قال الدكتور أسامة محمد رسلان، مدرس الألسنية والترجمة بقسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر الشريف، ومترجم كتاب “نهضة إفريقيا الزراعية.. من بؤس التناقض إلى بأس التعاضد”، إن الكتاب يتناول أوجه التناقض في القارة الإفريقية، وكيفية العمل على تضافر الجهود للوصول إلى باس التعاضد.
وأوضح أن نحو 60% من إجمالي الأراضي الصالحة للزراعة على مستوى العالم موجودة في قارة إفريقيا، على الرغم من أن القارة السمراء مستوردة للطعام بشكل كبير، وهو أحد أوجه التناقض بالقارة.
جاء ذلك خلال حفل توقيع صدور الطبعة العربية للكتاب بالمركز القومي للترجمة، بحضور الدكتورة كرمة سامي، رئيس المركز، والدكتور مصطفى رمضان المدرس بقسم الإرشاد الزراعي بكلية الزراعة بجامعة الأزهر الشريف، ومحمد جاد الله الباحث بجامعة عين شمس، ولفيف من أساتذة الجامعات.
وضرب رسلان مثلًا آخر على التناقض بالقارة الإفريقية وهو أن نحو 63% من سكانها تحت عمر الـ 25، مما يعني أن القارة تمتلك موارد بشرية ضخمة، ولكنها طاقة معطلة بسبب افتقار القارة للبنية التحتية الجيدة، مما يجعل القطاع الزراعي منفر.
وأوضح أن الكتاب يدعو للتكامل الإفريقي، حيث يُراد لسكان القارة عدم الاكتفاء الذاتي من الطعام بفعل فاعل، لافتًا إلى أن هناك بعض التجارب الزراعية الناجحة لدول بالقارة الإفريقية والآسيوية، وكذلك بقارة أمريكا اللاتينية.
وأشار رسلان إلى أن مؤلف الكتاب أوصى بالاستفادة من تجارب الآخرين، مع التوطين أي مراعاة الخصوصية المحلية، موضحًا أن تجربة الهند قد أثرت على الكاتب ضمنيًا.
ولفت إلى أن أهم التحديات التي تواجه النهضة الزراعية بإفريقيا تكمن في انعدام أو تهالك البنية التحتية، وانعدام الميكنة والتحديث، وكذلك العمل البدائي في استخراج الموارد مما ينتج عنه تلوث بيئي، وانعدام المعلومات، فضلًا عن الفراغ الأمني والسياسي، بالإضافة إلى التمدد المستمر لزمن الاستعمار بأوجه أخرى.
وانتقد الكتاب الزراعة الكفافية في إفريقيا، مؤكدًا على ضرورة استبدالها بالزراعة التجارية، وكذلك انتقد الزراعة البعلية المعتمدة على الأمطار فقط، كما لفت إلى الزراعة عديمة الحراثة، مشددًا على أن أية اتفاقات دولية يجب أن تواكبها سياسات حماية.
قام بتأليف الكتاب الدكتور أيوديلي أودوسولا، وهو مواطن نيجيري يحمل الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أبادان، وهو مدير مركز قطاع التمويل في إفريقيا التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ويتناول الكتاب رصدًا للواقع، مرورًا بعرض التجارب الزراعية البازغة في القارة، وانتهاء بالتنظير – المؤصل بالحقائق والبرهان – نحو منظومات إقليمية تشمل القارة كلها تحقيقًا للاكتفاء واستدرارًا للموارد، أملًا في التحول عن بؤس التناقض واقعًا، إلى بأس التعاضد طموحًا.