التنمر ظاهرة مُقلقة تتجاوز حدود المدرسة لتُؤثر على الصحة النفسية والعاطفية للطفل؛ فإذا كان طفلك ضحية للتنمر، فإنّ فهم المشكلة والتعامل معها بشكل صحيح أمرٌ بالغ الأهمية.. (صوت البلد) تُقدم للآباء بعض النصائح والإرشادات حول كيفية التصرف مع أبنائهم في مثل هذه الحالة، من خلال سرد توضيحي لأهم العلامات الدالة على تعرض طفلك للتنمر، وكيفية تصرف الأبوين إذا لاحظا تلك العلامات، وذلك عبر فعاليات الفقرة الطبية التي نقدمها للقراء بعنوان: “أنت تسأل والطبيب يُجيب”، حيث يُحدثنا اليوم في هذا الأمر؛ دكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي.
ويقول استشاري الطب النفسي: التنمر ليس أمرًا بسيطًا، بل هو مشكلة خطيرة تتطلب تدخلاً سريعًا وفعالًا، من خلال فهم علامات التنمر، واتخاذ الإجراءات المناسبة، إذ يُمكننا حماية أطفالنا من آثاره السلبية، ومساعدتهم على النمو والتطور في بيئة آمنة وسليمة.
علامات تدل على تعرض طفلك للتنمر
وأضاف استشاري الطب النفسي: قد لا يعترف طفلك دائمًا بتعرضه للتنمر، لذا فمن المهم مراقبة بعض العلامات الدالة على ذلك، مثل: التغيرات في السلوك ككثرة البكاء، الانطواء، التغيرات في الشهية، صعوبة النوم، أو التغيرات المفاجئة في الأداء الدراسي. وهناك أيضًا الأعراض الجسدية كالشعور بألم في المعدة أو الصداع، أو ظهور كدمات أو جروح بدون تفسير واضح. وذلك بجانب الخوف من الذهاب إلى المدرسة أو محاولة التهرب منها، بالإضافة إلى احتمالية حدوث فقدان للأغراض الشخصية للطفل أو اختفاء ملابس أو أدوات مدرسية بشكل متكرر، فضلاً عن التغيرات في العلاقات الاجتماعية كتجنب الأصدقاء أو الانعزال عنهم.
دكتور جمال فرويز
وأوضح “فرويز” أنه في تلك الحالات؛ يجب على الأب أو الأم التحدث مع الطفل في بيئة هادئة وآمنة، وسؤاله عما يحدث معه في المدرسة أو في أي مكان آخر. حيث يجب الإنصات إليه باهتمام دون مقاطعة وطمئنته. كما يجب التحقق من صحة شكوك ولي الأمر حتى لا يتم الاستعجال في اتهام أحد، بل يتوجب جمع المزيد من المعلومات من خلال التحدث مع المدرسة، أو مع أصدقاء طفلك، أو من خلال مراقبة سلوك طفلك عن كثب.
ولفت استشار الطب النفسي، إلى ضرورة التواصل مع المدرسة والتحدث مع المعلمين والإدارة، وطلب التحقيق في الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة، مع توثيق كل ما يحدث من خلال كتابة ملاحظاتك وتاريخها. وفي الوقت ذاته؛ يجب تقديم الدعم النفسي لطفلك، حيث إنه قد يحتاج إلى دعم نفسي متخصص، لذا يُنصح باستشارة أخصائي نفسي لمساعدته على التغلب على آثار التنمر.
الثقة بالنفس
وتابع استشاري الطب النفسي: هنا يتوجب أيضًا تعليم طفلك: آليات الدفاع عن النفس؛ وكيفية التعامل مع المواقف الصعبة، وطرق الدفاع عن النفس بشكل لائق، دون اللجوء للعنف، إذ يتوجب تشجيع طفلك على التحدث مع شخص بالغ، موثوق به، إذا تعرض للتنمر.
وأكمل “فرويز”: ساعد طفلك على بناء ثقته بنفسه، وشجعه على ممارسة هواياته، وتكوين علاقات اجتماعية إيجابية، بالإضافة إلى تجنب إلقاء اللوم على طفلك، أو إخباره بأنه يجب أن يكون أقوى، حيث إن ذلك قد يُزيد من شعوره بالضعف والعجز.
وأختتم استشاري الطب النفسي نصائحه؛ بتوجيه الأبوين؛ للتعامل مع المتنمر في بعض الحالات التي تقتضي ذلك، مشيرًا إلى أنه قد يكون من الضروري التواصل مع والدي المتنمر، بحكمة وهدوء، لافتًا إلى ضرورة التركيز على حل المشكلة وليس على إلقاء اللوم على المتنمر.
