلك أنا حريص دائمًا على اختيار أدواري بعناية، وأرفض الأعمال التي تروج للعنف أو الابتذال أو الاستسهال.

– ما الذي تود أن تقوله لجمهورك الذي يتابعك منذ سنوات؟

 أقول لهم: شكراً لثقتكم، فهي وقودي للاستمرار. وأعدكم أن أظل وفيًّا للفن الهادف، الذي يحترم عقولكم وقلوبكم. كما أدعوكم جميعًا إلى عدم الانسحاب من قضايا وطنكم، فالتغيير لا يأتي من الصمت. شاركوا، اسألوا، فكروا، واحلموا.. لأن الوطن لا يبنى إلا بنا جميعًا.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=613

موضوعات ذات صلة

محطات في حياة محمود عبد العزيز

المحرر

مهرجان القاهرة السينمائي يضيف عرض “أبو زعبل “

المحرر

أخرهن منى جبر.. فنانات اعتزلن في قمة الشهرة

المحرر

الرقابة تمنع عرض فيلم بمهرجان الجونة.. لهذا السبب

المحرر

شباب امرأة.. بين عبق الكلاسيكية ورهان التحديث

المحرر

أبو زعبل 89 يجدد الماضي بين علاقة ابن بوالده

المحرر