اقتصاد وأعمال

الدولار والذهب.. علاقة عكسية كسرتها الأسواق المصرية

 شهدت الأسواق المصرية في الآونة الأخيرة تحولات لافتة في العلاقة التقليدية بين سعر الدولار الأمريكي وأسعار الذهب، ففي الوقت الذي يتوقع فيه العديد من المتداولين أن يشهد الذهب انخفاضا عندما يرتفع الدولار، يبدو أن الأسواق المحلية في مصر قد كسرت هذه القاعدة، حيث لوحظ أن ارتفاع الدولار أمام الجنيه المصري يؤدي إلى زيادة أسعار الذهب، وهو ما يعكس علاقة غير معتادة مقارنة بالأسواق العالمية، حيث عادة ما يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار.

وفي هذا السياق، قال أمير رزق، عضو شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، إن ارتفاع أسعار الذهب في مصر مع ارتفاع الدولار يعود إلى الزيادة في تكلفة الاستيراد، حيث يصبح استيراد الذهب والمواد الخام اللازمة لصناعته أكثر تكلفة.

 وأوضح أن هناك ارتباطًا قويًا بين الذهب والدولار في السوق المصري بسبب ثقافة الاستثمار في المعدن النفيس، إذ يميل المصريون إلى شراء الذهب في أوقات الأزمات الاقتصادية أو ارتفاع معدلات التضخم، خاصة إذا ما ارتفع سعر الدولار، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب المحلي وارتفاع أسعاره.

وأشار رزق إلى أن هذه الظاهرة تختلف عن الأسواق العالمية، حيث يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين في حالات الركود أو الشكوك الاقتصادية. ففي الأسواق العالمية، عندما يرتفع الدولار، ينخفض الذهب عادةً، حيث يتجه المستثمرون للاستثمار في السندات الدولارية للحصول على عوائد مرتفعة، في المقابل، عندما تنخفض أسعار الفائدة على الدولار، يلجأ المستثمرون إلى الذهب كوسيلة للتحوط ضد انخفاض القيمة.

مستقبل أسعار الذهب في 2025

أما عن التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب، فتشير العديد من التقارير إلى أن أسعار المعدن النفيس قد تشهد زيادة أبطأ في عام 2025 بعد الارتفاعات الكبيرة التي سجلها الذهب في عام 2024، وفقًا لمجلس الذهب العالمي، ارتفعت أسعار السبائك بأكثر من 30% هذا العام، ومن المتوقع أن يستمر هذا الصعود في الربع الأول من العام المقبل، مع ترجيح أن يتجاوز سعر الأوقية مستوى 3000 دولار.

وفي ذات السياق، أفادت بعض المراكز البحثية التابعة لبنوك الاستثمار، مثل “جي بي مورجان”، بأن التوقعات تشير إلى أن أسعار الذهب قد تشهد قفزة جديدة تتجاوز 2700 دولار للأوقية في 2025.

أسعار الذهب اليوم في مصر

اليوم، سجل سعر الذهب من عيار 21 (الأكثر تداولًا في مصر) حوالي 3820 جنيهًا للجرام، فيما يواصل الدولار صعوده ليقترب من 51 جنيهًا في البنك المركزي المصري.

تظل العلاقة بين الدولار والذهب في مصر مسألة محورية للمستثمرين، في وقت يتسم بالتقلبات الاقتصادية العالمية والمحلية، مع تزايد الاهتمام بالذهب كأداة للتحوط ضد التضخم والانخفاضات في قيمة العملة.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=1176

موضوعات ذات صلة

أزدهار الاقتصاد .. انتعاش البورصة لأكثر من تريليون جنية

المحرر

مصر وصندوق النقد.. من الرابح والخاسر

المحرر

إشادات بتفعيل إضافة حوالات الخارج لحظيًا لحسابات العملاء

المحرر

الاقتصاد المصري بين التحديات العالمية والإصلاحات المحلية

المحرر

تقرير ماستركارد: الاقتصاد العالمي يتعافى والنمو مستمر 2025

المحرر

خبير : ثمار اقتصادية جديدة عقب قمة البريكس

المحرر