شهد فيلم “عادل مش عادل” للمخرج أحمد يسرى العديد من الانتقادات التي طالت الأداء الفني والموسيقي بالإضافة إلى الحبكة الدرامية والكوميدية حول المحامي الشاب “عادل الأمين”، الذي يعيش حالة من التخبط بسبب سوء حظه وتورطه في شهادة الزور، فيجد “عادل” نفسه في مواجهة أحداث غامضة ومفاجآت غير متوقعة تدفعه لمحاولة فهم ما يحدث في حياته، وبدا في النهاية دون المستوى المتوقع منه.
منذ البداية، يلاحظ المتابع أن الفيلم يعاني من إخراج ضعيف لا يتناغم مع حجم القضايا التي يحاول طرحها. أحمد يسرى، الذي يعتبر من المخرجين الذين لهم بصمة واضحة في بعض الأعمال السابقة، فشل في هذه التجربة في تقديم رؤية سينمائية متكاملة. أسلوبه في الإخراج بدا باهتًا وخاليًا من التشويق، مما جعل المشاهد يشعر بالرتابة والملل أثناء متابعة الفيلم. الانتقال بين المشاهد كان غير سلس، وبعض اللحظات التي كانت من المفترض أن تكون مؤثرة، فقدت تأثيرها بسبب الإيقاع البطيء والتوجيه الضعيف للممثلين.
أما عن أداء الممثلين، فقد كان تفاعلاً أقل من المتوقع. على الرغم من تواجد بعض الأسماء الكبيرة في عالم السينما، إلا أن الأداء بدا أقل من العادي. التمثيل افتقر إلى العمق العاطفي، خصوصًا في المشاهد التي كان من المفترض أن تكون مليئة بالحركة والانفعالات. كانت الشخصيات شبه سطحية، ولم يتمكن المخرج من توجيه الممثلين بالشكل الصحيح لتحويل النص إلى تجسيد حقيقي للمشاعر والأفكار.
بالإضافة إلى ذلك، نجد أن السيناريو لم يكن قويًا بما يكفي لتقديم رسالته بوضوح، وكان يحتوي على بعض التكرار الذي جعله يفتقد إلى القدرة على التأثير. المواقف الدرامية كانت ضعيفة من حيث البناء، خاصة في الجزء الثاني من الفيلم، الذي يبدو أنه افتقر إلى التوازن بين الحبكة والتطور الطبيعي للأحداث.
يذكر أن الفيلم من سيناريو حسام كمال وأدهم سعيد، و بطولة كل من أحمد الفيشاوي وشيري عادل ومحمود البزاوي ودينا ومحمد رضوان.
بينما هناك عناصر قليلة يمكن الإشادة بها في الفيلم هو الأداء المميز لمحمود البزاوي في دور “أدهم”، فقد استطاع أن يبرز حضوراً قوياً وشخصية متماسكة، على الرغم من الثغرات الواضحة في النص وضعف الحبكة قدم أداءً معقولا، أضاف نوعاً من الجدية والواقعية إلى المشاهد التي شارك فيها وسط الأداء المتفاوت لبقية فريق العمل، بينما يعد أحمد الفيشاوي من أبرز ممثلي جيله من حيث الموهبة، لكن تكرار إخفاقاته في الأعمال السينمائية يثير تساؤلات كبيرة.
كما قدم الفيشاوي أداء لا يرقى إلى مستوى التوقعات، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى ضعف النص وعدم انسجام شخصيته مع تطورات القصة، فبدا أداءه غير مستقر وكأنه يعتمد على محاولات فردية لإنقاذ الشخصية دون أن يجد دعماً كافياً من السيناريو، فالخيارات غير المدروسة التي يعتمدها الفيشاوي في اختيار أدواره أصبحت سمة متكررة في مسيرته، رغم قدرته على تقديم أدوار لافتة في أعمال جماعية مثل فيلم “أولاد رزق ” .
وقدمت شيرين عادل أداءً مقبولا في شخصية “غادة”، حيث استطاعت تجسيد دورها دون مبالغة، بينما الحقيقة أن النص لم يتمكن من إعطائها مساحة أكبر لتطوير شخصيتها لكنها ظهرت بمستوى أدائها المعتاد، في حين جاء ظهور دينا ومحمد رضوان باهتاً وضعيفاً ولم يتمكنا من ترك أي أثر يُذكر لدى المشاهد، ويرجع ذلك إلى ضعف كتابة أدوارهما، حيث بدت شخصياتهما كإضافات غير ضرورية لا تحمل أي وزن درامي حقيقي، كما أن افتقارهما إلى المشاهد المحبوكة أو الحوارات الجيدة جعل ظهورهما أشبه بمحاولة غير موفقة لملء الفراغ في بعض تكوين لقطات الفيلم، دون تحقيق أي رابط منطقي لحبكة الاحداث حتى لو كانت كوميدية هزلية.
في النهاية، “عادل مش عادل” هو فيلم يعكس قدرة المخرج أحمد يسرى على العمل مع الممثلين والموضوعات الاجتماعية بشكل محدود، ولكنه يثبت أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل على تطوير الرؤية الإخراجية والتنسيق بين جميع العناصر الفنية لجعل العمل أكثر تأثيرًا وجاذبية.
