سليدر

الشيزوفرينيا.. فهم أعمق لمرض معقد

الشيزوفرينيا واحدة من أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا، إذ تؤثر على طريقة تفكير الفرد، وإدراكه للواقع، وسلوكه، حيث يُعاني الأشخاص المصابون بهذا المرض، مجموعة متنوعة من الأعراض التي قد تشمل الهلاوس والأوهام والتفكير غير المنظم، مما يؤثر بشكل كبير على حياة المرضى اليومية.

يُعتبر الشيزوفرينيا مرضًا معقدًا، حيث يتطلب فهمًا عميقًا ودعمًا مستمرًا، من خلال البحث المتواصل والتوعية؛ لتحسين طرق العلاج والدعم المتاحة للمصابين، بما يساهم في التكيف مع تحديات الحياة اليومية، إذ إن الفهم الجيد لهذا المرض يُقلل الوصمة الاجتماعية للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، كما يُساعدهم على تعزيز تقبلهم مجتمعيًا؛ وفي هذا الإطار؛ التقت (صوت البلد) د. جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بكلية طب جامعة عين شمس؛ ليُحدثنا عن مرض الشيزوفرينيا وأهم أعراضه وطرق العلاج.

اضطراب نفسي

يُحدثنا أستاذ الطب النفسي؛ قائلاً: الشيزوفرينيا أو الفصام، هو اضطراب نفسي معقد يؤثر على التفكير، والعواطف، والسلوك، إذ يُعد من أكثر الاضطرابات النفسية تحديًا، حيث يؤثر على حياة المصابين بشكل كبير، مما يتطلب فهمًا شاملًا لهذا المرض، ولا يزال السبب الدقيق له غير معروف، ولكن يُعتقد أن هناك تفاعلًا معقدًا بين العوامل الوراثية والبيئية، فالأبحاث تُشير إلى أن وجود تاريخ عائلي من الاضطرابات النفسية؛ قد يزيد من خطر الإصابة بالمرض. كما تلعب العوامل البيئية، مثل التعرض للضغوط النفسية الشديدة أو استخدام المخدرات في مرحلة المراهقة، دورًا مؤثرًا في ظهور المرض.

الأعراض

وأضاف أستاذ الطب النفسي: تظهر أعراض الشيزوفرينيا عادةً في أواخر فترة المراهقة أو أوائل العشرينيات من العمر، حيث يمكن تقسيم الأعراض الرئيسية إلى ثلاث فئات؛ هي الإيجابية، السلبية، والمعرفية، إذ تشمل الأعراض الإيجابية؛ الهلاوس، مثل، سماع أصوات غير موجودة، أو الأوهام؛ مثل: الاعتقاد بأن هناك مؤامرة ضد الشخص.

وتابع “فرويز”: أما النوع الثاني من الأعراض؛ فهي السلبية، والتي تتضمن فقدان الدافع، والانسحاب الاجتماعي، وقلة التعبير العاطفي؛ بينما تشمل النوعية الثالثة من الأعراض؛ مشكلات معرفية وإدراكية، مثل: صعوبات في التركيز، والذاكرة، واتخاذ القرارات.

وأوضح أستاذ الطب النفسي؛ أن تشخيص الشيزوفرينيا يتم من خلال تقييم شامل عن طريق متخصص في الصحة النفسية لمراجعة التاريخ الطبي، والأعراض الحالية، والتقييم النفسي؛ حيث إنه لا توجد اختبارات مختبرية محددة لتشخيص الشيزوفرينيا، مما يجعل العملية تعتمد بشكل كبير على الملاحظة والتقييم السريري إلى جانب خبرة الطبيب المعالج.

طرق العلاج

ولفت “فرويز” إلى أن علاج الشيزوفرينيا يتطلب من المريض اتخاذ نهجًا متعدد الأبعاد؛ يشمل الأدوية والعلاج النفسي، ففي بعض الحالات تُستخدم مضادات الذهان بشكل شائع لتخفيف الأعراض الإيجابية، بينما يمكن لبعض الحالات الأخرى أن نستخدم العلاجات النفسية، مثل العلاج السلوكي المعرفي، لتحسين مهارات التكيف والتعامل مع الضغوط، 

وفي ختام حديثه؛ قال د. جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بكلية طب جامعة عين شمس، إن التعايش مع الشيزوفرينيا يُعد تحديًا، ولكنه بالعلاج المناسب والدعم؛ يمكن للعديد من الأشخاص المصابين بالمرض أن يعيشوا حياة مرضية مناسبة لهم. مؤكدًا الأهمية القصوى لتفعيل الدعم الاجتماعي والتأهيل المهني للمصابين، إذ إنهما تلعبان دورًا مهمًا في تحسين جودة حياة المصابين.

📎 رابط مختصر للمقال: https://www.baladnews.com/?p=901

موضوعات ذات صلة

كارت الفلاح يحكم منظومة الأسمدة

المحرر

في حديقة عقلك أولا.. أسرار النجاح كما يخبرك شارما

المحرر

الجنون.. بين الحقيقة والخيال

المحرر

اتحاد الدواجن: تراجع الإنتاج 40% بسبب خروج المربين

المحرر

الشرقاوي: إنشاء وحدة تعقيم للنباتات الطبية والعطرية

المحرر

الراحل صبري.. سوء الحظ حرمه من المونديال مع الزمالك

محمود المهدي