اقتصاد وأعمال

حرائق لوس أنجلوس.. خسائر قياسية وتحديات تأمينية

تشهد مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية واحدةً من أسوأ حرائق الغابات في تاريخ الولايات المتحدة، مخلفةً وراءها خسائر مادية ضخمة وآثارًا اقتصادية واجتماعية وبيئية غير مسبوقة، حيث إنه وفقًا لتقديرات شركة “أكيوويذر” (AccuWeather) تتراوح الخسائر الاقتصادية بين 135 و150 مليار دولار أمريكي.

يقول د. عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية: تُقدَّر خسائر الحرائق في لوس أنجلوس بما يقرب من 150 مليار دولار أمريكي منها حوالي 20 مليار دولار تتحملها شركات التأمين الكبرى مثل “Allstate” و”Chubb” و”Travelers”، أما الجزء الأكبر من الخسائر فهي غير مؤمَّنة، إذ تُشكِّل الجزء الأكبر من الأضرار، حيث تصل إلى 130 مليار دولار، محققةً بذلك خسائر اقتصادية تاريخية، بما يضع ضغطًا كبيرًا على الاقتصاد المحلي والسكان المتضررين.

خسائر هائلة

وحول تداعيات تلك الحرائق اقتصاديًا؛ أشار مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، إلى تدمير آلاف المنازل والمباني، خاصة في المناطق الراقية مثل “Pacific Palisades” و”Santa Monica”، حيث تتجاوز قيمة المنزل المتوسط 2 مليون دولار، لافتًا إلى أن ولاية كاليفورنيا تواجه أزمة في قطاع التأمين، حيث انسحبت بعض الشركات من السوق، أو أوقفت إصدار سياسات جديدة بسبب المخاطر المتزايدة، مما جعل العديد من السكان دون تغطية تأمينية، مؤكدًا أن الأضرار قد أصابت البنية التحتية بما في ذلك الطرق وشبكات الكهرباء والمياه.

وأضاف: تُعد حرائق لوس أنجلوس الحالية من بين الأكثر تدميرًا في تاريخ الولايات المتحدة، مع خسائر اقتصادية هائلة وتأثيرات واسعة النطاق على المجتمع والبيئة، حيث تتطلب هذه الكارثة استجابة شاملة وتعاونًا بين السلطات المحلية والفدرالية والمجتمع الدولي للتعامل مع التحديات الناجمة عنها، حيث يعمل آلاف رجال الإطفاء على مدار الساعة للسيطرة على الحرائق، لكن الظروف الجوية الصعبة والرياح القوية تعرقل هذه الجهود، فالتأثير الصحي والبيئي سيكون صعبًا على السكان، إذ إن الحرائق قد أدت إلى تلوث الهواء بالأدخنة والمواد السامة، مما يزيد من المخاطر الصحية، بالإضافة إلى تدمير مساحات واسعة من الغابات والموارد الطبيعية.

وأوضح مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إلى أنه من المتوقع أن تواجه السلطات الأمريكية تحديًا كبيرًا في إعادة بناء المناطق المتضررة وتوفير المأوى للنازحين، بالإضافة إلى الحاجة إلى استثمارات ضخمة لإصلاح البنية التحتية، لافتًا إلى أن الحرائق قد امتدت لتُغطي مساحة فاقت الـ220 كم2، ما أدى إلى حالة نزوح كبيرة من السكان في مناطق لوس انجلوس وكاليفورنيا وغيرها لعدم القدرة على مواجهة الوضع المستمر نتيجة حالة الطقس السيىء.

ولفت مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، إلى أن حرائق لوس أنجلوس قد أثارت تساؤلات عدة، يأتي على رأسها، ماهية تأثير هذا الحدث على المناخ والاقتصاد العالمي والاستثمارات المستقبلية في المنطقة؟ إضافة إلى أنه هل ستسهم مثل تلك الكوارث الطبيعية في تغيير سياسات المناخ ومدى تأثير هذه الحرائق على الاستثمارات المستقبلية في المنطقة؟ حيث إن الإجابة على كل هذه الأسئلة ستكون عند صناع القرار في البيت الأبيض.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=1207

موضوعات ذات صلة

حلول لأزمة استيراد السيارات المعفاة من الجمارك

المحرر

شعبة الذهب تكشف كواليس معرض NEBU وموعد افتتاحه

المحرر

الاقتصاد المصري يرتقي.. “فيتش” تُثني على الإصلاحات

المحرر

نمو ملحوظ في صادرات مصر رغم التوترات العالمية

المحرر

فتح الأسواق الأوروبية أمام صادرات مصر من الأسماك

المحرر

تعديلات قانون السفن لتحفيز الاقتصاد البحري

المحرر