التصعيد بين إيران وإسرائيل يشكل تطورًا خطيرًا في الشرق الأوسط، نظرًا لطبيعة التوترات المستمرة بين الطرفين وخطورة امتدادهما الإقليمي والدولي، وقد يجر التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل دولًا أخرى إلى النزاع ما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة بأكملها.
أكد المستشار رضا صقر،رئيس حزب الاتحاد أنه في ضوء التصعيد الخطير الذي يشهده المشهد الإقليمي بين إسرائيل وإيران، وما تشهده المنطقة من توتر غير مسبوق، وما يحدث يمثل تهديدًا مباشرًا للسلم الإقليمي ويؤسس لمرحلة جديدة من الاضطرابات التي قد تدفع المنطقة بأكملها نحو مواجهات مفتوحة.
ويشدد رئيس الحزب على أن استمرار العمليات العسكرية أو الاستفزازات المتبادلة بين تل أبيب وطهران لن يقف تأثيره عند حدود الدولتين، بل سيتجاوز ذلك إلى الأمن القومي العربي، وممرات الطاقة، والاستقرار الاقتصادي في الشرق الأوسط، لافتا أن مصر كانت وستظل ركيزة توازن في الإقليم، وعلى المجتمع الدولي أن يدعم النهج المصري القائم على التهدئة والحلول الدبلوماسية، لا دفع الشعوب نحو أتون الحرب.
وأوضح صقر أن حزب الاتحاد يرفض أي محاولات لاقتحام الدول العربية في صراع المحاور، ويطالب بتحرك عربي موحد عبر جامعة الدول العربية لوقف هذا التدهور الأمني المتسارع.
ودعي رئيس الحزب إلى التحرك السريع لدوائر صناعة القرار في العالم لتفعيل أدوات الردع السياسية والدبلوماسية قبل فوات الأوان، لأن كل تأخير سيجعل النار تقترب أكثر من الشعوب، مؤكدا أن موقف حزب الاتحاد ثابت في دعم أمن مصر القومي، ورفض تحويل المنطقة إلى ساحة حرب بالوكالة، لأن استقرار الشرق الأوسط لا يجب أن يبقى رهينة لصراعات القوى الكبرى.
قال د. جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية جامعة قناة السويس، إن الضربة الإسرائيلية الأسد الصاعد لإيران، هي ضربة أمريكية في الأصل، ولكن يتم تصدير الكيان الصهيوني في المشهد لتمكينه وهيمنته على الإقليم وخلق شرق أوسط جديد.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن هذه الضربات جاءت في أعقاب زيارة الرئيس الأمريكي ترامب إلى دول الخليج، التي كانت تستهدف في باطنها خلق الحقبة الصهيونية التي يتم خلالها سيطرة إسرائيل على الإقليم بعد سقوط بغداد ودمشق وتحجيم لبنان وتقييد المقاومة، وأخرها ضرب إيران المركز الرئيسي للمقاومة.
وأوضح أن إيران تضرب في العمق 150 هدفًا عسكريًا داخل إسرائيل والحقيقة أبشع من التصوير، مؤكدا أن الحرب المشتعلة الآن بين إيران وإسرائيل في الأصل أمريكية، تم تحويل الوكيل الإسرائيلي خلالها إلى بطل وأكد تمكينه ترامب حينما أعلن علمه بما يحدث مشيدًا بالضربات الإسرائيلية وأن القادم سيكون ضربات أكثر تأثيرًا، مطالبًا إيران بالخضوع والاستسلام، وعدم التحول إلى القنابل النووية.
أدوات الرد الإيراني
أشار زهران إلى أنه توقع الرد الإيراني عقب ساعات من الضربة الإسرائيلية، مؤكدًا أن الرد الإيراني الذي شن بالفعل منذ قليل سيكون موجعًا حيث وصلت صواريخ إيران إلى قلب تل أبيب وإلى مواقع استراتيجية مهمة منها وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وأكد على ضرورة اتخاذ إيران مواقف أكثر تشددًا من خلال الانسحاب من المفاوضات مع أمريكا نهائيًا، وليس من مفاوضات الأحد القادم فقط، وكذلك الانسحاب من الوكالة الدولية للطاقة النووية، وإصدار “خامنئي” الأمر بالتوجه إلى إنتاج القنبلة النووية، وتوجيه ضربات مؤثرة إلى الكيان الصهيوني ليكون عبرة، ويكون من شأنها القضاء على الوجود الإسرائيلي.
ولفت زهران إلى أن الضربات الإسرائيلية لإيران هدفها تخويف الدول العربية وإخضاعها لرغبات ترامب، فضلًا عن مشاركة دول بالضغوط الأمريكية في صد الطائرات المسيرة لإيران التي تم إطلاقها فور الهجوم الصهيوني لجس النبض، فتم الكشف أن المتصدي لهذه الطائرات بالأسف الأردن والعراق فضلًا عن فتح المجال الجوي السوري.
