معهد بحوث البساتين أحد الصروح العلمية العريقة، التي تنتمي إلى مركز البحوث الزراعية، وتبذل جهدًا غير عاديًا لتطوير والارتقاء بالقطاع الزراعي والمزارعين، ويقوم المعهد على ثلاثة محاور أساسية هي “البحثي التطبيقي، الإرشادي، الإنتاجي”، حيث أنها جميعها تدور في فلك تعظيم جانب الاستفادة التي يمكن تحقيقها للمزارع، وتستورد مصر نحو 98 % من تقاوى الخضر، ولهذا البرنامج الوطني لإنتاج تقاوى الخضر مهم جداً، وهو توجه رئاسي لتقليل الاستيراد وخفض الضغط على العملة الصعبة من جهة، وتأمين الأمن الغذائي من جهة أخرى. لذا حاورنا الدكتور احمد حلمي مدير معهد بحوث البساتين بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.
ما الدور الذي يلعبه معهد بحوث البساتين في زيادة الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي؟
يتمثل دور المعهد في الاستشارات الفنية والمعاملات السليمة للمحاصيل، وتعتبر البحوث التطبيقية، هي كلمة السر لعلاج كافة المشكلات، بالاستفادة منها وتطبيقها على أرص الواقع، والتوسع في تطبيق التجارب الناجحة، فضلًا عن سرعة إعداد قاعدة بيانات كاملة ودراسة وافية حول سلالات الماشية في العالم، وأكثرها إنتاجية، سواء من الألبان أو اللحوم، واختيار الأنسب من بينها والتي تتأقلم مع البيئة، وذلك في إطار تحسين السلالات والتحسين الوراثي للماشية، إضافة إلى ضرورة التوسع في برامج الدعم الفني والإرشادي للمزارعين، خاصة لمزارعي المحاصيل الهامة مثل الزيتون والنخيل والمانجو والعنب، والمتابعة الجيدة والمستمرة، ونشر التوصيات الفنية الزراعية الحديثة، والإرشاد لمكافحة الآفات والأمراض، والحصول على أفضل إنتاجية، إضافة إلى توفير الشتلات للمزارعين.
حدثنا عن أهم المحاصيل المنزرعة في مصر؟
إنّ مصر تمتلك تقاوي كاملة وعالية الجودة من محصول البطاطس، وستزيد حجم الإنتاجي بنسبة 20% عن التقاوي المستخدمة حالياً وأن منتج البطاطس هو السلعة الثانية على قائمة التصدير بعد منتجات الموالح، وتصدر مصر بطاطس بـ6 مليارات جنيه، كما أن مصر أصبحت “تكوّد” المزارع في عملية الإنتاج، فحتى لو حدثت أي مشكلة للمنتج، يصبح من السهل تتبع سلسة هذا المنتج للمزرعة التي أنتجته، لتلافي المشكلات في المستقبل، و أنّ وزارة الزراعة تعمل حالياً على البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر في 10 محاصيل رئيسية، بالتعاون مع جهاز الخدمة الوطنية في القوات المسلحة، والشركة الوطنية للزراعات المحمية.
ماذا عن تصنيع النباتات الطبية والعطرية؟
النباتات الطبية والعطرية لها العديد من الاستخدامات الممتدة منذ عهد قدماء المصرين، حيث أنها تستخدم في صناعة العطور والمنتجات العطرية المختلفة، ويتم استخراج الزيوت العطرية من النباتات واستخدامها في تحضير العطور والمستحضرات العطرية الأخرى، والاستخدامات الصحية الأخرى، ويستخدم النباتات الطبية والعطرية في صناعة المنتجات الصحية المختلفة، مثل المنتجات الغذائية الصحية والمكملات الغذائية والمنتجات العضوية، كما أن زراعة النباتات الطبية والعطرية في المناطق الصحراوية تعتبر تحديًا كبيرًا بسبب الظروف الجوية الصعبة والتحديات الزراعية المختلفة، بينما يمكن تحقيق نجاح في زراعة هذه النباتات في المناطق الصحراوية من خلال اتباع بعض الإرشادات والتقنيات الزراعية المناسبة.
أين وصلنا في البرنامج الوطني لإنتاج الخضر؟
مصر تستورد نحو 98 % من تقاوى الخضر، ولهذا البرنامج الوطني لإنتاج تقاوى الخضر مهم جداً، وهو توجه رئاسي لتقليل الاستيراد وخفض الضغط على العملة الصعبة من جهة، وتأمين الأمن الغذائي من جهة أخرى، فضلاً عن ارتفاع أسعار هذه التقاوي، على سبيل المثال يصل سعر البذرة الواحدة لتقاوى الخيار لـ 7 جنيهات، ومن ضمن أسباب الحرص الكبير على إنتاج التقاوي هو ما حدث في دول العالم من إغلاق خلال جائحة كورونا، وكان من الممكن أن لا نتمكن من شراء تلك البذور؛ لهذا زاد التوجه لإنتاجها محلياً، وأيضاً التغيرات المناخية أثرت على إنتاج بعض البذور، مما اضطر البعض لرفع الأسعار، وإنتاج التقاوي محلياً يكون مناسباً للبيئة، وهذا يدعم الإنتاج ولا يتم تسجيل أي صنف، إلا إذا تساوى مع المستورد أو تفوق عليه، والأصناف التي تنتج أقل من المستورد لا يتم تسجيلها واعتمادها.
هل نصدر شتلات للدول خارجية.. وما هى تلك الدول؟
نصدر شتلات فاكهة متنوعة لأغلب الدول العربية، أبرزها: المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، والبحرين، والإمارات العربية المتحدة، وليبيا، والأردن.. وأكثر الشتلات التى نصدرها: المانجو والموالح والفاكهة المتساقطة والعنب وشتلات الزيتون، ونعمل الآن على تسجيل تلك الأصناف لحماية حقوق الدولة المصرية.
حدثنا عن عجينة الياسمين وحجم إنتاجنا منها؟
مصر الأولى عالمياً في إنتاج عجينة وزيت الياسمين، حيث إننا ننفرد بـ 70% من الإنتاج العالمي، وتزرع قرية شبرا بلولة وبعض القرى المجاورة بمحافظة الغربية نحو 670 فداناً ياسمين، ويتميز زيت الياسمين المصري عن أي زيت في العالم، حيث تم تشكيل لجنة ياسمين؛ للنهوض بتلك الصناعة والاستفادة القصوى منها، من خلال إنشاء خط إنتاج وإقامة معمل تحاليل وفصل المكونات من أجل صناعة العطور.
ما أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في مصر حالياً وكيف يمكن مواجهتها؟
المشكلة الأساسية التي تواجه القطاع الزراعي فى مصر الآن هي نقص المياه، وهو ما يمثل عائقاً أمام التوسع في استصلاح أراضي جديدة، لزيادة الرقعة الزراعية والذى يرتبط بتدبير موارد مائية، لذا تعكف الدولة حاليا على تنمية مواردها المائية، حيث قامت بتبطين الترع مما أدى لتوفير نحو 7 مليارات متر مكعب، كما تم تحويل بعض الحقول للري الحديث، وتمت إقامة عدة محطات لتحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف، حيث تم افتتاح مصرف بحر البقر العام الماضي بتدفقات بلغت نحو 2.1 مليار متر مكعب في العام من مياه الصرف المعالجة، وسيتم في بداية هذا العام 2024 افتتاح محطات معالجة في غرب الدلتا مما يتيح تصرفات بنحو 3 مليارات متر مكعب في العام من المياه المعالجة، كما تم البدء في التوسع في مشروع الصوبات الزراعية، لأنها تؤدى إلى ترشيد استخدام المياه وزيادة الإنتاج من الحاصلات الزراعية، حيث أنها تستهلك أقل من 40 % من المياه المستخدمة في ري الحقول المفتوحة، كما أنها تنتج نحو 4 أضعاف كمية المحصول