سليدر

إسرائيل تقتل الصحفيين لتخفي جرائمها

في قاعة محمد حسنين هيكل بنقابة الصحفيين المصريين، اجتمع العشرات من الصحفيين والإعلاميين المصريين والفلسطينيين إلى جانب رموز فكرية وثقافية، ليستمعوا إلى شهادة الوزير أحمد عساف، المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني، حول ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، والصحفيين على وجه الخصوص، من استهداف ممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي. الندوة، التي حملت عنوان استهداف الصحفيين وآخر المستجدات السياسية، جاءت كمنبر جديد للتأكيد على أن الاحتلال لن ينجح في إسكات صوت الحقيقة مهما كانت آلة القمع والدمار.

منذ بداية العدوان الأخير، تشهد غزة أياما دامية، كما وصفها عساف، إذ تحترق أحياء كاملة تحت القصف الوحشي، يسوي بالأرض برجٌ تلو الآخر، بينما يعيش مئات الآلاف من السكان لحظات فارقة بين الموت والحياة. وأوضح الوزير أن ما يجري ليس مجرد حرب، بل محاولة لإبادة ممنهجة، في ظل صمت دولي لا يوازي حجم الجريمة.

وأكد عساف أن الدولة الفلسطينية قادمة، بحتمية انتصار الشعوب المقهورة ورحيل الاحتلال، مضيفا أن جرائم القتل والقصف والاعتقال لن تمنع الفلسطيني من التمسك بحقه في الحرية والاستقلال. كما شدد على أن الإعلام الفلسطيني، رغم كل الاستهدافات، سيظل صوت الشعب الذي يكشف الحقيقة للعالم.

صحافة تحت النار

وعرض الوزير عساف بالأرقام حجم الاستهداف غير المسبوق للصحافة الفلسطينية، حيث استشهد 251 صحفيا وصحفية منذ السابع من أكتوبر 2023 حتى اليوم، وهو رقم يفوق ما خسرته المهنة في كل الحروب السابقة مجتمعة. ولفت إلى أن هذه الجرائم لم تقف عند قتل الصحفيين فقط، بل امتدت إلى استهداف عائلاتهم، وجرح واعتقال المئات، في محاولة لترهيبهم ومنعهم من نقل جرائم الحرب. والاحتلال لم يكتف بذلك، بل عمد إلى تدمير مبنى تلفزيون فلسطين بالكامل، في اعتداء صريح على حرية الرأي والتعبير، ومحاولة لطمس أي صوت مخالف لروايته الكاذبة. وقال عساف إن الإعلام الفلسطيني، رغم الحصار والإغلاق و الاعتقالات، ما زال قادرا على صناعة الرأي العام العالمي وتعزيز الرواية الفلسطينية.

وأوضح أن الضفة الغربية ليست بأفضل حال، حيث يعيش سكانها وسط أكثر من ألف حاجز عسكري يفصل القرى عن المدن، ويحول الحياة اليومية إلى جحيم مستمر. وأشار إلى تصاعد اعتداءات المستوطنين التي تجري تحت حماية الجيش الإسرائيلي، في وقت تتوسع فيه المستوطنات بوتيرة غير مسبوقة. كل ذلك يجعل الفلسطيني محاصرا بين جدران الاسمنت وحصار الخوف.

في المقابل، استعرض عساف الجهود التي يقودها الرئيس محمود عباس على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، بالتنسيق مع الدول العربية، لوقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لغزة. وأكد أن فلسطين لن تتراجع عن هدفها الأساسي: ترسيخ وجود الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

كما أشاد بالدور المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورفض القاهرة القاطع لمشاريع التهجير، مشيرا إلى أن الشعب المصري قدم الكثير من الدعم الإنساني والسياسي، في وقت يتعرض فيه هو الآخر لضغوط دولية هائلة.

ولم يغفل عساف الإشارة إلى التطور الذي يحققه الإعلام الرسمي في مواجهة الرواية الإسرائيلية على السوشيال ميديا، حيث أطلق نحو 50 منصة تبث بعشر لغات مختلفة لتصل رسالة الفلسطيني إلى كل العالم. وأكد أن هذه الجهود جعلت الاحتلال عاجزا عن فرض روايته حتى في الغرب، حيث باتت صور الدمار والمجازر أقوى من خطاب التضليل.

شهادات من الميدان

الصحفي المصري أحمد راضي، الذي حضر الندوة، أكد أن ما يتعرض له زملاؤه الفلسطينيون يمثل جريمة ضد الإنسانية، مشيرا إلى أن أعداد الشهداء من الصحفيين تكشف أن الاحتلال يخشى الكاميرا أكثر مما يخشى الرصاصة. وأضاف: نحن ك صحفيين مصريين ندرك أن معركتهم هي معركتنا، فالحقيقة لا تعرف حدودا، وإذا سقط صوت الصحفي الفلسطيني اليوم، فلن يسلم غدا أي صوت حر في المنطقة.

من جانبه، قال الإعلامي هشام الطيب إن ما يجري يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي، مؤكدا أن صمت المؤسسات الأممية والنقابية على هذه الجرائم يفتح الباب لمزيد من الانتهاكات. وأضاف: المطلوب ليس فقط التضامن المعنوي، بل تفعيل أدوات القانون الدولي لمحاسبة الاحتلال، لأن ما يحدث يشكل خرقا واضحا لكل المواثيق التي تحمي الصحفيين.

شاهد على الحقيقة

بينما شدد نقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي خلال الندوة على أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة اهتمامات النقابة، سواء عبر التوثيق أو المتابعة القانونية على المستوى الدولي. وأعلن أن هذه الفعالية تأتي ضمن حملة “شهود الحقيقة والعدالة” التي أطلقتها النقابة مع نظيرتها الفلسطينية، بهدف فضح جرائم الاحتلال ضد الصحفيين وتعزيز حضور الرواية الفلسطينية.

وطالب البلشي الحضور وكل من يملك شهادة أو وثيقة أو صورة أن يقدمها للنقابة، لتكون جزءا من ملف التوثيق الذي سيُعرض على المحافل الدولية، مؤكدا أن المعركة الإعلامية لا تقل أهمية عن الميدان، وأن الصحافة الحرة تبقى الحائط الأخير أمام محاولات طمس الحقيقة وإسكات صوت الضحايا

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=1350

موضوعات ذات صلة

إيراث.. رحلة أبناء الأرض السبعة نحو الخلود

المحرر

جمال سليمان : الفن جزء من شخصيتي وأسلوب حياتي

المحرر

إعادة رسم ملامح البحر الأحمر ليصبح وجهة عالمية

المحرر

الوسواس القهري.. فهم المرض والتغلب عليه

المحرر

حملات مكثفة على تداول أسواق اللحوم والدواجن

المحرر

أبو صدام يطالب الفلاحين بتنمية إنتاج البيض البلدي في المنازل

المحرر