
تواصل الصادرات الزراعيةالصادرات الزراعية المصرية تحقيق معدلات نمو لافتة، بما يعكس قدرة القطاع الزراعي على تجاوز التحديات الاقتصادية وتعزيز حضور المنتج المصري في الأسواق العالمية، في ظل جهود متواصلة تبذلها الدولة لتطوير منظومة الزراعة والإنتاج.
وفي هذا الإطار، تسلط وزارة الزراعة الضوء على مساعي الدولة للتوسع الزراعي وتحسين جودة المحاصيل، إلى جانب المشروعات القومية الكبرى التي تستهدف دعم الأمن الغذائي وترسيخ مكانة مصر بين كبار مصدري السلع الزراعية على مستوى العالم.
الصادرات الزراعية
وأكد الدكتور خالد جاد، المتحدث باسم المركز الإعلامي لوزارة الزراعة، أن الصادرات الزراعية المصرية تشهد نمواً غير مسبوق خلال الفترة الحالية، بما يعكس قوة القطاع الزراعي وقدرته على دعم الاقتصاد الوطني. وأوضح أن هذا الأداء المتميز يرتبط بنجاح مصر في النفاذ إلى أسواق جديدة، مع زيادة عدد السلع الزراعية المصدّرة بشكل متواصل.
وأشار جاد، الدلتا الجديدة إلى أن وزارة الزراعة تركز على الحفاظ على معدلات ثابتة من الاكتفاء الذاتي رغم الزيادة السكانية وضيق الرقعة الزراعية ومحدودية الموارد المائية، لافتاً إلى أن الدولة تنفذ حزمة من المشروعات العملاقة لدعم الإنتاج الزراعي، من بينها مشروع الدلتا الجديدة على مساحة 2.2 مليون فدان، إلى جانب مشروعات توشكى والعوينات، ومبادرات جهاز مستقبل مصر.
مشروع الدلتا الجديدة
وتناول المتحدث باسم وزارة الزراعة جهود تطوير مشروع الدلتا الجديدة، الذي يعتمد على ثلاثة مصادر رئيسية للمياه، إلى جانب شق الترع في عمق الصحراء لتعويض ما فقدته مصر من أراضٍ زراعية على مدار السنوات الماضية.
وأوضح أن المشروع يستفيد من مياه نهر النيل والمياه المعالجة في محطات الحمام وبحر البقر وغيرها، مشيراً إلى أن مصر باتت تضم أكبر ثلاث محطات لتحلية ومعالجة المياه على مستوى العالم.
السلع الزراعية
وفيما يخص جودة الصادرات الزراعية، شدد جاد على أن المنتج المصري يحظى بثقة دولية واسعة، حيث تستقبل نحو 160 دولة أكثر من 450 صنفاً من السلع الزراعية المصرية.
وأكد أن الدول المستوردة تخضع هذه المنتجات لفحوص دقيقة قبل اعتمادها، إلى جانب الدور المحوري للمعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة، الحاصل على عدة شهادات «أيزو»، فضلاً عن تطبيق أنظمة حجر زراعي عالية الكفاءة لضمان سلامة الصادرات.
وأوضح أن المزارع المخصصة للتصدير يتم تكويدها وفق نظام رقابي صارم يضمن أعلى درجات الجودة والشفافية، بما يعزز ثقة الأسواق العالمية في المنتجات المصرية. واختتم بالتأكيد على أمان وسلامة المنتج الزراعي المصري وخلوه من أي ملوثات، مشيراً إلى تصدر مصر صادرات الفراولة والموالح عالمياً، وتحقيقها مراكز متقدمة في تصدير البطاطس ومحاصيل أخرى.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور جمال صيام، الخبير الزراعي، إن الطفرة التي تشهدها الصادرات الزراعية المصرية لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج مسار طويل من التطوير في البنية الإنتاجية والرقابية.
تطوير منظومة المعامل
ومن جانبه، قال الدكتور طارق محمود، أستاذ بمركز البحوث الزراعية، إن النظرة العالمية للمنتج الزراعي المصري تغيرت بشكل واضح، وأصبح يُنظر إليه باعتباره منتجاً آمناً وعالي الجودة، خاصة بعد تطوير منظومة المعامل والفحوصات.
وأضاف أن المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة، الحاصل على شهادات «أيزو»، أصبح عنصراً رئيسياً في ضمان سلامة الصادرات قبل خروجها إلى الأسواق الدولية.
وأوضح محمود أن معامل الحجر الزراعي تطبق أحدث التقنيات في الفحص، الأمر الذي عزز ثقة الدول المستوردة وأسهم في زيادة الطلب على السلع الزراعية المصرية. وأضاف أن نظام تكويد المزارع المخصصة للتصدير يعد من أبرز الإجراءات التي أرست مبدأ الشفافية في منظومة الإنتاج، حيث يتيح تتبع المنتج منذ زراعته وحتى تصديره، بما يضمن رقابة دقيقة على جميع المراحل المؤثرة في جودته.
وأكد أن هذا النظام كان من العوامل الرئيسية في تقدم مصر عالمياً في صادرات الفراولة والموالح، واحتلالها مراكز متقدمة في تصدير البطاطس وعدد من المحاصيل الزراعية الأخرى.
