البلد خانةسليدر

بوابة التسامح… كنيسة بدشنا تفتح أبوابها للحوار الوطني

في خطوة رمزية تعكس دور الكنيسة في بناء السلام، استضافت الكنيسة الإنجيلية بدشنا أول لقاء مجتمعي موسع بعنوان “التسامح ونبذ العنف”، بتنظيم لجنة الحوار بمجمع الأقاليم العليا. 

جاء ذلك الحدث ليؤكد قيم التعايش المشترك في مصر، بمشاركة قادة دينيين ومسؤولين، في جو من الوحدة يجمع المسيحيين والمسلمين.كان اللقاء لم يكن مجرد كلمات، بل دعوة عملية لاحتواء الاختلاف، وسط تأكيدات بأن التسامح قوة إنسانية تعمق جمال الخليقة وتقوي نسيج المجتمع.

بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية من القس مينا جدعون، راعي الكنيسة الإنجيلية بدشنا، الذي أكد أن مثل هذه الفعاليات تعزز السلام المجتمعي وتفتح أبواب الكنيسة لخدمة الإنسان دون تمييز.

 وفي نفس السياق وصف القس جدعون الكنيسة كمساحة مفتوحة للحوار، مشددًا على دورها في نبذ العنف وتعزيز التعايش. هذا الافتتاح لم يكن رسميًا فحسب، بل كان إعلانًا بأن الكنيسة جزء أصيل من الحياة اليومية، تساهم في بناء مجتمع مترابط يقاوم التوترات بالحب والتفاهم.

 رؤى دينية: التسامح قوة لا ضعف 

ألقى القس رفعت فكري، رئيس مجلس الحوار والعلاقات الدولية والمسكونية بسنودس النيل الإنجيلي، كلمة رئيسية تناولت جوهر التسامح كقيمة إنسانية عميقة، قادرة على احتواء الاختلافات.

و أكد «فكري»، أن التنوع سمة أصيلة في الخليقة، وأن التسامح يُكمل جمالها دون إلغاء الهويات. 

ومن جانبه، تحدث فضيلة الشيخ أحمد حسن الطراوي، وكيل إدارة أوقاف دشنا، عن مكانة التسامح في الأديان السماوية، مستشهدًا بمواقف الخليفة عمر بن الخطاب كرمز للعدل والتسامح. هذه الكلمات المتداخلة بين الديانتين رسمت لوحة حية للوحدة، تُظهر كيف يمكن للتراث الديني أن يكون جسرًا للسلام.

التسامح في الحياة اليومية  

أضافت النائبة الدكتورة نجلاء باخوم، عضو مجلس النواب ومسؤولة جمعية “أنا مصري” بقنا، بُعدًا عمليًا للنقاش، مؤكدة أن التسامح سلوك مكتسب من الخبرات الحياتية والتعاملات اليومية. ركزت على أهمية تطبيقه في المجتمع، كوسيلة لنبذ العنف وتعزيز التعاون. كما ساهم القس مجدي فؤاد، راعي الكنيسة الإنجيلية بنجع حمادي، بتأكيد أن التسامح يمثل السمو والارتقاء، وهو عبادة مقبولة تقدر ظروف الآخر. 

أما القس ولسن نجيب، راعي الكنيسة بدندرة، فقد استند إلى الكتاب المقدس، موضحًا أن التسامح يقوم على المساواة الإنسانية وحق الاختلاف، مستشهدًا بقول السيد المسيح: “كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضًا”. 

مُداخلات وشعر للوحدة  

شهد اللقاء تفاعلًا حيًا من الحضور، الذين عبروا عن تقديرهم لأهمية الحدث في دعم ثقافة الحوار وقبول الآخر، مشاركين تجاربهم الشخصية في بناء التعايش.

ومن جهته أضاف القس بسخرون حلمي، راعي الكنيسة الإنجيلية بقوص، لمسة فنية بقصيدة شعرية تجسد معاني التسامح والوحدة الوطنية في مصر، مما أثار تصفيقًا حارًا، مؤكدًا على دور الفن في تعزيز الرسالة. هذه اللحظات لم تكن إضافية، بل كانت قلب النبض الجماعي، حيث تحولت الكلمات إلى التزام مشترك بمستقبل أكثر أمانًا.

واختتم القس مايكل موسى، رئيس لجنة الحوار بمجمع الأقاليم العليا، اللقاء بشُكر المنصة والحضور، مؤكدًا التزام اللجنة بمواصلة مثل هذه الفعاليات لتعزيز قيم السلام والتعايش في المجتمع المصري. كان الختام ليس نهاية، بل وعدًا بمزيد من اللقاءات التي تحول التسامح من شعار إلى واقع يومي، في بلد يفخر بتنوعه ووحدته. هذا الحدث الأول يُمهد لسلسلة من الخطوات نحو مجتمع ينبذ العنف ويحتضن الجميع.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=9449

موضوعات ذات صلة

مأوى الصيادين” بالقباري: من العشوائية إلى الحياة الكريمة

أيمن مصطفى

النجم السوري ريتشارد يطلق أغنية نيالا احتفالاً بسوريا 

فاطمة الزهراء

مساكن الأمريكان بسيدي بشر: تاريخ مهدد بمشاكل الصرف والقمامة

أيمن مصطفى

رقمنة الخدمات والهوية الرقمية.. اتجاه الدولة للتحول الرقمي

مروة رزق

الزراعة: القطاع يستهلك 80% من الموارد المائية

المحرر

الزمالك يواجه أزمة جديدة بعد تجميد أرض مطروح

محمود المهدي