في خطوة عملية لربط التعليم الفني بسوق العمل، شهدت محافظة الإسكندرية، فعاليات الملتقى التوظيفي الموسع لخريجي المدارس الفنية بمدرسة برج العرب الصناعية العسكرية غربي المحافظة، حيث يأتي هذا الملتقى كجزء أصيل من المبادرة الوطنية “انزل اشتغل”، تنفيذاً لتوجهات القيادة السياسية بتمكين الشباب وتوفير حياة كريمة لهم عبر وظائف مستدامة.
شراكة استراتيجية
يُعد الملتقى ثمرة تعاون مكثف بين مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية ممثلة في الإدارة العامة للتعليم الفني ووحدة تيسير الانتقال إلى سوق العمل، وبين القطاع الخاص، إذ يهدف هذا التحالف إلى تحويل طاقات الشباب إلى قوة إنتاجية فاعلة تواكب التطور الصناعي المتسارع الذي تشهده الدولة في عام 2025.
الملتقى يتيح فرصاً للتعيين المباشر في المصانع العاملة بالمنطقة الحرة بالعامرية والمناطق الصناعية ببرج العرب الجديدة بدعم من الغرفة التجارية بالإسكندرية، مما يعزز الثقة في استمرارية هذه الوظائف وتوفير مظلة حماية اجتماعية وتأمينية للشباب الملتحقين بها.
وتأتي إقامة الملتقى داخل مدرسة فنية عسكرية لتعكس الرؤية الجديدة للتعليم الفني في مصر 2025، بوصفه المورد الرئيسي للعمالة الماهرة المطلوبة في المدن الصناعية الجديدة، وضماناً لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الكوادر الفنية المؤهلة لقيادة قاطرة التنمية.
خارطو الوظائف والأجور
افتتح الملتقى؛ محافظ الإسكندرية، الفريق أحمد خالد حسن سعيد، وخلال تفقده لأجنحة الفعالية، استعرض المحافظ مشاركة كبرى الكيانات الصناعية والخدمية، والتي قدمت حزمة من الفرص الوظيفية جاءت تفاصيلها كالتالي:
نطاق الرواتب قد جاء ليبدأ من 6 آلاف جنيه ويصل إلى 10 آلاف جنيه شهرياً في تخصصات: فنيين، عمال، خريجي كليات ومعاهد، بالإضافة إلى قطاعات الأمن والسائقين وتخصصات إدارية وفنية أخرى.
منصات رقمية
وفي خطوة تواكب التحول الرقمي الذي تشهده البلاد في 2025، أعلن المحافظ إطلاق قاعدة بيانات رقمية ضمن الملتقى، تتيح للشباب الذين لم يحالفهم الحظ في التعيين الفوري تسجيل بياناتهم وتخصصاتهم، حيث إن هذه المنصة ستكون بمثابة حلقة وصل دائمة بين خريجي المدارس الفنية بالإسكندرية والمناطق الصناعية، إذ يمكن للمصانع والشركات الدخول إليها واختيار الكوادر المناسبة وفقاً لاحتياجاتها المستقبلية، مما يضمن استدامة أهداف مبادرة “انزل اشتغل”.
وعلى هامش الملتقى، خصصت مديرية التربية والتعليم ركناً خاصاً للتوعية بريادة الأعمال، بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث تهدف هذه الفقرة من الملتقى إلى تشجيع خريجي التعليم الفني ليس فقط على البحث عن وظيفة، بل على التفكير في تأسيس ورش وصناعات مغذية صغيرة، إذ تم عرض نماذج لتمويل مشروعات متناهية الصغر لخريجي برج العرب، بما يسهم في خلق جيل جديد من صغار المستثمرين الصناعيين الذين يدعمون سلاسل الإمداد المحلية.
رؤية 2025 للتعليم الفني
وأكد المحافظ، أن هذا الملتقى يترجم توجيهات القيادة السياسية بضرورة تأهيل الشباب مهنياً ودمجهم في القطاعات الإنتاجية، حيث تأتي الفعالية كنتاج لتعاون مثمر بين مديرية التربية والتعليم ووحدة تيسير الانتقال إلى سوق العمل، وبالشراكة مع مجتمع الأعمال والصناعة بمدينة برج العرب الجديدة.
تفقّد المحافظ أجنحة 61 شركة ومصنعاً من مختلف القطاعات (الصناعية، الإنتاجية، والخدمية)، حيث تم الكشف عن أرقام ومميزات الفرص المتاحة، وقال المحافظ إن الملتقى يوفر ميزة “التعيين الفوري” بالمصانع الواقعة في المناطق الحرة بالعامرية والمناطق الصناعية ببرج العرب، بدعم من الغرف التجارية والصناعية بالمحافظة. ويهدف هذا التوجه إلى ضمان استدامة التشغيل وتوفير بيئة عمل آمنة تحفظ حقوق الخريجين الجدد.
تجدر الإشارة إلى أن إقامة الملتقى في قلب منطقة برج العرب الصناعية تُعد رسالة قوية حول دور التعليم الفني والتدريب المزدوج كقاطرة للتنمية؛ حيث تسعى الدولة المصرية من خلال هذه المبادرات إلى استيعاب طاقات الشباب وتوجيهها نحو القطاعات التي تساهم في زيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، تماشياً مع رؤية مصر المستقبلية.